فنان متعدد المواهب، جمع الغناء والتمثيل والإخراج وكتابة السيناريو، يتميز بخفة دمه وتواضعه، مثقف وذكي، دخل الى كل بيت عبر اعلان "خلي الجو ولعان" ونقل أحوال الشباب اللبناني في برنامجه الساخر "Chi N N"، مثّل في فيلمَي "فيتامين" و"بينغو".
إنه الفنان المحبوب فؤاد يمين الذي كان لنا معه هذا الحوار ضمن "نجوم الفن".
أثبتت وجودك وحدك ولم يدعمك أحد، هل تعدد المواهب هو من ساعدك لتشتهر؟
ليس لتعدد المواهب علاقة بل كم يحب الفنان عمله ويكرس نفسه له، وأنا شخص حياتي هي لعملي، ولدي طاقة كبيرة في العمل وهذا يساعد أكثر حين يكون الشخص لديه مواهب متعددة.
هل أنت مدمن على العمل أم أنك فقط مكرّس لعملك؟
أنا أكرّس نفسي لعملي وسأصبح مدمناً على العمل.
هل أنت متزوج ؟
لا .
لماذا؟
حين أجد الفتاة المناسبة سأتزوج.
ما مواصفاتها؟
يجب أن تكون فتاة ذكية ومهضومة، ولا يمكن أن أرتبط بفتاة ليست لديها هاتان الميزتان.
أن تكون ذكية ومهضومة أهم من أن تكون جميلة؟
بالنسبة لي أهم، وشيء جميل أن تكون جميلة ولكن المشكلة أنه من النادر أن تجدي فتاة ذكية ومهضومة وجميلة في الوقت نفسه.
هل تحبها أن تكون من الوسط أم تريد أن تبتعد؟
لا يهم إن كانت من الوسط أو لا، المهم أن نتحدث سوياً ونحل المشاكل بهدوء.
هل هناك أحد في حياتك؟
نعم.
هل هي ذكية وجميلة ومهضومة؟
أجل.
هل تحزن إذا قلت لك إن إعلان Buzz شهرك أكثر من برنامج Chi N N؟
لا أحزن، بل أعرف هذا الأمر ودعاية Buzz ممتدة منذ ست سنوات من الـ 2010 وحتى اليوم، وكل اعلان يدخل الى بيوت الناس أكثر من 15 مرة في اليوم، Chi N N برنامج يبث مرة في الاسبوع وله مشاهدون من نوع معين، ويتطلب مستوى معيناً من التفكير فلن يضرب كما ستضرب دعاية سهلة ويشاهدها كل الناس.
بالنسبة لي لم تكن قاسياً في نقدك في Chi N N .
أنا أواجه خمس دعاوى قضائية، يجب أن أكون قاسياً أكثر ؟، رجا ورودولف، بيتر سمعان، ومايك فغالي الذي تنازل عنها لاحقاً اذ تصالحنا وحلت الأمور، وحدثت مشاكل سياسية مع الكثير من الناس، لا أدري كم تتابعين البرنامج لكننا أشخاص مؤذيون جداً ولسنا مع احد وضد الكل.
هل تجد أن هشام حداد ينافسك ؟ أم أنه يقوم أكثر بستاند أب كوميدي ؟
في الوسط الكل ينافس الكل، وهشام صديقي على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد المهني، أحب عمله كثيراً، ونحن بنفس الجو لكن كل شخص يتجه الى جهة مختلفة.
هشام لم يساعده أحد لينطلق، هل ساعدك أحد لتنطلق أو لتدخل الى التلفزيون؟
لا أحد في الحياة يساعد أحداً، كل شخص يساعد نفسه اذا كانت لديه الموهبة والطاقة، ومن لا توجد عنده هذه الصفات لا يصل مهما كان مدعوماً، بل يستمر سنة أو سنتين ويتوقف.
