إياد نصار ممثل هدفه تحقيق متعة للمشاهد ، يعشق التمثيل بكل ما في داخله فنجده كل عام بشكل مختلف في كل شخصية يقدمها ، وفي هذا العام قرر أن يتحدى نفسه ويثبت أنه يستطيع أن يقدم أدواراً مختلفة وصعبة في نفس الوقت ، لذا شارك هذا العام بعملين "سبع أرواح" و"أفراح القبة" لكي يظهر كل طاقته الفنية ويثبت أنه ممثل من الطراز الأول في كل عمل يقدمه ، فقررنا أن نقترب منه ونعرف كل تفاصيل أعماله الحالية التي ينافس بها في رمضان من خلال هذا الحوار الذي خص به موقع "الفن" .
في البداية ما الذي جذبك لمسلسل "سبع أرواح" لكي تقرر المشاركة به في السباق الرمضاني؟
الورق عامل جاذب لأي ممثل يبحث عن التغيير في كل عمل يقدمه ، فعندما قرأت السيناريو وجدت أن شخصية عيسى السيوفي مستفزة بالنسبة لي جداً، فبداخله شر بشكل مطلق ليس له نهائية ، وفي نفس الوقت فرصة لأظهر نفسي لأول مرة في دور شر وأغير جلدي تماماً عن طبيعة الأدوار التي قدمتها ، والذي أعجبني أكثر في الشخصية أن عيسى اختار أن يكون شريراً من اللحظة الأولى بالرغم من اقتناعي بأن الشر في داخل كل إنسان ولكن بنسب متفاوتة ويكون له مبرر لوجوده والإنسان هو الذي يختار أن يكون شريراً أو مسالماً وطيباً مع الآخرين ولكن عيسى إختار أن يكون شريراً بإرادته. والذي جذبني أكثر للعمل أن فكرته معتمدة على التشويق والإثارة وهذا النوع من الأعمال لم أقدمه من قبل بالرغم من أن له جاذبية لدى المشاهدين في رمضان ، لهذا قررت أن أكون جزءاً من هذا العمل الذي يعد خطوة مهمة في مشواري الفني.
هل من الممكن الإفصاح عن شخصية "عيسى" بشكل أوضح ؟
هناك مقولة جاءت على لسان عيسى ضمن أحداث حلقات المسلسل "إن الناس ظالم ومظلوم" وهو إختار أن يكون ظالماً فهو لديه إحساس بأنه بذلك يحقق القوة والسطوة والسيطرة وهذه هي طموحاته وعندما خسر هذا الطموح قرّر أن يستعيده بأي شكل من الأشكال من دون النظر إلى من في طريقه أو من الضحايا التي ستقع بسبب هذا الطموح كل ما يهتم به تحقيق ما يريده بأي شكل من الأشكال.
ألم تخف من تقديم دور شرير بخاصة بعدما تعود عليك الجمهور في تقديم أدوار بعيدة عن الشر؟
أعتقد أن محبة الناس لي جاءت من إحساسهم بإخلاصي في كل شيء أقدمه لذا لست قلقاً من رد فعل الناس تجاه شخصية عيسى السيوفي بخاصة أن كل أعمالي مختلفة تماماً .. ولا يوجد عمل متشابه أو شخصيته قريبة من شخصية أي عمل آخر قدمته ، لذا لا أعتقد أن هناك نفوراً من جمهوري من شخصية عيسى فأغلب ردود الأفعال عن العمل إيجابية جداً وهذا يدل على أن الناس بدأوا يستوعبون أن الممثل مهنته تقديم شخصيات مختلفة عن شخصيته الحقيقية لكي يصبح ممثلاً محترفاً.
"سبع أرواح" أول تعاون يجمعك بـ خالد النبوي، حدثنا عن شكل التعاون بينكما؟
للأسف لم تجمعني بـ خالد النبوي مشاهد كثيرة لأن كل شخصية لها خط بعيد عن الخط الذي تسير حوله الأحداث ومع ذلك فأنا سعيد بالتعاون معه فهو من الممثلين الذين أعشقهم وكنت مستمتعاً بالعمل معه في المشاهد التي نصورها معاً كان هناك حالة من المتعة فهو مؤمن بنفس طريقة أداء الممثل الذي أمامه وهو جزء من أدائك فقد أصبحنا ثنائياً نفكر بنفس الطريقة في كل مشهد نؤديه.
