تدور كاميرا المخرج السوري أحمد إبراهيم الأحمد في أحد أحياء دمشق العشوائية لتصوير مشاهد مسلسل زوال، الذي قد يتحول إسمه لاحقا إلى "جدار هش"، والذي تنتجه مؤسسة الإنتاج التلفزيوني ووضع السيناريو له يحيى بيازي، ليكون جاهزا للعرض في الموسم المقبل، خلال شهر رمضان حصراً.
وتدور أحداث العمل في العام 2010 وفيها توصيف لحالة المجتمع العشوائي في سورية وتركيبة تلك الأحياء التي تفتقر للكثير من مقومات الحياة. لكنها في الوقت نفسه تتناول طيبة السوريين وتآلفهم من خلال حضور عائلات مختلفة دينيا ومذهبيات فيؤلّف بينهم الفقر المدقع.
ويشارك في بطولة العمل نخبة من نجوم الدراما السورية وفي مقدمتهم سلوم حداد وباسم ياخور وفادي صبيح ونادين خوري ووفاء موصللي وشكران مرتجى ويامن الحجلي ورنا كرم ورامز أسود وريم زينو وآخرين.
ويرى مخرج العمل أحمد ابراهيم الأحمد أن المسلسل يشبه جبلا داخل جبل، ويوصّف حالة سوريين يعرفون أن الفقر واقع، لكنه في النهاية تتجه أنظار الجميع نحو شيء واحد هو المستقبل.
وبين أن العمل وأحداثه مستمدة من الواقع مشيدا بالنص الذي قرأه وترتيب الأفكار فيه واعدا بعمل لا يقل شأنا عن الأعمال التي سبق له وأن أخرجها للدراما السورية وآخرها " عناية مشددة".
وإذ لم يبدأ باسم ياخور تصوير مشاهده وارتأى المخرج تأجيلها له إلى وقت لاحق لارتباط باسم بمشاريع أخرى، باتت الشخصية التي سيؤديها ياخور معروفة حيث يظهر بدور "أبو معروف" وهو رجل متخبط ويتخلى عن عقله في سبيل حلم وردي بأن يرى الذهب والكنوز.
ويخسر أبو معروف عائلته بعد أن يمضي جل نهاره في التخطيط لليل الذي سيرى المال والذهب وقد تدفقا عليه، معتمدا في ذلك على الجان التي آمن بأنها قادرة على خدمته في سبيل ذلك.
أما الشخصيات التي باشرت تصوير العمل، فقد إتطلعناها في التحقيق التالي:
سلوم حداد:
يؤدي شخصية "عنز" وهو رجل الحارة رقم واحد، وإليه تعود كل المشاكل فيها.
يقول: "عنز رجل قوي ومختلف عن الرجال الأقوياء الذين يظهرون في مسلسلات كهذه، فهو لا يكون ذاك الملاك كما في عادة الأعمال، بل هو قابل للصح والخطأ، ويخوض مشكلات كثيرة لصالح الشأن العام نصرة لكل مظلوم.
ويتابع: "وقد يضطر عنز هذا في وقت ما إلى توجيه آخرين للقيام بجريمة قتل في سبيل حل مشكلة، وهنا يظهر الطابع القوي والقلب القوي لدى الرجل القوي، وليس كما اعتاد الناس مشاهدته في الشخصيات التي تؤدي دور بطولة إيجابية.
بالنسبة للمسلسل فهو يطرح مشكلات كثيرة ومؤثرة في المجتمع ويستجمع الكثير من الصور المؤلمة لواقع اجتماعي في منطقة عشوائيات، وكل ما فيه يأتي عن تجارب حقيقية عاشها ويعيشها الناس، وبالتالي لا مكان للخيال هنا.
التعاون مع المخرج أحمد ابراهيم الاحمد جيد فهو مخرج قوي ويؤدي دورا كبيرا في مسيرة الدراما منذ سنوات، وأتوقع له النجاح في هذا العمل كما في السابق.
فادي صبيح:
يؤدي دور أبو حوا، وهو رجل آخر قوي في الحارة، وأيضا لا يكون ذاك الشرير المطلق، بل هناك جوانب كثيرة يظهر فيها خيره رفقة شره.
يقول صبيح: "أبو حوا رجل في الحارة وله كلمة، وأيضا له سطوة مكتسبة بفعل الواقع الذي تعيشه الحارة الرازحة تحت فقر مدقع".
يتابع: "كما عنز، يكون أبو حوا، فهو رجل قد يضطر لارتكاب حماقة ما أو جريمة قتل في سبيل تحصيل حقوق الناس، ليظهر الإنسان بوجهيه اللذين يتوضعان عند طابع واحد فيه وهو الخير".