ماذا تنتظر من الشهرة؟ هل تنتظر المال مثلاً ؟
الشهرة سخيفة جداً بالنسبة لي لأنها أمر كاذب جداً وغير موجود، وما أسعدني في الشهرة هو أنني كشخص أصبح لدي صوت، وتساعد أنه حين تتكلمين يسمعك الناس لأنهم يعرفونك، لكن حين تنتهي الشهرة، وهي ستنتهي يوماً ما، سأكمل حياتي بشكل طبيعي، والتمثيل ليس شغفي، أنا أحب أن أكون وراء الكواليس، أشعر بأني خلقت لأكون هناك.
ماذا درست ؟
درست مسرح وإخراج في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، وأنا كنت دائماً أفضل في الإخراج من التمثيل ، وصدفت أنني دخلت مجال التمثيل.
شاهدناك بدوريك في فيلم "بينغو" وفيلم "فيتامين" .
هذا صحيح ولأن التمثيل لا يقدم لي تحدياً لذلك لا أحبه كثيراً.
لماذا شاركت في "بينغو" ؟
كنت أعمل في السينما والناس تعرفني كممثل، ولكن بيني وبين نفسي لا أحب التمثيل، وسأخفف التمثيل قريباً وسترين قصصاً أنا أقوم بها.
كم هو جميل فيم "بينغو" وكم هو طبيعي.
لأن السيناريو بسيط ويصل الى كل الناس، وحاولنا أن نقوم بعمل ناعم وليس فيه صراخ.
ولا يوجد فيه كلام بذيء .
لذلك الناس أحبته ويستطيع الجميع أن يتابعه ويصطحبون أولادهم.
"بينغو" يضحكنا أحياناً على ما نعيشه.
"كل الكوميديا هيك تأخذ أموراً بتزعل وبتضحكك عليها".
ماذا يحزنك في الحياة ؟
أمور كثيرة، أنا أضحك أولاً على نفسي لأنني أنتقد نفسي ولا أرغب بأن أرى نفسي بصورة جيدة، أحب أن أبقي رجلي على الارض ولا أحب أن أفكر بأني شخص مختلف.
لكنك محبوب كثيراً.
هناك سنكريون محبوبون وطراشون ودكاترة محبوبون، ربما لو كنت موهوباً في السمكرية وأحبها كان نصف البلد يعرفني ويقولون كم هو شاطر، في هذه المهنة يعتبر الانسان نفسه مهماً، ولكن الحقيقة هو أنه يقوم بمهنة ويعمل والناس يرون عمله، الفنانون يعيشون النجومية لكن بالنسبة لي أظن أن الفن مهنة طبيعية وهناك أناس أهم منا بكثير.
أي مهن هي الأهم ؟ المهن الإنسانية أم التي تدرّ مالاً ؟
أولاً أهم مهنة هي مهنة الطب لأنه في النهاية حين يؤلمنا رأسنا لا يعود الفن أو أي شيء مهماً، مهنتنا لها علاقة بالترفيه وهي مهمة جداً لأننا نعطي تنفيساً للناس، أي هي دواء الروح لذلك هي مهمة، ومن يعملون في المطاعم مهمون لاننا لا نستطيع ان نعيش بلا طعام، ومن يعمل في إزالة النفايات مهم، وأنت شاهدت ماذا حدث حين أوقفوا ازالة النفايات، وكذلك من يعمل بالسياسة اذا عمل بطريقة صحيحة، من يعمل بالدهان، البلاط، الحداد ، كلنا بنفس المستوى، وأكره حين يظن الفنانون أنهم مميزون عن غيرهم واهم من غيرهم، وأشعر بقرف من هذا الامر، أنتم تقومون بمهنة وليس اذا كان الناس يرونكم ويحبونكم معنى ذلك أنكم أصبحتم مميزين ومختلفين، الفنان شخص طبيعي يعمل بهذه المهنة، ما اقوله صعب ان يتم تقبله ولكن هذا رأيي.
هل من الممكن أن تصبح مغروراً أم ستبقى هكذا طوال حياتك؟
لو صرت مغروراً "كنت إنضربت".
منذ متى وأنت تعمل في هذه المهنة؟
منذ 13 عاماً.
