عرضت دار "كريستيز" في نيويورك مؤخراً عدداً من أبرز الأعمال التي ستشارك في "مزاد كريستيز للفنون الحديثة والمعاصرة في دبي"، وذلك للمرة الأولى بعد نحو عشر سنوات من انطلاقة مزاداتها في الشرق الأوسط.
وقد حظيت عشرة أعمال فنية لسبعة من رواد الفن في الشرق الأوسط بإشادة واسعة من جمهور الفن في نيويورك، وسيتم عرض هذه اللوحات أمام الجمهور في دبي إلى جانب كامل مجموعة الأعمال الفنية الخاصة بمزاد دبي اعتباراً من 18 أكتوبر حتى يوم المزاد الذي سيقام مساء 20 تشرين الأول/أكتوبر في فندق أبراج الإمارات.
وتعود ملكية أكثر من 80% من الأعمال الـ 121 المشاركة في مزاد كريستيز للفنون الحديثة والمعاصرة في دبي لمقتنيين خاصين من مختلف أنحاء المنطقة، بالإضافة إلى أعمال من المنطقة تعود ملكيتها لمقتنين من آسيا، والولايات المتحدة، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، واليابان، وغيرها. كما تعرض كريستيز ست لوحات فنية أخرى لعدد من الفنانين أمثال بهجت الصدر، ومحمد ناجي، ومحمود سعيد، ممن لم يسبق عرضها في سوق الفنون الثانوي من قبل. وستسهم الأقسام القوية من الفنون المصرية والإيرانية والفلسطينية واللبنانية والعراقية في تعزيز مستوى جودة وندرة الأعمال المعروضة في مزاد دبي في شهر تشرين الأول/أكتوبر. وكما هو الحال دائماً، سيقدم المزاد لمحة عامة وشاملة عن صناعة الفن في الشرق الأوسط على مدار الأعوام الـ 90 الماضية.
ومن الأعمال المشاركة في المزاد القادم في دبي (بحسب الدول):
العراق
إسماعيل فتاح (1934 – 2004) – وجوه في حوار
تشكل فكرة الوجوه والأقنعة البشرية، المستوحاة من الرسوم الأشورية وبلاد الرافدين، الأساس للعديد من لوحات الفنان التي تعكس الصراعات والقوة لدى مواطنيه عبر التاريخ. ويمثل كل وجه في اللوحة "الغير معنونة" التي يعود تاريخها لعام 2002، كناية عن الناس في العراق، المقاتلين، النساء، المفكرين التي تكشف شعوراً عاماً بالوحدة في السياق الاجتماعي والسياسي المتقلب (القيمة التقديرية: 80.000 – 120.000 دولار أمريكي).
ضياء العزاوي (تولد 1939) – جواد شارد
يعتبر ضياء العزاوي الشهير في العراق أحد الرواد الحديثين الشهير بقدرته الفذة على نسج الفلكلور العراقي والتقاليد القديمة في أعماله الحديثة المتطورة. وتقدم لوحة "فرس المدينة" المنفذة عام 1970 تمثيلاً حداثياً للفن العراقي التقليدي المتداخل مع الرمزية التقليدية. ويرتكز العمل حول جواد شارد، وهي الفكرة الرئيسية المتكررة في كامل أعمال العزاوي، التي تعبر غالباً عن الأرض أو دولة العراق كجواد وحيد في رحلة شاقة لاستعادة مجده السابق الذي مزقته النزاعات والتقلبات السياسية (القيمة التقديرية: 40.000 – 60.000 دولار أمريكي/ مصورة).