ويرى صبيح أن التعاون مع المخرج أحمد ابراهيم الأحمد مثمر وناجح على الدوام مستذكرا تجاربه معه منذ مسلسل " لعنة الطين" في العام 2010 وما بعده وصولا إلى بطولته في مسلسل عناية مشددة في الموسم الفائت والذي حصد فيه نجاحات مهمة ومؤثرة في مسيرته.
وفاء موصللي:
أؤدي دور أم الياس، وأم الياس هذه إمرأة مسيحية تقيم في حي عشوائي فيه أنماط مختلفة من الناس، ودرجات دنيا من الحالة الاقتصادية.
أجتمع مع نساء الحارة في كل شيء ولا فرق بيننا إلا في الدين أو المذهب، لكن سيرى المشاهد أنه من الصعب جدا أن يتمكن المرء من معرفة هذه مسلمة وتلك مسيحية، حتى أنه سيرى كيف أن مجالس العزاء عند الوفاة ستشهد زيارة عائلة مسيحية للمسلمين وبالعكس، وهذا يدلل على حالة البساطة والطيب لدى السوريين.
المسلسل منبثق عن الواقع والمخرج أحمد ابراهيم أحمد أكد أنه عاش تجربة كهذه في منطقة عشوائيات في مرحلة ما من حياته، وبالتالي فإن المطروح حقيقي وابن المشهد العام في البلد.
شكران مرتجى:
أؤدي دور أم معروف وهي امرأة فقيرة في الحارة الشعبية العشوائية التي تجري فيها الأحداث، وتقع حادثة بسبب زوجي "باسم ياخور" تجعلني أنكفىء عن الناس وانعزل لوحدي ولا أخالط نساء الحارة. وأكثر من هذا لن أقدم تفاصيل.
لكن ما يشدني في هذا المسلسل هو الدرجة العالية من الإحساس الذي قرأته في كلمات النص، فهي تؤكد الحقيقة في الشارع السوري وفي كل حي وكل حارة وكل عائلة، والاختلاف السائد بين الناس ثقافيا أو دينيا هو لخدمة التنويع في مجتمعنا وحسب. هذا ما سيراه الجمهور على الشاشة في وقت العرض.
سعيدة جدا للتعاون مع المخرج أحمد ابراهيم الأحمد لأنه أحد الأركان البارزة في توصيف حالة المجتمع السوري في السنوات الأخيرة، وكذلك سعيدة لعودتي إلى التعاون مع باسم ياخور بعد أربع مواسم على آخر اشتراك بيني وبينه في مسلسل (المفتاح 2012).
ريم زينو:
أؤدي دور خالدة الفتاة التي تجهد في التمرد على الواقع الذي تعيشه وترفض كل الافكار الجاهزة، لكنها تبقى على حلم واحد وطموح واحد وهو أن تصل إلى الزواج الذي ترى أنه تأخر.
تتابع: "لكن النصيب يأتي في النهاية ومن شاب مقيم في الخليج ويعمل هناك، فلا أتردد في الزواج منه ومن دون تفكير مسبق بالأمر، الأمر الذي سيقلب حياتي منذ ليلة الزواج".
وتعتبر ريم زينو وقوفها أمام كاميرا المخرج أحمد ابراهيم الأحمد شيئا يشكل لها إضافة في حصادها الدرامي وبخاصة أن الأحمد يجيد كيفية توزيع الأدوار وتدوير الكاميرا بشكل محترف وإخراج المسلسلات التي يتولى إخراجها بطريقة وأسلوب شيّقين على حد تأكيدها.
ورأت في المسلسل جزءا لا يتجزأ من الواقع مبينة أن كل ممثل في العمل يدرك أنه يتعامل مع الواقع السوري كما هو.
يحيى بيازي:
أؤدي دور وليد وهو الذراع اليمنى لأبو حوا في كل مشاريعه ومخططاته، ويظهر للناس على أنه مجرد مهرب، لكن في الحقيقة يكون تفكيره منصبا في كيفية خدمة معلمه ابو حوا وكذلك خدمة الحارة.
وقال بيازي الذي اشترك في كتابة النص إن المسلسل واقعي جدا وكل أفكاره لها سند من المجتمع، وبخاصة في مناطق العشوائيات.
وعبّر عن تقديره للمخرج أحمد إبراهيم الأحمد وكذلك للمؤسسة العامة للإنتاج متوقعا أن يخرج المسلسل بصورة مشرقة عن الدراما السورية التي لا تناقش إلا الواقع.
