غادر بلاده منذ 17 عاما تحول خلالها إلى واحد من أقوى 500 شخصية عربية، نظرا لبرنامج تلفزيوني يومي يقدمه عبر شاشة واسعة الانتشار والجماهيرية.
هو الرجل الذي تخلى عن التدريس في الجامعة ليلتحق بالعمل في الإعلام تحت إشراف وإدارة رجل مختلف تمر في هذه الأيام الذكرى التاسعة عشرة لرحيله عن الحياة.
بالتالي، رحلةٌ مع ضيفنا عن ذكرياته مع عرابه الذي أطلقه للإعلام، وعن الجماهيرية التي حصدها، وعن الفوارق التي وجدها بين إعلام رسمي وإعلام محترف ، مع صور ومواقف من حياته في التالي.
الضيف هو مصطفى الآغا الإعلامي السوري البارز عراب برنامج "صدى الملاعب" على قناة Mbc .
قبل أيام قليلة مرت الذكرى الـ 19 لرحيل العراب الذي أطلقك إلى الإعلام ونقصد المرحوم عدنان بوظو.. لو كان بوظو موجودا اليوم فماذا ستقول له بعد أن وصلت إلى ما وصلت إليه؟
سأقول له هل كنت يا أستاذي تتوقع عندما دفعتني إلى القناة الأرضية الثانية في التلفزيون السوري أن أصل إلى هذا المكان؟ في الحقيقة هذا سؤال أطرحه بين الفينة والفينة عندما أجلس مع أصدقاء لي.
دعنا مع عرابك قليلا بمناسبة ذكرى رحيله.. ما ترتيب عدنان بوظو في قائمة المؤثرين فيك في مسيرة حياتك؟
هو الرابع بعد أمي التي ربت 11 ولدا، وجدتي التي عاشت 100 عام منها 77 عاما كأرملة، وأبي الرجل العصامي الذي واجه الفقر وربّانا تربية صالحة وأطلقنا إلى الحياة.. ثم يأتي المرحوم عدنان بوظو الذي جعلني أغادر مجال التدريس في الجامعة للعمل في الإعلام.
هذا يعيدنا إلى البدايات.. ما الذي تذكره لنا عن مرحلة بداياتك في الإعلام؟
أنا تركت الحقوق في الجامعة، وتخليت عن التدريس في الجامعة، وقمت بنقل اسمي من وزارة التعليم العالي إلى وزارة الإعلام وأصبحت إعلاميا في الصحافة والتلفزيون السوري وفي الإذاعة دفعة واحدة، وكان للمرحوم عدنان بوظو كل الدور في ذلك، رحمه الله.
دعنا نتحدث عن أهم المراحل التي مررت بها في عملك في الإعلام السوري حتى وصلت إلى إم بي سي؟
سنوات من العمل والجهد المتواصلين، والأهم أنني كنت أعمل تحت يد رجل محترف كعدنان بوظو. من أهم المحطات في تلك الفترة كانت تغطيتي لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت في اللاذقية في العام 1987 وبمهمتين الأولى مترجم للجنة المنظمة للدورة، والثانية معلقا على مباريات كرة القدم والسلة في البطولة. تلك المهتمات وبسبب الضغط فيهما كانتا بوابة عبور لي للعمل في أي قناة محترفة في المنطقة العربية.
هناك موقف طريف حصل معك أثناء التعليق على مباراة سوريا ولبنان في الدورة.. هل تذكره لنا الآن؟
سجلت سورية هدفا فانفعلت مع الهدف على الهواء وصرخت "غوووول لسورية" فجاءني اتصال من جهة ما يقول لي: لماذا الانفعال والهدف على لبنان وليس على إسرائيل. فتابعت التعليق على المباراة في إطار وطني أخوي بين سورية ولبنان، فجاءني اتصال من نفس الشخصية في وقتها وقال لي: لماذا ابتعدت عن الرياضة في التعليق.. عد إلى الرياضة من جديد.
قلت في نفسي إني محتار ما أفعل، فكان مني أن ختمت المباراة عند إطلاق الحكم صافرة النهاية بعبارة: وتنتهي المباراة بفوز منتخب سورية الشقيق على منتخب لبنان الشقيق....