ماذا عن تعاونك مع المخرج طارق رفعت في "سبع أرواح"؟
يعد هذا العمل أول تجربة إخراجية لطارق رفعت ولكنني أتوقع أن تكون له مدرسة جديدة في الإخراج بعد تجربته الأولى في "سبع أرواح" التي أرى أنها تجربة ليست سهلة وواجهت صعوبات كثيرة وأعتقد بسبب هذا الصعوبات ستكون نتيجتها النجاح بإذن الله ، فهو مخرج متمكن من أدواته وعلى المستوى التقني شخص متمكن جداً سواء في إخراج الصورة بتقنية عالية ، وله حس درامي عال لذا فهو مختلف عن أي مخرج آخر.
وكيف عملت على ملامح شخصية عيسى كشكل ومضمون؟
تعودت على تغيير ملامحي في كل عمل أقدمه فليس لدي ملامح ثابتة في أي عمل من أعمالي ولا أعلم كيف يكون شكلي أثناء التصوير وهذا واضح في كل أعمالي التي قدمتها من "حسن البنا في الجماعة الى ياسين في سر علني الى سيد العجاتي في من الجاني الى عيسى في سبع أرواح الى طارق في أفراح القبه" كل مرة يوجد شكل مختلف عن ما قبله و شخصياً أشعر بالاختلاف ليس في الشكل نفسه.. و أنا أبحث عن فكرة أن الشخصية تفرض عليك شكلها مثل سليم في أريده رجلاً كل الشخصيات التي قدمتها لها شكلها، لذا لا أعتقد أنه حدث تكرار في يوم من الأيام بين شخصية وشخصية سواء في الشكل أو المضمون. أما بالنسبة لشخصية عيسى السيوفي فشكله غريب عن الموجود في حياتنا لأن هذا النوع من الشخصيات من الأساس ليست موجودة بينا، لذا شكله مختلف بزيادة متطرفة في شكله عن أي شخصية أخرى.
وماذا عن "أفراح القبة"؟
أفراح القبة مشروع من المشاريع الهامة بالنسبة لي لأنه ثالث تعاون يجمعني مع المخرج محمد ياسين أستمتع بالعمل معه و دائماً أحقق معه نقلات في كل مرة أعمل معه منذ بدايتا من مسلسل الجماعة وموجة حارة وأفراح القبة. فهو دائماً يضعني في تحد مع شخصيات غريبة وتحد مع نفسي في نفس الوقت ويحقق لي خطوة في مشواري كممثل ومن المخرجين لديه براعة في اختيار نوعية الممثلين الذين يعملون معه. يختارهم بعناية فإذا لاحظنا فريق عمل أفراح القبة إنهم ممثلون لهم خصوصية عن أي ممثل آخر بدءاً من منى زكي الى جمال سليمان وصبا مبارك وصابرين وصبري فواز ودينا الشربيني وسوسن بدر وأحمد السعدني وسيد رجب فهم ممثلون من نوعية خاصة وليسوا ممثلين سهلين والمشروع نفسه ليس سهلاً ، فهو معتمد على رؤية نجيب محفوظ ونشوى زايد قامت بتقديم معالجة درامية للموضوع بطريقة ذكية جداً بحيث أنها تعاملت مع المشروع بإدخال حالات من روايات أخرى لنجيب محفوظ داخل أفراح القبة وهذه دراسة ذكية جداً كانت من نشوى زياد ومحمد ياسين على فكرة استغلال حالات لدراسات قدمت معالجة لحالات انسانية كثيرة.
