الرّجال الرجال هم الذين يكونون أحراراً من كل قيدٍ داخليّ، هم الأقوياء في نفوسهم، والذين يصبرون في المحن ويحلمون في الثأر.
الرّجال هم الأحرار في قراراتهم ومواقفهم، في رحمتهم وحلمهم ومحبّتهم وغفرانهم. الرجال هم صحابة الرسول الذين رافقوه في نشر رسالته رسالة الرحمة والمحبة والتحرّر، رسالة الثورة على الظلم والمال والعبوديّة والأهم على الفقر.
هكذا كان بلال بن رباح، الصبي الذي عانى العبوديّة في فقرها وذلها وانكسارها وألمها، لكنّه كان حراً ومتحرّراً من قيود النفس، الخوف والحزن والضعف والإستسلام. تعرّف إلى صحابي غنيّ مادياً وروحياً هو أبو بكر الصديق التاجر الرحيم والمحبّ والذي كان سيف الرسول، سيفاً من الحلم والرحمة والثورة والمحبة. بلال الذي رفض الخضوع والإستسلام حرّر روحه وأطلقها في فضاء الحريّة، فكان من المسلمين الذين أسلموا نفسهم وذاتهم إلى الله وحاربوا الظلم والعبودية والطبقيّة وناصروا الضعفاء والفقراء والمحرومين وكسروا الأصنام التي كانت وجهاً من وجوه التسلّط والإستبداد. وكان بالإضافة إلى ذلك المؤذّن المسلم الأول لأنه كان يتمتّع بصوت ملائكيّ يصل الأرض بالسماء.
لا بدّ من هذه المقدّمة عن بلال بن رباح لنعرف أهميّة نقل سيرته إلى السينما في فيلم ذي تقنيات عالية إخراجاً وصوتاً وموسيقى. إنه فيلم بلال للمخرج والمنتج أيمن جمال الذي كان بطلاً في عمله السينمائي هذا في كل تفاصيله من الحكاية إلى الصوتيات إلى الغرافيك إلى الشخصيات الكرتونية التي نقلت الواقع كأنها ممثلون حقيقيون في تعابير وجهها.
هذا الفيلم نقل السينما السعودية والعربية إلى مصاف السينما العالمية هو أول فيلم لستوديو بارجون إنترتيمنت السعودية وأول فيلم رسوم متحركة طويل المدة يدعم وينتج في الشرق الأوسط والفيلم مترجم باللغة الإنجليزية لإستهدافه تحديداً المجتمع الأمريكي. فهنيئاً لنا هذا العمل السينمائي الضخم الذي نقلنا في عرضه الأول في لبنان أمس الثلاثاء في الCine mall ضبيه إلى مكة الإسلام السمح والرحمة والمحبة والغفران.
ويأتي هذا الفيلم في ظل تكاثر المنظمات المتطرفة التي تدّعي انتماءها إلى الدين الإسلامي، لينقل للعالم حقيقة الإسلام وليزيل عن عيون العالم ما شوهّته هذه المنظمات الإرهابية من إفتراء وتشويه فيما الإسلام يتجسّد في شخص بلال بن رباح وفي شخص كل من يسعى إلى نقل هذه الصورة الحقة عن الدين الإسلامي مثل أيمن جمال.
موقع الفن كان حاضراً في العرض الأول للفيلم في لبنان وكانت لنا هذه اللقاءات:
الممثل والفنان جهاد الأطرش: قيمة هذا العمل الفنية أنه قد يكون يضاهي أضخم ما أنتجته أميركا من تقنيات في هذا المجال. هو نفّذ في أميركا وسنرى أموراً لم تظهر حتى في الأفلام الأميركية نفسها. إن كان من ناحية ضخامة الإنتاج والصورة ودقّة التقنية التي استعملت وبعض الأمور قاموا بها خصوصاً لهذا الفيلم لم تكن موجودة في المكتبة الأميركية. بالإضافة إلى القيمة المعنوية والثقافية والفكرية لما فيه من قيم ظهرت في العالم العربي قبل أن يكون هناك إسلام الذي حارب الفقر والعبودية والظلم وأطلق الإنسان نحو الحرية المطلقة فأيمن جمل وفّق في هذا العمل فأخلص له في تقنياته ومضمونه الفكري. وإذا كان غراندايزر قد تحوّل إلى بطل إجتماعي مهم جداً أحبّه الأطفال والكبار لما فيه من قيم، فبلال من الناحية الروحية لا شكّ ما يمثّله مهم جداً لناحية الأديان السماوية التي أنعم علينا الله بها في هذا الشرق.
الفنان أحمد دوغان: أنا أعرف الفيلم بالأبيض والأسود وأنتظر لأشاهد هذا العمل لأنه قصته مؤثرة جداً. ونحن بحاجة إلى شخص عنده ضمير يخاف على هذا البلد ويحبه ويحمي الشعب، وأنا حزين على الشعب اللبناني الذي لا يتحرّك لأن لولاه لكان لبنان قد زال منذ زمن.