نحن كإعلاميين ننتقد السياسيين والخطأ في الفن ونحن لا نجرح وفي بعض الاحيان يشعر البعض بأنهم جرحوا، مع كل هذا هل إستطعنا أن نحقق شيئاً؟
لا لأن النقد لا يغير شيئاً، ويجب على ثلاثة ارباع الناس الذين ينتقدون أن يقبلوا بهذا الامر لان أكثر الفنانين يعتبرون أنهم على حق وقلائل الناس الذين يتقبلون النقد ويعملون به، وقلائل الذين يعرفون كيف ينتقدون.
من يحق له أن ينتقد؟
الكل، أمي يحق لها ان تنتقد مثلها مثل أهم صحافي ، وفي الصحافة 2% يعرفون كيف ينتقدون والباقون ينتقدون لمجرد النقد، لأن صعوبة النقد هي انه يجب ان تكوني حيادية وان تنتقدي بموضوعية، ويجب على الناقد ان يعرف بكل شيء ، وفي لبنان الصحافيون الذين ينتقدون لا يفهمون بالاضاءة والتمثيل وبالصوت والتقنيات، ولكنهم ينتقد كمشاهدين، وتقنياً نادرون من يستطيعون ان يحاوروك بهذا المجال.
بعد السينما هل ستكون مخرجاً في المسرح؟
اذا سألتني ماذا اريد أن أعمل في حياتي أجيبك بأنني أود ان أكتب وأخرج في المسرح والسينما ، وأنا قمت بخمس مسرحيات كتابة واخراج، وكممثل مثلت في 45 مسرحية.
من هم الأساتذة الذين علّموك في معهد الفنون ؟
علمني أساتذة كثيرون أمثال كميل سلامة، نقولا دانيال، نقولا شاهين، عايدة صبرا وغبريال يمين وكل واحد منهم افادني بشيء معين، وانا استفدت كثيراً من روجيه عساف، وحين ألتقي به أجلس وأسمع ما يقول.
ما هي التحية التي توجهها للكاتب والمخرج الراحل ريمون جبارة؟
ريمون جبارة أستاذ وتعرفت إليه حين كنت تلميذاً في مدرسة الراهبات وكنت أمثل في مسرحية وجاؤوا به ليشرف على المسرحية ، فحضر المسرحية ووجه لنا ملاحظات وناداني فإقتربت منه وأنا أرتجف فقال لي "حين تنهي المدرسة إنتسب الى معهد الفنون" فأجبته "حاضر أستاذ" ، وهذه الجملة التي جعلتني أحارب كي أكون في معهد الفنون لأنه لم يقلها عن عبث، ثم صرت ألتقي به في الجامعة وكان دائما يحضر التحكيم الخاص بنا، وانا قرأت كل مسرحياته وأحبه كثيراً، ريمون جبارة يلخص الفن لان الفن هو أن تستطيعي أن تقومي بعمل بسيط ولكنه عميق، وحالياً نحن نتطرّف بعملنا في الفن، فإما ان نقدم شيئاً تجارياً أو عملاً لا تفهمين منه شيئاً، قلائل الناس الذين يعطونك شيئاً بسيطاً يستطيع كل الناس أن يتابعوه ، وهو أهم من أسس هذا الأمر في لبنان .
لماذا لم تعمل معه؟
لم يحالفني الحظ، أنا دخلت المجال الفني حين قام بمسرحية واحدة في NDU مع جوليا قصار وغبريال يمين ورفعت طربيه.
أي مسرحية تعيد تقديمها إذا إخترت من نصوصه؟
أحب مسرحية "زرادشت صار كلباً".
أتمنى لك التوفيق في سفرك الى المانيا لتقديم مسرحية، ما جديدك؟
لدي باند روك، منذ 10 سنوات ونحن نقدم أغنيات باللبناني من نوع الروك، وأتسلى بالموسيقى.
كلمة أخيرة؟
أشكر موقع "الفن" على مواكبتكم الدائمة لأخباري.