طوّر باحثون في كوريا روبوتات سائلة صغيرة الحجم مستوحاة من قدرات الخلايا البيولوجية على تغيير الشكل، يبلغ حجم كل روبوت تقريبًا حجم حبّة أرز، ويتكوّن من ماء مغطى بجزيئات التفلون، تشبه هذه الروبوتات الهلامية الناعمة مادة الجيلي، ويتم التحكم بها باستخدام موجات صوتية، ما يتيح لها الانزلاق عبر الحواجز، والتحرك على اليابسة والماء، وأداء تفاعلات كيميائية.
وعلى عكس الروبوتات اللينة التقليدية التي تقيدها مرونة المواد المستخدمة، استُلهم تصميم هذه الروبوتات من الطريقة التي تتغير بها الخلايا وتتحرك في المساحات الضيقة. ويُغطى كل روبوت بقشرة خارجية قوية من مسحوق التفلون المضغوط، مما يمنحه متانة عالية مقارنة بالنماذج السابقة من "الكرات السائلة" التي كانت غالبًا ما تنفجر أو تتسرّب تحت الضغط.
لصنع هذه الروبوتات المتينة، قام الفريق بتجميد الماء على شكل مكعبات وطلائها بالتفلون، وعند ذوبان الجليد، انكمش وتكوّنت طبقة خارجية مشدودة حول السائل، ما أدى إلى بناء قشرة قوية تحافظ على شكل الروبوت وتسمح له بتحمل السقوط والمرور عبر المساحات الضيقة.
وفي التجارب، تمكنت الروبوتات من أداء مهام معقدة مثل التقاط مواد كيميائية، والانزلاق عبر القضبان، والاندماج مع روبوتات أخرى لتحييد السموم. وقدرتها على الانقسام والاندماج ونقل السوائل دون انسكاب يجعلها مثالية كمفاعلات كيميائية متنقلة، ونظرًا لأنها مصنوعة من مواد متوافقة حيويًا، يمكن في المستقبل استخدامها لإيصال الأدوية داخل الجسم أو المساعدة في تشخيص الأمراض.
ورغم أنها ما زالت تُدار يدويًا وبعيدة كل البعد عن الروبوت الذاتي الإصلاح الذي ظهر في فيلم Terminator 2، فإن هذه الروبوتات تمثل خطوة كبيرة نحو آلات لينة وقابلة للتكيّف تحاكي المرونة المذهلة للخلايا الحية. ويأمل الفريق في جعلها مستقلة وقابلة للاستخدام في تطبيقات عملية متنوعة مستقبلاً.