عندما تغيب الدولة عن دعم النشاطات الفنيّة والاجتماعية والانمائية تنبت في لبنان جمعيات تسعى فردياً الى اقامة نشاطات فنية على مساحة الوطن لتذكر أن لبنان وطن الفنون والجمال والثقافة. وتوخياً للعمل الفني الذي يشمل الوطن ككل أعلنت الجمعية اللبنانية لتطوير وعرض الفنون عبر برنامج "متحف قيد التأسيس"، انطلاق "الاقامة الفنية في بلدة رأس مسقا، برعاية وزارة الثقافة، وبالتعاون مع جمعية "منصة فنيّة موقتة" وبالشراكة مع بلديّة رأس مسقا والجامعة اللبنانية معهد الفنون الجميلة فرع الشمال وجامعة القديس يوسف والجامعة اللبنانية الدولية، وقد تمّ الاعلان عن النشاط خلال مؤتمر صحفي عقد في مطعم الدنتي فندق ألبرغو في الأشرفية.

وتخلّل المؤتمر الصحافي عرض برنامج الإقامة الفنيّة وإعلان أسماء ستة فنانين الذين تمّ اختيارهم عبر لجنة تحكيم متخصّصة، للمشاركة في التجربة الفنية الفريدة في بلدة رأس مسقا التي ستمتدّ لشهر واحد من 18 آذار ولغاية 18 نيسان. أما الفنانون فهم علي الدارسه، يمنى جيداي، ريمون جميّل، إيفا سودارغايت، بترا سرحال وميريام بولس.

وسيركّز الفنانون على موضوع "التربية الفنيّة" مستلهمين من بلدة رأس مسقا ومحتكين مع سكانها.

وقد تحدّث خلال المؤتمر الصحافي كل من ندى الخوري ممثلة APEAL وأماندا أبي خليل القيّمة على الاقامة الفنيّة، وروي ديب المنسّق الفنّي للإقامة والدكتور علي العلي ممثل معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية.

وقد ركّزت الكلمات على أهميّة هذا المشروع في تفعيل النشاط الفني في لبنان من خلال جسر التواصل بين الفنانين الستة وتلاميذ الجامعة اللبنانية وأهل البلدة.

وكان لموقع الفنّ أحاديث قصيرة مع عدد من المشاركين. فأماندا أبي خليل القيّمة على الاقامة أكّدت أن هذا النشاط هو نوع من التربية الفنية التي يجب أن يقوم بها أي فنان وقد اختيرت بلدة رأس مسقا لأنها ضاحية من ضواحي مدينة طرابلس خصوصاً وأنها تحوي جامعات ومعاهد عديدة رسميّة وخاصة أما الفنانون فسيعملون على مشاريعهم خلال هذه الاقامة من وحي البلدة وستقام ندوات كل يوم ثلاثاء في حرم الجامعة اللبنانية وكل يوم أحد سيكون هناك لقاء مع مخرجين لبنانيين. أما عن اختيار البلدة فأشارت الى أنّ الاختيار جاء بناءً على كون البلدة تحوي جامعات ومدارس عديدة كما أنّ الفنانين اختيروا بناءً على مشاريع قدموها تحت اشراف لجنة تحكيم مختصّة.

أما الدكتور علي العلي ممثل الجامعة اللبنانية فقد أكّد أن الجامعة اللبنانية مشاركة دائماً في جميع النشاطات التي تقام في الشمال. لأنّ وجود الجامعة كونها معهداً للفنون الجميلة تركّز على التنمية الفنيّة وهي عصب كل النشاطات في منطقة الشمال كما تحاول الجامعة انعاش الحالة الفنية في الشمال خصوصاً وأن الجامعة تدرّس اختصاص الرسم على الجداريّات. وأوضح أن هدف النشاط هو تربية الحس الفني عند الجمهور في الشمال. وخصوصية رأس مسقا جعلها البلدة الأنسب لاقامة الفنانين. فمعظم الجامعات والمعاهد الرسمية والخاصة تتواجد حاليا فيها بعد أن تحولت رأس مسقا من قرية الى مدينة.

أما روي ديب المنسّق الفني للنشاط فقد أشار الى أنّ التربية الفنية ستتجسد من خلال مشاريع عامة ستقام في الجامعة اللبنانية وعروض أفلام. ورأس مسقا هي البلدة الانسب لهذا النشاط لأنها على حدود طرابلس بحيث تحوّلت الى مدينة تضمّ جامعات ومعاهد مهمّة خاصة ورسمية فكانت الشراكة بيننا وبينهم من أجل تفعيل النشاط الفني. واقامة الفنانين في البلدة سيفعل التواصل بينهم وبين طلاب الجامعات.

أخيراً كان لنا حديث مع بترا سرحال احدى الفنانات المشاركات في النشاط التي عبرت عن سعادتها في المشاركة بهذا النشاط وعن حماستها للاقامة في بلدة رأس مسقا وأكّدت أنها ستعمل على عرض فني مميز بناءً على ما ستلاحظه وتختبره في البلدة ومن خلال التواصل مع طلاب الجامعات.