بدعوة من منتديات ثقافية عديدة وأصدقاء الشاعر غسان علم الدين في سيدني- أستراليا، لبّت نخبة كبيرة من متذوقي الشعر والأدب والثقافة حفل التوقيع الذي أقيم في قاعة"greenacre senior citizens centre"في ولاية نيو ساوث ويلز.
قدم الحفل الأستاذ عدنان مرعي بكلمات نوه فيها مثنياً شاكراً الحضور الكثيف رغم انشغال وانصراف معظم الناس قبيل حلول الأعياد المجيدة إلى شؤونهم الخاصة كالزيارات والمعايدات والرحلات والسفر إلى الخارج.
اعتمد مرعي في تقديمه الحفل على مقتطفات من مقالات كتبها شعراء كبار في الشاعر علم الدين وشعره ومنهم: الشاعر بول شاوول وديع سعادة وعقل العويط، وبسام حجار ومحمد علي شمس الدين وحاكم مردان وغيرهم. كذلك ألقى كلمة أصدقاء الشاعر الدكتور عماد برو "مرحباً بالحضور، منوّهاً بالشاعر ودوره ودأبه وبأهمية الشعر في حياتنا، لاسيما في واقع الحياة الراهنة. ومما قاله برو :"الشعر كان ولم يزل خبز الوجع، والحب، والآمال، وخبز المسؤولية والقيام، وهو أجمل الطرق للغايات الرفيعة وأسرعها وصولا واستواء في القلب والجوارح، وهو نسيج الحياة".
ثم ألقى الشاعر وديع سعادة كلمة عميقة، مؤثرة أبحرت في عمل غسان علم الدين الشعري منذ البدايات. وجاء كلام الشاعر الكبير وديع سعادة ليضيء ويضع الإصبع على جراح ومكابدات عايشها غسان وصنع منها تجربة جعلت منه إسماً مميزاً وشاعراً مكرساً ذا صوتٍ شعريٍّ خاص يضاف إلى أسماء شعرائنا المعاصرين.
ومما قال سعادة نوجز الآتي :"مع الأخضر هذا في شعر غسان علم الدين ثمة تأكيد وقلق وشك وأسئلة كثيرة. فالشعر الحق هو قلق مثلما الانسانية الحقة هي قلق أيضاً. والشعر الحق كذلك هو شك لا يقين، وأسئلة لا إجابات جاهزة، لأن الشك بحث واستكشاف، أما اليقين فوقوف وجمود، ثم أن شعر غسان علم الدين ليس شعراً بلاغياً يعتمد الكلمات الكبيرة المعقدة ليقول شيئاً صغيراً، بل هو يعتمد الكلمات البسيطة الصغيرة ليقول شيئاً كبيراً، وغسان منذ كتابه الأول "خيط بياض"هذا وجد صوته الشعري الخاص، واليوم صار شاعراً مكرساً يضاف إلى أسماء شعرائنا المعاصرين".
ثم قدم الشاعر شوقي مسلماني كلمة نقدية توقف فيها عند مفاصل شعرية حساسة أقام من خلالها غسان عمارته الشعرية الغائصة في سهول الجراد حيث-وبحسب مسلماني-"يصطدم بالواقع الذي لا يترك له فورانه وهيجانه وعنفه منجى واحداً. ومما قال:"ها هو الشاعر غسان علم الدين في المجموعة الجديدة يتماهى مع المدينة والعصر بكل أبعادهما وتعقيداتهما وانفراجاتهما وقسوتهما وانغلاقهما....فالقول لدى علم الدين مجروح بالانكسار الذي يطال حياة كاملة رضتها القسوة وخنقتها المدينة الشرقية العربية اللبنانية القاصرة وهي دون الاوكسيجين ودون الانساني الحق، وهو يصيب الجهة التي فوق في الصميم ويكبها كالصنم على وجهها حين عنده القاسي ذاته وبالسخرية كل السخرية".
وفي الختام قدم الاستاذ عدنان مرعي المحتفى به الشاعر غسان علم الدين بمقتطفات من مقالات عدة كتبت عن كتابه هذا وبعض كتبه السابقة من مثل الشاعر بول شاوول ووديع سعادة وعقل العويط ومحمد علي شمس الدين وبسام حجار وحاكم مردان.
رحب علم الدين بالحضور شاكراً لهم وشاكراً الشعراء والمتحدثين في التوقيع وقال في كلمة مرتجلة شيئاً عن تجربته الطويلة في أستراليا مع زملائه وديع سعادة وشوقي مسلماني وخضر صالح وجوزيف طوق والدكتور طلال الساحلي، عملوا معاً على نشر وتوصيل الكتابة النثرية الحديثة، التي صارت-بحسب علم الدين- هي الكتابة لاغية الأجناس الكتابية هادمة الحواجز مكسرة الأطر الجاهزة، منوهاً مثنياً على من عملوا بدأب وإخلاص كأصدقائه الشعراء وديع سعادة وشوقي مسلماني وخضر صالح وجوزيف طوق والدكتور طلال الساحلي.
وتابع علم الدين قائلاً :"الشعر العظيم هو المتجاوز نفسه بإستمرار، وهو الحال فينا وبيننا، وهو المتطير، وهو الملتصق، وهو المنفصل، وهو ألباني والمهدّم معاً، والمؤكد والداحض، والرصين والماجن والمتكبر والهزيل والمعترف والمكر، وأعلى من كل هذا هو الماكر الخفي الذي بلا ملامح ولا قامات ولا مشيات ولا استكانات ولا تسلقات، ولا صعود ولا هبوط. هو الفعل الصادر عن كل الاشياء والأفكار والهواجس والنوازع، وهو الوحش الوديع النائم أبداً على فراش من الجمر والأعاصير والجوائح".
ثم كان بعد ذلك أن قرأ صاحب التوقيع قصيدته الشهيرة التي على اسمها سمى كتابه، منهياً برنامج الاحتفال بكلمة شكر وتقدير للدكتور مصطفى علم الدين والدكتور عماد برو والأستاذ عدنان مرعي "وبكل المودة والترحيب راح يوقع كتابه للاصدقاء" وانفض الجميع شاكرين.