فلسطين
إسماعيل شموط (1930 – 2006) – حوار الأمل
رسمت لوحة الفرح (القيمة التقديرية: 150.000 – 200.000 دولار أمريكي/مصورة) للفنان إسماعيل شموط في عام 1993 الحزين عند توقيع رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات لإعلان المبادئ المتعلق بترتيبات الحكم الذاتي المؤقت، المعروف باتفاق أوسلو، في البيت الأبيض. وتعكس اللوحة بهجة التفاؤل المرحبة بالوعد الجديد للسلام، من خلال المزج المبتكر للفنان بين الأنماط التنقيطية، الانطباعية، الواقعية الاجتماعية، والرومانسية ضمن لوحة واحدة تعكس فرحة الأمل بقدرة اللاجئين الفلسطينيين على العودة إلى وطنهم. وتبدو المرأة في اللوحة كما لو أنها تمتص الأمل والخوف من الناس، وقد امتدت يداها عالياً فيما يحاول طفل صغير الصعود نحوها ليغطيها بعلم فلسطيني كبير.
لبنان
بيبي زغبي (1890- 1973) – اكتشاف قادم
ولدت بيبي زغبي في لبنان عام 1890 ثم هاجرت إلى الأرجنتين في سن السادسة عشرة. تعتبر من طلائع الفنانين الذين تحدوا بفخر الأحكام والقوالب النمطية. أقامت في بيونيس أيرس حيث بدأت مهنتها الفنية الاحترافية في الثلاثينيات من القرن الماضي ثم اتخذت منحنا ًعالمياً منذ عام 1935 وما بعده. وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، عاشت في باريس وداكار، حيث رسمت لوحتها بعنوان "بهيس" (القيمة التقديرية: 6.000 – 8.000 دولار أمريكي) و"كريستانتيموس" (القيمة التقديرية: 10.000 – 15.000 دولار أمريكي /مصورة) لتعود بعدها إلى لبنان عام 1947. تشتهر بيبي بتصاويرها الزخرفية للأزهار والنباتات، التي غالباً ما تستذكرها من وطنها لبنان، حيث تعلب بالألوان وتصور لوحات مرحة مليئة بالرموز والاستعارات ضمن نمط حديث تصويري بياني لا يمكن انكاره.
عارف الريس (1928 – 2005) – نظرة عبر عقود على مهنة الفنان
تظهر الأعمال الثلاثة المعروضة مختلف المراحل والفترات للمسيرة الفنية لعارف الريس. نفذ العمل الأول، بلا عنون (القيمة التقديرية: 20.000 – 25.000 دولار أمريكي) الذي يعود تاريخه لفترة الستينيات من القرن الماضي خلال العقد الذي قضى فيه الفنان فترة طويلة من الزمن مسافراً ما بين إيطاليا وأوروبا الكبرى والولايات المتحدة. أما العمل الثاني بلا عنوان (بطن مارثا) (القيمة التقديرية: 18.000 – 22.000 دولار أمريكي) فيحمل أهمية شخصية وعاطفية قوية كونه رسم اثناء حمل زوجته، مارثا، بابنته هالة، وهو ما يعكس الطابع المرح العام فيها. في حين رسم العمل الثالث بلا عنوان (القيمة التقديرية: 40.000 – 60.000 دولار أمريكي/مصورة) في عام 1996، ممزوجاً بمزيد من الحيوية المعاصرة المعبر عنها بالألوان المتجاورة.
صليبا دويهي (1912 – 1994) – مزيج
تضم لوحات دويهي القماشية المجردة المشرقة تراكيب نابضة بالحياة تتخللها خطوط حادة الزوايا، تفصل كل لون عن الآخر وتوحدها. أسس دويهي نمطه الشهير في التجريد بعد الانتقال إلى مدينة نيويورك في الخمسينيات من القرن الماضي حيث عاش لعدة سنوات ثم ابتعد عن نمطه الأكاديمي الأول ليبدأ سلسلته الشهيرة من اللوحات التجريدية المنمنمة. واستمر دويهي في هذا النمط من اللوحات القماشية المنمنمة لغاية وفاته في عام 1994، حيث ظلت لوحته بلا عنوان المرسومة في السبعينات من القرن الماضي مثالاً شهيراً عن البساطة الفنية في كل من الألوان والشكل (القيمة التقديرية: 60.000 – 80.000 دولار أمريكي/ مصورة).
