بعد نجاحه في المشاركة في تأليف الأعمال الدرامية والنصوص السينمائية إلى جانب التمثيل التلفزيوني والمسرحي، كان لا بد للشاب اللبناني الموهوب مالك مروان الرحباني إلا أن يكرّس نجاحاته بخوض تجربته الأولى على صعيد إصدار الكتب والتي أرادها أن تكون محطة جديدة ينطلق منها إلى عالم التعبير عن أفكاره وآرائه.
وبرعاية وحضور وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية، الثقافية، الفنية، الاجتماعية والإعلامية، إحتفل مالك مروان الرحباني، مطلع الأسبوع الحالي، بتوقيع كتابه الأول، باللغة الإنكليزية، وهو بعنوان " Images: A Personal Evolution Of The Mind"، وذلك في قصر الأونيسكو في بيروت. واللافت أن أبا صعب أبى الاكتفاء بالكتب المهداة له من قبل المؤلف وأرسل أحد مرافقيه لشراء أخرى، وزّع بعضها بنفسه على أصدقائه وطلب من الرحباني توقيع إهدائه على ثلاثة غيرها بإسم زوجته جوليا وولديه سامر وطارق.
موقع "الفن"، وعلى هامش حفل التوقيع الحاشد، إلتقى بداية وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب الذي هنّأ مالك الرحباني على خطوته هذه، متمنياً أن تعمّم على جميع الأجيال المقبلة، بخاصة وأنه تحدث إلى الأخير حول مضمون الكتاب ووجد أنه يسرد قصصاً وتجارب إنسانية عميقة ويطرح قضايا حياتية هامة ومنها تعرّض أحدهم للوقوع في براثن للإدمان على المخدرات وكيفية معاناته وكفاحه في ظل التمسّك بالأمل، وأشار إلى أن الوزارة تسعى دوماً إلى تحفيز الطلاب على المطالعة والكتابة.
وبالنسبة إلى أهمية الكتاب في يومنا هذا وفي ظل التطوّرالتكنولوجي القائم، أكد الوزير أبو صعب على أن لا شيء بإمكانه إلغاء الكتب والتقليل من شأنها، فحتى المواقع المعلوماتية تترقّب إصدار الكتب أولاً لترفعها في ما بعد وتصبح مادة متداولة إلكترونياً.
مروان الرحباني، الذي بدا مفعماً بالفخر لما يبادر به إبنه الأصغر، قال لنا: "أتمنى لمالك التوفيق والحظ الجيد وأن يكون كتابه المقبل باللغة العربية، كما أتمنى زيادة عدد القرّاء في لبنان.
يتضمّن الكتاب مجموعة من التجارب، منها الشخصي ومنها ما تشعرين معه بأن الكاتب يتجاوز الستين من عمره، كما أن لغة مالك الإنكليزية قوية جداً وأسلوبه مختلف وتركيبة جمله ومفرداته جديدة، وبالتالي يصيب الهدف مباشرة وبكل جرأة". بدورها، تمنّت الفنانة هبة طوجي للمؤلف الشاب أن يكون إصداره الأول بمثابة الخطوة الأولى في مسيرة النجاحات الكبيرة.
وأضافت: "على الرغم من صغر سنّه، لدى مالك الكثير ليقوله مما لا نراه بشكل يومي، وأعتقد أن المسؤولية الملقاة على عاتقه أصبحت أكثر ثقلاً لأن إسمه كبير بما يكفي، وأتمنى له كل التوفيق".
الممثل باسم مغنية أثنى على الإصدار الأول لمالك الرحباني، مشيراً إلى أنه قرأ جزءاً منه كونه على صلة وثيقة بالأخير حيث عملا معاً مؤخراً في مسلسل شريعة الغاب، الذي لم يعرض بعد، مؤكداً أن أسلوب الكتابة متطوّر بشكل واضح لدرجة يخيّل للقارئ أنها النسخة العاشرة وليس الأولى، ولافتاً إلى أن المضمون عميق جداً لكن الطرح بسيط وسهل ومن النوع السهل الممتنع.
واعتبرت الفنانة ألين لحود، التي يجمعها مع مالك الرحباني أكثر من عمل، أنه بمثابة شقيقها الأصغر، وأضافت: "هو حبيب قلبي ويعلم تماماً كم أفتخر به... أقول له ألف مبروك وهذه هي الخطوة الأولى فقط فأنا أدرك مدى مقدرته وثقافته وسعة اطلاعه، كما أنه ناضج بنسبة تتخطى عمره. مالك يعد بالكثير لتقديمه مستقبلاً للبنان وللشرق الأوسط ككل لأنه يمتلك الكثير من الأفكار السابقة لعصرها". أما الموسيقار إلياس الرحباني فأشار إلى أنه لم يتسنَّ له بعد الاطلاع على فحوى الكتاب لكنه يعتقد أنه انعكاس لشخصية مالك القريبة من القلب وتمنّى له التوفيق.
مالك مروان الرحباني عبّر لموقعنا عن سعادته واعتزازه بتواجد هذا الحشد لدعمه وتهنئته وتشجيعه، ونوّه بأن ما كتبه خلال خمسة أشهر، سبقت إصدار الكتاب، كان تجسيداً لصور من الواقع رصدها وحاول نقلها من وجهة نظر صاحبها، كما أنه انعكاس لمراحل عدة يمرّ بها الإنسان في حياته.
وأضاف: "أنا بعيد وقريب في آن من اللغة الرحبانية لأنني تعلمت منهم الكثير وشهادتي بهم مجروحة لكني أفتخر بأنني ولدت في هذه العائلة وأشكر ربي يومياً لأنني ترعرعت في كنف جدي وتعلّمت منه الكثير، كما تزوّدت من أعمال الأخوين رحباني التي أتابعها دوماً بالإضافة إلى قراءة كتبهما".
وفي الختام، توجّه مالك الرحباني إلى أترابه الشباب برسالة خاصة لتحفيزهم على الإقدام على تحقيق طموحاتهم بالقول: "يجب ألا نضع سقفاً لأحلامنا أو حائطاً أمام طموحاتنا فإذا تحلّينا بالإيمان والثقة سنحقق كل ما نصبو إليه، فللإنسان المقدرة على تسيير وجهة حياته وهذا ما أؤمن به وأضعه نصب عيني".
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاً إضغطهنا