لأنه من الأسماء الموسيقية الكبيرة، التي صنعت أمجاداً موسيقية على مدى سنوات عاش فيها العالم حربين العالمية الأولى والثانية (1915-1988)، حيث بلسم جراح الثكالى والجرحى، ورسم على ثغور الأطفال اليتامى ضحكة جميلة، وكسر بأعماله الحدود المتصارعة بإحيائه حفلات في لندن، باريس، مصر، المكسيك، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، وغيرها من البلدان، إختار مهرجان البستان-بيت مري تكريم النجم الاميركي الراحل فرانك ألبرت سيناترا.
سيناترا المولود في نيو جرسي الولايات المتحدة ومن أصول إيطالية هو من أشهر فناني القرن العشرين إشتهر أواخر ثلاثينيات القرن الماضي مع فرقة البيغ باند الشهيرة في ذلك الوقت The Dorsey Brothers، وفي أوائل الأربعينيات بدأت شهرته تزداد أكثر وأكثر حتى انفصاله عن توم دورسي وقد أصبح محبوب المراهقين Teen idol في حقبة الأربعينيات.
في الفندق المطل على جمال بيروت، قدمت فرقة البستان أمسية تكريمية للراحل سيناترا وذلك بمناسبة 100 سنة على ميلاده فتألقت بقيادة Felicidad Barro على "البيانو" وراني بطيخ على "البيز غيتار"، ووسام صوايا على "الدرامز".
بدأت الحفل عند الثامنة والنصف بـ Strangers in the night، التي أسرت الحضور وجعلتهم يعيشون تلك الحقبة من الزمن، فعرضت النسخة الحقيقية المصورة للأغنية عبر شاشة عملاقة وضعت على المسرح، حيث شاهدنا روعة سيناترا بالأبيض والأسود وتلذذنا بموسيقاه الحية من فرقة البستان.
من Something Stupid، الى Fly me to the moon، مروراً بـ Summer wind، و That's Life... الى My way التي تركت فيها الفرقة للجمهور حرية مشاركتهم بالغناء، كانت رحلة موسيقة رائعة، تخللتها عروض جماعية وفردية وثنائية، أمتعت الجمهور وأضفت على ليل مهرجانات البستان رونقاً خاصاً.
بعد ساعة ونيف من الإبداع الموسيقي المفعم بالأحاسيس، ومفاجأة من المهرجان بتقديم الورود للفرقة، أحبت الفرقة بدورها تقديم هدية صغيرة للجمهور هي مقطوعة صغيرة "Russian guest"، ليخرج بعدها الجمهور من القاعة المليئة بالإبداع لاستكمال حياته بعدما شحن طاقاته بكثير من الحب والأمل.