شهدت عروض اليوم الثاني من مهرجان شعوب البحر الأبيض المتوسط الفني والثقافي، الذي يقام في مدينة بيشيليه في جنوب إيطاليا، روعة بالاداء المسرحي العالي الإتقان، حيث انطلقت فعالياته باعادة للعرض الموسيقي الراقص لفرقة الشارقة للتراث الفني، في عرض ثانٍ على المدرج الأثري للمدينة التراثية، حيث أعيد التفاعل بشكل أكبر من الليلة السابقة، وقام النائب في البرلمان الايطالي فرانشيسكو نابوليتاني نهاية العرض بتكريم الفرقة الشعبية وتقديم الدرع التكريمي من المدينة شاكراً حضورهم المميز، متمنياً أن يكون للمدينة وأهلها لقاء ثانٍ مع الفرقة.
كما قدمت فرقة "الكاهنة" للجزائرية صباح بن زيادي عرضاً على مسرح المدرج الأثري في مدينة بيشيليه، حمل العرض اسم "جزيرة الأحلام"، وقدمت صباح مع فريقها المؤلف من شقيقتها خضرا بن زيادي ومجموعة راقصات، العديد من الرقصات التعبيرية المختلطة بين الرقص الشرقي العربي والامازيغي. وكانت الرقصة الاولى كأنها حوار ليس تراثيا معينا بل عن حوار حول قضايا الانسان في العالم، وعبّرت برقصها عن اشكال متنوعة من الفرح والقلق. وبعدها قدمت صبايا فرقة "الكاهنة" رقصة شرقية تعبيرا عن الحب كلوحة تعبيرية مثل الفراشات في الحياة، فيها جزء عن حياة يعيشها العرب قبل "الربيع العربي" كان فيها فرحة مضغوطة بالألم.
لتعود صباح برقصة منفردة عبّرت فيها عن أهوال الحرب، من خلال حركات تعبيرية وأزياء وموسيقى ترجمتفيها صورة حضور الهيليكوبتر التي اجتاحت الشعوب ورمت عليهم القنابل، لترقص فيها رقصة الموت والبكاء والألم.
واستكمالاً للحرب التي انطلقت قدمت الصبايا رقصة الارامل التي لم تخلُ من التعبير بالندب والبكاء واللطم وشد الشعر عن المآسي التي مررن بها، ليتحولن الى ضرب الأرض بقوة كأنهن كرهن الارض والدنيا على فقدانهن أهلهن ووضع أمواتهن تحتها.
أما في الفقرة ما قبل الأخيرة فاستبدلت الفنانة صباح الرقص التعبيري بالحركة والسينوغرافية في رقصة الأمة، حيث ارتدت الأبيض وكأنها هي الأمة، وعرض على الثوب صور من خلال فيديو لأحداث وتظاهرات حصلت في العالم العربي، حيث امتزج وجهها مع وجوه الناس بشكل فني متقن. وبعد مغادرة "الأمة للمسرح" بقيت على المسرح راقصة اخرى لترقص رقصة "العقرب السوداء" التي تسببت بالحروب.
أما اللوحة الأخيرة فكانت فيها الحركة بليغة أكثر من الكلام، حيث قدمت صباح وفرقتها "الكاهنة" رقصة عن السلام في مواجهة الحرب، لكنها لم تكن سلاماً بل حرباً متضاربة للوصول الى السلام المنشود.
وفي الختام كرّم رئيس بلدية بيشيليه فرانشيسكو سبينا والنائب الايطالي فرانشيسكو نابوليتانو فرقة "الكاهنة" وتسلمت الجزائرية صباح بن زيادي الدرع التكريمي.