مصر
محمود سعيد (1897 – 1964) – استاذ الفنون الشرق أوسطية الحديثة
تم تقديم عملي محمود سعيد الاستثنائيين مباشرة من تركة أسرته. حيث تعود ملكية لوحة "السمراء ذات الأساور" المرسومة عام 1926، إلى شقيق الفنان الوحيد حسين بك سعيد. ويحقق الفنان في هذه اللوحة مستوى عال من الاحترافية في تصوير إخلاص وإنسانية الحاضنة. حيث يظهر سعيد هذه المرأة المجهولة، من خلال حذف أي تفاصيل زخرفية أو تجميل، بمظهر طبيعي يبدو عليه الضجر لكنه مغري، وينجح في تصوير جوهر جمالها وأصولها من خلال ملامحها المصرية (القيمة التقديرية: 200.000 – 300.000 دولار أمريكي/مصورة).
تحية حليم (1919-2003) – الدرويش التي لم تُرً منذ 40 عام
تم اكتشاف اللوحة حديثاً في السودان، بعد حفظها بأيدي خاصة لم يكشف عنها للعامة لأكثر من أربعين عام. نفذت لوحة الدرويش عام 1958، في العام نفسه الذي تم فيه منح تحية سعر غوغنهايم (القيمة التقديرية: 60.000- 80.000 /مصورة). وبعيداً عن التأثير الأوروبي الذي اكتسبته الفنانة أثناء إقامتها في فرنسا، يظهر أسلوبها مذهلاً في الهوية المصرية والثقافة الفلكلورية المتأثرة بأحداث مثل أزمة السويس عام 1956. ونظراً لتأثرها بالأحداث التاريخية الحاصلة في العام نفسه، ولاسيما تأسيس الجمهورية العربية المتحدة، تستخدم تحية الدراويش لبعث الشعور بالسلام.
سوريا
مروان (تولد عام 1934) – رسمة جانبية سورية/ألمانية
درس الفنان مع زميله جورج باسيليتز وأقام في ألمانيا منذ الخمسين سنة الفائتة، وهو ما ساعد في نجاح الفنان الهائل في تصوير هويته بعمق كهائم بين العالمين – بوصفه أحد الرواد الألمان في الحداثة الأوروبية والفنان وثيق الصلة بالإرث الثقافي والتقليد الروحي للعالم العربي. تمثل اللوحة "بلا عنوان"، التي يعود تاريخها غلى 1976-1977، صورة ذاتية تظهر الجانب النفسي للفنان، حيث تصور الحالة الذهنية للفنان (القيمة التقديرية: 60.000 – 80.000 دولار أمريكي).
لؤي كيالي (1934 – 1978) – بطاقة اليانصيب
يشتهر الفنان بلوحاته التي تصور مشاهد الحياة اليومية ذات الطابع السياسي والاجتماعي. حيث تركز تصويرات الفنان بقوة على الصراعات اليومية، ولاسيما الجموع الفقيرة. وتظهر السيدات الشابة المصورة في لوحات كيالي، بالرغم من فقرها، شعوراً بالأمل والإيجابية كما في لوحة "بائعة اليانصيب"، المرسومة عام 1974 في مقهى القصر في حلب (القيمة التقديرية: 70.000 – 100.000 /المصورة). حيث تحمل الفتاة في يدها تذكرة إلى الجنة والازدهار لكنها لا تستطيع الوصول إليه بسبب فقرها. إلا أنها تصر على بيع التذاكر لتكسب على الأقل بعض المال.
المغرب
محمد المليحي (تولد 1936) – مربع الخيال
يعتبر محمد المليحي بلا شك أحد أكثر الرسامين الرائدين شهرة في المغرب في القرن العشرين. عاش الفنان في المغرب، وإسبانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في الستينات من القرن الماضي. تمثل لوحة "مربع الزمن"، المرسومة عام 1963 (المصورة) و"السحاب" (القيمة التقديرية لكل لوحة 35.000 – 50.000) لوحتين قماشيتين باهرتين تم إبداعهما خلال هذه الفترة في مدينة نيويورك حيث تقدم للمشاهد نظرة مذهلة عن خياله اللامنتهي والشارد، إذ يقوم بتحويل المربعات إلى منارات نابضة بالحياة من الضوء والعاطفة. وتحمل اللوحات جودة إيقاعية تتوازى مع المدينة التي اكتشفها حينها. ؟؟ ويظهر تركيز الفنان على الأنماط وشغفه بالأشكال الهندسية في كلا العملين.
