تهديد بيئي جديد يظهر كـ"جزء ثانٍ" من ظاهرة الأمطار الحمضية: حمض ثلاثي فلورو أسيتيك (TFA)، وهو مادة كيميائية فائقة الثبات وقصيرة السلسلة تُعرف باسم "المادة الأبدية"، تُرصد بشكل متزايد في مياه الأمطار والمياه الجوفية، وفي جليد القطب الشمالي، وحتى في النبيذ ودم الإنسان.

وعلى عكس مركبات PFAS التقليدية، فإن TFA أكثر ذوبانًا في الماء وأكثر ثباتًا، ما يجعل إزالته شبه مستحيلة بالتقنيات المتوفرة حاليًا.

يتكوّن TFA نتيجة تفكك مركبات PFAS الأطول سلسلة، والتي تُستخدم في الصناعات الحديثة ومبردات الأجهزة، ورغم أنه كان يُعتقد سابقًا أن هذا الحمض أقل ضررًا نظرًا لخروجه السريع من الجسم، إلا أن دراسات حديثة أظهرت تراكمه في مصادر المياه والمحاصيل الزراعية، مما يشكل تهديدًا محتملاً للحدود البيئية للكوكب.

في حين بدأت أوروبا بتنظيم استخدام مركبات PFAS المرتبطة بـTFA، ما تزال الولايات المتحدة متأخرة، إذ لم تصنّف وكالة حماية البيئة الأميركية (EPA) هذا الحمض حتى الآن كـ"مادة أبدية".

ومع ارتفاع تركيزاته واستمرار صعوبة التخلص منه بتكاليف مرتفعة، يحذر الخبراء من أن TFA قد يتحوّل إلى تهديد بيئي واسع النطاق وطويل الأمد، ليكون "النسخة الأخطر والأكثر عنادًا" من الأمطار الحمضية.