بدأت المطربة الراحلة أم كلثوم مسيرتها الفنية على نطاق ضيق، في سن صغيرة عندما قرر والدها أن يعلمها الغناء وبرزت موهبتها الغنائية، وعندما سمع والدها ما تعلمته منه انبهر من قوة نبرتها وصار يصطحبها معه إلى الحفلات لتغني معه وذلك في سن الثانية عشر، وبعدما سمعها القاضي علي بك أبو حسين قال لوالدها: لديك كنز لا تعرف قدره.
.. يكمن في حنجرة ابنتك، وأوصاه بالاعتناء بها.
أصبحت أم كلثوم من أشهر ثلاثة أصوات نسائية في العام 1926، بعد "منيرة المهدية" و"فتحية أحمد"، وفي عام 1934 افتتحت المحطة الإذاعية بصوتها وبدأت في إحياء حفلاتها الشهيرة التي كان أولها في عام 1935.
حصدت أم كلثوم عدة جوائز، منها وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1960، ووسام الأرز من لبنان، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من سوريا، ووسام الجمهورية الأكبر من تونس، كما أهدتها مصر قلادة النيل وجواز سفر دبلوماسياً كأول جواز من نوعه يمنح لفنان، بالإضافة إلى جائزة الدولة التقديرية التى تنازلت عن قيمتها لصالح صندوق معاشات الفنانين.
حوربت كوكب الشرق في العام 1946 عندما غنت 3 قصائد من ألحان السنباطي وكلمات أحمد شوقي، وغنت "سلوا قلبي" التي أخذت منحا سياسيا في أبياتها التي تقول: "وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا".
وغنت قصيدة "ولد الهدى"، التي خلقت جدلا حينها، وتلقت طلباً من القصر بتغيير كلمة "الاشتراكيون" في البيت الذي يقول: "الاشتراكيون أنت إمامهم لولا دعاوي القومُ والغلواءُ".
وكان هذا في عصر بروز التيار اليساري الذي لم يكن يتماشى مع اتجاهات القصر ولا رغبات الملك، إلا أنها أصرت على عدم تغيير أي كلمة.