إيران
تشارلز حسين زندرودي – (ولد عام 1937) – تحفة فنية
تعتبر "سعد"، التي تم رسمها عام 1981، واحدة من أبرز أعمال الفنان دون منازع. في هذا التركيب الأنيق، تشغل الأشكال الممدودة للأحرف الملتف بعضها بلا نهاية، كامل اللوحة القماشية، إلا أنها تبدو قابلة للتوسع خارج السطح. يشابه هذا العمل لوحة "تشار باغ" للفنان نفسه، التي تعتبر إحدى تحفه الفنية الأكثر أهمية والتي تم بيعها في "كريستيز" عام 2008، وحققت حينها رقماً قياسياً للفنان في المزاد، ويمثل العمل الحالي قطعة فنية إبداعية ذات جودة عالية (القيمة التقديرية: 150.000 – 200.000 دولار أمريكي).
بهمن مهسس (1931-2010) – إعادة اكتشاف
تصور اللوحة " الغير معنونة"، وهي القطعة الفنية المعاد اكتشافها من عام 1966، أحد شخصيات مهسس الشهيرة في التقاطع بين الواقع والخيال. وتذكر الخصائص السيريالية للشخصية بتلك المشاهدة في التراكيب الميتافزيقية للفنانين أمثال جورجيو دي شيريكو. وفي الواقع، تمثل إيطاليا الموطن الثاني للفنان، إلا أن التركيب الرمزي الأسطوري الحالي يمثل قمة الجمال السوريالي لدى مهسس حيث سكب فيها بدقة رؤيته للإنسانية والتي تعكس أساطيره المركبة (القيمة التقديرية: 80.000 – 120.000 دولار أمريكي).
منير فارمان فارمايان (تولد 1924) – هبة من الفنان
في عام 1977 أهدت الفنانة الشهيرة عملها الفني "الكرة المرآة" إلى إدوين بي. كيندي، مدير الجمعية الإيرانية الأمريكية في طهران في ذلك الوقت، تقديراً منها على تعاونهم المهني. وأثناء إقامتها في نيويورك، قابلت منير أندي وارهول، المصور التجاري الشاب حينها، وتبادلت معه بعض الرسوم التوضيحية الملونة للأحذية مقابل كرتها الزجاجية التي احتفظ بها وارهول على مكتبه حتى موته. ويعكس العمل الحالي تاريخ الفنون والثقافة الشعبية، لكنه يمثل أيضاً تبادلاً ثقافياً جرى قبل ثورة 1979 بين إيران والولايات المتحدة (القيمة التقديرية: 80.000 – 120.000 دولار أمريكي).
سهراب سبهري (1928 – 1980) – تأملات في فلسفة زن البوذية
بدون أدنى شك، تمثل سلسلة الأشجار للفنان سهراب سبهري السلسلة الأكثر رواجاً للفنان بلا شك. يستخدم الفنان في عمله نمط التقشف الذي يظهر زهده، حيث تم رسم الأشجار دون أوراق أو أغصان، مفتقرة للخصائص الفردية التي تعكس إيمان الفنان بتقاليد وفلسفة مذهب "زن" البوذي، ما جعله يميل بعد سفره إلى شرق آسيا في الستينيات من القرن الماضي. يرسم سبهري جذوع أشجاره بطريقة تعيد للذاكرة المناظر الطبيعية الضبابية للمخطوطات اليابانية المرسومة يدوياً وتظهر فهمه العميق للجوهر والمعنى الميتافيزيقي للشجرة كما هو ملاحظ في لوحة "بلا عنوان" (من سلسلة الشجرة) المرسومة في بداية السبعينيات من القرن الماضي (القيمة التقديرية: 150.000 – 20.000 دولار أميركي /مصورة).