كشف المخرج السوري سمير حسين عن تحضيراته لعمل جديد يتناول ملف "ذوي الاحتياجات الخاصة" في خضم الحرب، بعد أن نفذ التجربة الأولى عن هذا الموضوع في مسلسل وراء الشمس، ووصف تناوله لموضوع هذه الفئة في حوار له عبر إذاعة "سورية الغد" أنه واجب علينا من مكاننا كمثقفين وفنانين، ومن المهم جداً تسليط الضوء على حاجاتهم وحقوقهم.
وأعرب عن سعادته بحصول مسلسل بإنتظار الياسمين، (الذي قام بتنفيذه عام 2015 عن نص من كتابة أسامة كوكش وإنتاج شركة ABC) على جائزة الإيمي أوورد، ونوه بأنه لم يكن يتوقع وصوله إلى هذه المرحلة المتقدمة، خاصة وأن أكثر من 20 ألف عمل شاركوا ضمن المسابقة من كافة أنحاء العالم.
كما تحدث عن العوامل الرئيسية التي جعلت العمل جماهيرياً في سوريا خصوصاً والوطن العربي عموماً، وأهلته للوصول إلى العالمية وهي الصدق ببناء العمل بدءاً من النص وإنتهاءً بالشكل الفني الذي يشبهنا ويلامسنا دون أدني "فزلكة"، وموضوعه الإنساني البحت البعيد عن السياسة، إلى جانب علاقة منتج العمل الطيبة بالمحطات التلفزيونية، ما سهل إنتشار العمل وتوزيعه، وأخيراً نجوم العمل الذين ساهموا بنجاحه.
ورداّ على سؤال عن إحتمالية وجود محسوبيات "واسطات" في المهرجانات العالمية أيضاً، أكد بأن تلك الدول هي دول قانون ونسبة الشخصنة فيها تكاد لا تذكر، وهذه السألة تذهب باتجاه الإستثناءات أي حالات قليلة جداً.
وأيد حسين فكرة تجسيد الدراما للمعاناة الإنسانية أثناء الحرب، لأن كل شخص بحاجة أن ينظر إلى نفسه في المرآة وبالتالي الدراما مرآته وبالأخص في فترة الأزمات، "ولكن علينا أن نكون حذرين للغاية في إنتقاء المواضيع المتناولة، وبرأيي يجب أن تكون إنسانية بالمطلق، فالإنسان السوري يستحق أن نؤرشف ونوثق ما يحدث معه".
وتطرق للحديث عن سر استمراريّة نجاح عمل "قاع المدينة" من قبل فئة كبيرة من الجمهور، مؤكداً أن العمل حقيقي جداً وواقعي عن نص كتبه محمد العاص، وأبدع بأداء شخصياته مجموعة كبيرة من نجوم الدراما السورية، أيضاً معايشته لقصص هؤلاء الناس الفقراء والمهمشين خاصة وأنه فقد والده منذ صغره وعايش هؤلاء الناس وتشرّب قصصهم ومعاناتهم، "عملنا حينها بمحبة كبيرة جداً".
وختم حواره بإهداء جائزة الايمي أوورد إلى سوريا والسوريين بشكل خاص، وإلى روح كل شهيد سوري ولكل من ظُلم بقسوة شديدة في هذه الحرب، وبالأخص من مات وهو في طريقه إلى الهجرة، أي من قتله البحر، "وبشكل خاص كسمير حسين أهديها لروح أخوتي الثلاثة (جهاد وأمير ونمر)، الذين فقدتهم خلال الحرب".