في يوم من أيام قريب الزّمان، جاء العرض المسرحيّ "ستّي العرجا" ليحكي قصص الأبناء الثمانية للجدّة العرجاء الذّين ورثوا لعنة الحكاية التي لم تنته.
هي حفظت الرّواية وهي لعنة السّلالة. هي التي تكذّب الأنبياء وترفض جنّاتهم وتلعن زمنهم، زمن القوارب الممتلئة حتّى الموت وحشود الأطفال المتنكّرة بالملابس العسكريّة. هي التي أخبرت أبناءها الكثر أنّ الأرض فكرة، لأنّهم لا يملكون الأرض، وأنّ الفكرة لا تموت إن حقّاً امتلكوها. هي التي حرّضت أحفادها على الحريّة ثم انقلبت عليهم لأنّهم نسوا أنّ الحريّة هي الهدف الأسمى.
عندما تنتهي أحلام الأفراد، ينتصر الواقع. يعودون إلى حيث انطلقوا؛ إلى أصغر مساحات الفعل وأجملها في نفس الوقت؛ إلى أيّ زاروب ألِفوا السّير فيه. يعتقدون أنّهم محظوظون، فهم لا يزالون على قيد الحياة. يعتقدون أنّهم مهزومون، فالحلم صار خرافة وصدقت نبوءة العرّافة. يكتشفون حلماً جديداً ويستعدّون لصناعة خاتمة لائقة لقصّتهم التي لم تنته. قصّتهم التي عليهم إعادة إخبارها دائماً من البداية.
"ستّي العرجا" هو عرض مسرحيّ نتيجة لورشة عمل من 15 جلسة تدريب، مع ثمانية مشاركين/ات من مخيّمات اللّجوء الفلسطينيّة في لبنان وخارجها. الورشة من تنظيم وإدارة فرقة زقاق بدعم من برنامج "صلات: روابط من خلال الفنون" 2014، لمؤسسة عبد المحسن القطّان والمموّل من صندوق الأمير كلاوس.
يبدأ عرض المسرحية في 8 حزيران الجاري على مسرح مترو المدينة.