في أيام الصيف الحارة، يتصدر البطيخ قائمة الفواكه المفضلة لدى كثيرين، لما يوفره من ترطيب سريع وانتعاش طبيعي.

لكن خلف طعمه الحلو وفوائده العديدة، يحذّر خبراء التغذية من الإفراط في تناوله، لما قد يحمله من آثار جانبية غير متوقعة.
بحسب اختصاصية التغذية لارا ويتسون، فإن تناول كميتين معتدلتين من البطيخ يومياً، لا يشكل خطراً على معظم الأشخاص، لكنها تنبّه إلى خطورة الأنظمة الغذائية التي تعتمد عليه بشكل كامل، إذ يمكن أن تحرم الجسم من عناصر غذائية مهمة تؤثر في وظائفه الحيوية.
من ناحية أخرى، يُصنّف البطيخ ضمن الأطعمة الغنية بسكريات يصعب امتصاصها تُعرف بـ"فودماب"، ما قد يسبب اضطرابات هضمية، منها الغازات أو الإسهال، خصوصاً لمن يعانون من متلازمة القولون العصبي، وفقاً لتقارير "جونز هوبكنز ميديسن". لا تتوقف التحذيرات هنا، فالبطيخ يحتوي أيضاً على مادة "التيرامين"، التي قد تثير نوبات الصداع النصفي لدى البعض، خصوصاً عند تناوله مع أنواع معينة من أدوية الاكتئاب، ما قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في ضغط الدم، بحسب "مايو كلينك".
وفي جانب آخر، قد يشكّل البطيخ خطراً على من يعانون من حساسية موسمية، إذ تشير تقارير طبية إلى احتمال حدوث تفاعل تحسسي للذين لديهم حساسية تجاه عشبة الرجيد أو بعض الفواكه ومنها الشمام والموز والخوخ.
أما بالنسبة لمرضى السكري، فالحذر واجب، ورغم أن البطيخ يحتوي على سكر طبيعي، فإن الحصة الواحدة منه (حوالى كوب ونصف الكوب) تحتوي على نحو 17 غراماً من السكر، لذلك يُنصح بتناوله مع البروتين أو الدهون الصحية، لتخفيف تأثيره على مستويات السكر في الدم.
وتوضح اختصاصية التغذية جيسيكا بلاومان، أن تناول كميات كبيرة من البطيخ، قد يرفع مستويات السكر بشكل مفرط، داعية إلى جعله جزءاً من نظام غذائي متوازن وليس بديلاً عن الوجبة الكاملة.
وفي النهاية، يبقى البطيخ فاكهة صيفية مغرية، لكن الاعتدال في تناوله هو الطريق الآمن للاستفادة من منافعه وتجنّب أضراره.