أفراح القبة فرقة مسرحية تضطر إلى أن تعمل مسرحية تتكلم عنها وعن فضائحها وتكشفهم فتخيل انك تظهر على المسرح وتقدم نفسك وتقول لنفسك في وجهة نظر الآخر كيف يراك .. وأحياناً تكون وجهة نظره حقيقية فتتعرى أمام الجمهور وفي نفس الوقت أنت تعيد اللحظات المؤلمة في حياتك مرة واثنين وثلاثة وكل مرة ونقول الحقيقة لكن كل الكم بثقل الموضوع يقال بطريقة في منتهى البساطة ومنتهى الجاذبية والشفافية بالنسبة للجمهور ليس مع مادة معقدة لأنه يتعامل مع مادة حياتية ومع "بني ادمين" يتحركون مع حكايات تشبههم لذا في اعتقادي العمل ممتع وبنفس الوقت سيكون في معرفة انسانية.
وماذا عن الشخصية التي تقدمها؟
طارق رمضان ممثل فاشل كان لديه طموح بأن يصبح نجماً لامعاً في سماء الفن لكن فشله جعله ممثلاً لأدوار ثانوية فهناك مقولة على لسانه يقول فيها "اللعنة على المسرح واللعنة على الأدوار الثانوية "فهو ممثل أدوار ثانوية سبب فشله هو ولكنه ليس مقتنعاً بأنه السبب في هذا الفشل بل اقتناعه التام أن فشله بسبب الآخرين.
ماذا عن تعاونك مع منى زكي لأول مرة من خلال "أفراح القبة"؟
منى زكي مع حفظ الألقاب أستاذة ومن خلال التعامل معها وجدت أنها ممثلة رائعة وملتزمة وتعشق عملها بخاصة أن الشخصية التي تقدمها مستفزة بشكل كبير معظم مشاهدي معها. هناك حالة جميلة بيننا لأنها مبنية على حالة الحب التي تعيشها الشخصيتان طارق رمضان وتحية علي والموضوع أكبر من هذه الحالة وأكبر من الإنسانية أما على المستوى الشخصي فأنا دائماً أنجذب للممثلين الذين يشبهون طريقتي ونفكر بالطريقة نفسها في فهمنا للتمثيل ليس لدينا شيء آخر غير التمثيل لذا كان هناك حالة توافق وتفاهم كبيرة في طريقة عملنا معاً في "أفراح القبة".
كيف تقوم بالتوفيق بين الشخصيتين؟
هو تحد بالنسبه لي أن تقوم بتمثيل شخصيتين سواء طارق رمضان او عيسى السيوفي بالتقنية نفسها، فكرة الاندماج بالكامل. لكن هذا هو التحدي الذي اخترته لهذا العام وفي كل عام أحاول أن أعمل استراتيجة معينة لخطواتي. ماذا أريد أن أحقق وإلى أين أريد الوصول في مهنتي كممثل للناس. أعتقد أنه ستتم ملاحظة أن طارق رمضان إنسان بكل تفاصيله بطريقة ضحكه بطريقة مشيته وغضبه وحبه وعيسى السويفي مختلف تماماً بطريقة "مشيته وحبه وكرهه وحزنه" كل انسان مختلف هذا الذي أحاول أن أحققه رغم صعوبته صعب جداً ومرهق جداً لكني اخترت التحدي ومتابع حتى النهاية.
كيف ترى المنافسة الرمضانية هذا العام؟
المهم المتعة بالنسبة لي "افراح القبة" و"سبع ارواح" كل الأعمال الموجودة تلك السنه هدفها إرضاء المشاهد وخلق متعة حقيقية ومعان إنسانية والمهم خلق المتعة للمشاهد. أتمنى أن نحقق المتعة للمشاهد وكل سنة المنافسة ليست سهلة لكنني لم أفكر في المنافسة أنا أتنافس مع نفسي ولم أفكر أن هناك شخصاً قدّم عملاً أو حقق شيئاً. واذا فكرت بهذه الطريقة ستأخذ مني مجهوداً ومن حبي لهذه المهنة وانا أحبها وأتنافس مع نفسي وأقدم ما أشعر به.
كلمة أخيرة للفن ؟
أشكر أهل لبنان وصحافة لبنان على الإهتمام ، وأتمنى أن يكون المسلسل قد نال إعجابكم.