جوي حلاق هي ممثلة لبنانية شابة بدأت مسيرتها التمثيلية منذ سنوات، واستطاعت أن تلفت الأنظار وتجذب الجمهور بأدائها. شاركت في عدد من الأعمال التي حققت نجاحًا كبيرًا، من أبرزها مسلسل "خطيئة أخيرة"، كما عُرض لها مؤخرًا في دور السينما فيلم "كوبرا"، الذي يُعد أول بطولة سينمائية لها.
جوي ليست ممثلة فقط، بل تتمتع أيضًا بموهبة الغناء، وقد أطلقت مؤخرًا، أولى أغنياتها بعنوان "شي جديد".

انطلق مؤخرًا عرض فيلم "كوبرا"، أول بطولة سينمائية لكِ، هل شعرتِ بالخوف عندما عُرض عليكِ المشروع؟

كان الكاتب والمخرج دانيال حبيب يرغب منذ فترة في العمل معي، وأنا أيضاً كنت أودّ التعاون معه، لذلك، كانت هناك مسؤولية كبيرة جداً، خصوصاً وأنه أول فيلم أكون فيه البطلة. شعرت بالخوف لأن المسؤولية كانت كبيرة ومضاعفة، خصوصاً أنني البطلة ومنتجة تنفيذية أيضاً، لكن الحماس والرغبة في خوض التجربة كانا أقوى.

بعد فيلم "كوبرا"، هل تغيرت نظرتكِ إلى الأدوار وطموحاتكِ الفنية؟

كل تجربة تترك أثرًا وتُحدث تغييرًا في الممثل. بعد "كوبرا"، أصبح لديّ دافع أقوى للتطور، وصرت أحرص على بذل جهد أكبر. بدأت أتعامل مع النصوص بطريقة مختلفة، أدرسها بدقة أكبر، وبنظرة أكثر عمقًا واحترافاً.

في مسلسل "ع أمل"، عرفكِ الجمهور بدور الفتاة الهادئة، بينما ظهرتِ في "كوبرا" بشخصية جريئة. كيف تعاملتِ مع هذا التحوّل؟

بملامحي البريئة كنت أؤدي أدوار الفتاة الهادئة والبسيطة مثلما فعلت في "ع أمل" و"خطيئة أخيرة"، رغم بساطتها، إلا أن هذه الأدوار تحتاج إلى حسّ عالٍ وتفاصيل دقيقة لأدائها بشكل مقنع.
أما في "كوبرا"، فكان هناك تحدٍّ حقيقي، لأنني لطالما حلمت بتمثيل فيلم أكشن، وكان من الصعب أن أقنع الجمهور بأنني، بوجهي الذي اعتادوه بريئًا، قادرة على أداء شخصية قاسية أو تحمل طابعًا إجراميًا.

هل النجاح الكبير لمسلسل "خطيئة أخيرة" سيفتح أمامكِ أبواب أدوار أكبر وأعمق؟

مسلسل "خطيئة أخيرة" أحدث ضجة كبيرة وجميلة لم أكن أتوقعها على الإطلاق. آمل أن يفتح لي هذا العمل المزيد من الأبواب والفرص، فكل مرة أؤدي فيها دورًا جديدًا، أقول في نفسي: "إن شاء الله يكون خطوة تفتح أمامي آفاقًا أوسع".

أي تجربة تعتبرينها الأهم في مسيرتكِ حتى الآن؟

كل تجربة أعتبرها مهمة، بالنسبة لي، قيمة الدور لا تُقاس بحجمه، بل بعمقه وتأثيره، وهنا تكمن مهارة الممثل، في فهم الشخصية جيدًا وتجسيدها بصدق.

هل توقعتِ نجاح "خطيئة أخيرة" رغم عرضه على منصة "يانغو بلاي" غير المتوفرة في لبنان؟

لم أكن أتوقع أن يحقق هذا القدر من النجاح، كنت أشعر بالقلق لأن منصة "يانغو بلاي" غير متوفرة في لبنان، وحتى في السعودية كان من الصعب على الجمهور مشاهدته، وهذا ما أقلقني لأن الفئة التي تعنيني وتهمني لم تكن قادرة على متابعة العمل. لكن عندما بدأت قناة "MTV" بعرضه، شعرت بسعادة كبيرة، لأنه أصبح متاحًا لشريحة أوسع من الناس، والحمد لله، العمل حقق نجاحًا كبيرًا فعلًا.