وصلت إلى Mbc قبل 17 عاما تماما.. ما الذي وجدته من فوارق فيها؟
قبل Mbc كنت اعمل بالقلم والورقة فقط، وعندما وصلت إلى Mbc في لندن تعرفت إلى الكومبيوتر، وأصبحت التقنيات والأدوات المستخدمة هي الفارق عما كان موجودا في سورية، وفي الإعلام الرسمي العربي بشكل عام.
هنا اختلف الأمر نحو الاحتراف فكل شيء تقني، وكل شيء مساعد وهذا لا يخفى على أحد.
ما هو برنامج صدى الملاعب الذي تصدر قائمة البرامج العربية؟
صدى الملاعب باختصار هو البرنامج الذي اجمع عليه العرب كلهم، ومتى أجمع العرب على شيء مثلما أجمعوا على صدى الملاعب؟. هناك 100 مليون متابع لهذا البرنامج، وفي ساعة متأخرة من اليوم يتم عرضه، فهل هذا بسهل؟.
وما الذي قدمه لك صدى الملاعب؟
شخصيا هو البرنامج الذي جعلني احد أقوى 500 شخصية عربية بسبب الجماهيرية الجارفة لهذا البرنامج، وقدم لي التعرف على كل البلدان العربية، إذ حصلت أنا والبرنامج على التكريم من كل البلدان العربية تقريبا وهذا يدل على أنه برنامج مختلف شكلا ومضمونا.
لكن يؤخذ عليك أنك منحاز في البرنامج لكرة القدم السعودية.. بماذا ترد؟
هذا صحيح، لكن المتابع للبرنامج وطبيعة البرنامج والجهة التي يتبع لها البرنامج سيعرف أن الأمر طبيعي، فالقناة تجارية والبرنامج تجاري ربحي، ومن الطبيعي أن يتوجه صاحب المال نحو الشريحة الأوسع التي يحقق من ورائها الأرباح، والكرة السعودية غنية جدا ومثمرة، ولها شعبية جارفة، فضلا عن أن جنسية القناة سعودية وكذلك البرنامج.
وكيف رأيت الإعلام الرياضي السعودي بعد 17 سنة من العشرة؟
إعلام رهيب وقوي جدا والإعلام الوحيد المشارك في صنع القرار في بلاده، والحقيقة أن أي غضب إعلامي على مدرب ما ستتم إقالة المدرب على الفور. لم أر إعلاما قويا كالإعلام السعودي، سواء عبر الصحف أو المجلات أو القنوات التلفزيونية أو مواقع النت أو مواقع التواصل أو المنتديات، أو البرامج الحوارية.
والإعلام السوري ما الذي تتذكره عنه الآن؟
أتذكر عملي فيه في الثمانينيات والتسعينيات وتغطيتي لكأس العالم وكأس آسيا، وتعليقي على مباريات الدوري، وعملي في صحيفة الاتحاد الرياضي المتخصصة التي كان يرأس تحريرها المرحوم عدنان بوظو.
هل تذكر المهمة والزوايا التي كنت تكتب فيها في جريدة الاتحاد؟
أتذكر أنني كنت مسؤولا عن صفحة المنوعات في الجريدة، وكنت أكتب زاويتين فيها إحداهما أذكر أن اسمها "طاسة ساخنة وطاسة باردة".
هل يذكر مصطفى الأغا أجمل لحظة مرت عليه في حياته؟
كانت لحظة فارقة عندما رأيت ولدي كرم وقد رأى النور. ليس الأمر متعلقاً بالأبوّة، بل لكون الإنجاب طال كثيرا، وواجهت مشاكل كثيرة حتى أصبحت أباً. وعندما رأيت كرم رأيت الدنيا من جديد.
وأسوأ موقف مر عليك في حياتك؟
لا يمكن استذكار مواقف بل مواجهات في الحياة، وأهم ما ينتابني على الدوام هو غصة في قلبي أشعر بها كلما تذكرت أنني تخليت عن دراسة الحقوق، وعن التدريس في الجامعة، حيث كنت في حينها أصغر مدرس جامعي في تاريخ سورية.