شخصيتكِ في المسلسل عالجت قضايا حساسة، هل شعرتِ بأنكِ تمثلين صوت فتيات كثيرات يعشنَ تجارب مشابهة؟ وما هي حدود جرأتكِ في تجسيد المشاهد الجريئة؟

شخصية "تينا" تناولت قضايا حساسة تعكس واقع المجتمع، وخصوصاً الجيل الجديد، منها المخدرات والخيانة.
يجب أن يكون الممثل صادقًا وواضحًا في أدائه، كي يتمكن الجمهور من تصديق ما يُقدَّم له. أما بالنسبة لحدود الجرأة لدي، فهي تُحدَّد من خلال النص، فإذا كانت المشاهد الجريئة مبررة دراميًا، وتُساهم في تعميق الشخصية وتطورها، فأنا لا أرفضها، بل أعتبرها جزءًا من مسؤولية الممثل في تقديم عمل حقيقي ومؤثر.

إلى أي مدى تشبهكِ شخصية "تينا" في "خطيئة أخيرة"؟ وهل مررتِ بتجارب قريبة من تلك التي عاشتها؟

"تينا" ليست قريبة من شخصيتي أبدًا، فهي شخصية بسيطة وبريئة بعض الشيء، وتحب الخير للجميع، وإن أخطأ أحد بحقها، تسامحه بسهولة. صحيح أن هذه الصفة جميلة، لكن "تينا" لا تُشبهني. أنا شخصيًا قد أسامح، لكنني لا أنسى، كما أنني أكثر نضجًا على الصعيد العاطفي، وأستطيع غالبًا أن أُدرك إن كان أحدهم يخدعني أو يكذب عليّ، بينما "تينا" كانت عكس ذلك تمامًا.
لم أختبر في حياتي أي تجربة مماثلة لما مرت به "تينا"، لذلك كان من الجميل أن أعيش هذه التجارب من خلال الشخصية، وأتعرف على مشاعر وردود فعل مختلفة عن واقعي.

طرحتِ مؤخرًا أول أغنية خاصة بكِ بعنوان "شي جديد"، ما الذي شجّعكِ على دخول مجال الغناء؟ وهل هذه بداية مشوار فني جديد؟

ما شجّعني على هذه الخطوة هو أن هذه الموهبة كانت موجودة لدي منذ طفولتي. أحب الغناء كثيرًا، لكنني لم أشعر سابقاً بأنني جاهزة لأُظهر هذه الموهبة للناس، أما اليوم، فقد شعرت برغبة حقيقية في أن أُشارك الجمهور هذا الجانب منّي.
نعم، أعتبرها بداية لمشوار فني جديد، وأنا متحمّسة له كثيرًا. هناك العديد من المشاريع التي أعمل عليها حاليًا، وأتمنى أن تنال إعجاب الجمهور. بالنسبة لي، الغناء هو وسيلة لأُعبّر عن نفسي، ولأُخرج الجانب الإبداعي الموجود داخلي من خلال الأغاني.

هل التركيز على مجال واحد يعطي نتائج أقوى، أم أنكِ تفضلين توزيع طاقتكِ بين التمثيل والغناء واكتشاف نفسكِ في مجالات متعددة؟

أؤمن بأن الفنان الذي يمتلك أكثر من موهبة يجب أن يعمل على تنميتها جميعًا. قد يرى البعض أن التركيز في مجال واحد هو الطريق الأنجح للتميز، لكنني أرى العكس، لماذا لا نجمع بين كل ما نملك من طاقات ومواهب؟
أنا أحب التمثيل والغناء والإخراج والرسم، وكل فن من هذه الفنون يعبّر عني ويشعرني بالراحة، ويعيدني إلى ذاتي الحقيقية. تفاعل الناس الإيجابي يُعطيني دافعًا، ويُشعرني بأنني على الطريق الصحيح. الفنان يمتلك الكثير من الوسائل والأدوات التي تساعده على التعبير، ولا يجب أن يقيّد نفسه بواحدة فقط.