خرج مجموعة من قدامى محاربي القوات الجوية الأميركية عن صمتهم، كاشفين عن ما وصفوه بـ"العدو غير المرئي" في القاعدة السرية المعروفة باسم المنطقة 51، مؤكدين أن وجودهم في هذا الموقع تركهم مصابين بأمراض سرطانية خطيرة، بينما تجاهلتهم الحكومة الأميركية وحرمتهم من الرعاية.
ويقول الجنود السابقون، الذين عملوا كحرّاس أمن في موقع "منطقة اختبار وتدريب نيفادا (NTTR)" — وهي منشأة سرية تضم المنطقة 51 — إنهم تعرضوا لتلوث إشعاعي من دون علمهم، نتيجة بناء القاعدة فوق أراضٍ كانت ملوثة بالإشعاع منذ سنوات بسبب التجارب النووية التي شهدتها المنطقة.
وتستند مزاعمهم إلى تقرير صدر عام 1975 عن إدارة أبحاث وتطوير الطاقة الأميركية، أقرّ بوجود إشعاعات خطيرة في المنطقة، لكنه أكد في الوقت نفسه أن وقف المشاريع العسكرية السرية "لا يصب في مصلحة الأمن القومي".
من بين هؤلاء، ديفيد كريت، رقيب سابق في القوات الجوية، خدم في NTTR بين عامي 1983 و1987، قال إن أكثر من 490 من زملائه لقوا حتفهم بسبب أمراض خطيرة منذ فترة خدمتهم في القاعدة.
ورغم ذلك، ترفض وزارة شؤون المحاربين القدامى في الولايات المتحدة تغطية تكاليف علاجهم، لعدم وجود "دليل رسمي" على تعرضهم للإشعاع، إذ تم تصنيف كل السجلات المرتبطة بعملهم كـ"بيانات محجوبة".
وفي شهادته أمام لجنة شؤون المحاربين القدامى في الكونغرس خلال أبريل الماضي، قال كريت:"أُعاني من ضمور في الدماغ، الجانب الأيسر من دماغي يتقلص ويموت، لكن هذا ليس سيئًا مقارنة بغيري... فأنا من المحظوظين".
وأضاف أن متوسط عمر الوفاة بين أفراد وحدته هو 65 عامًا فقط، وأن أصغرهم توفي عن عمر 33 عامًا، مشيرًا إلى أنه لا يعرف أحدًا من العاملين في القاعدة عاش لأكثر من 80 عامًا.
المأساة لم تقتصر على المحاربين فقط. فقد كشف كريت أن التأثير الإشعاعي امتد إلى عائلاتهم، قائلاً:"زوجتي تعرّضت لثلاث حالات إجهاض، وزوجة زميلي فقدت سبعة أجنة. جميع أطفالي الأربعة وُلدوا بتشوّهات خلقية أو مشاكل صحية خطيرة. لست أقول إن الذنب ذنبهم، ولا حتى ذنبي، لكنني جلبت هذا إلى المنزل، حمضنا النووي تغيّر بفعل التعرض المزمن للإشعاع".
ورغم توقيع الرئيس الأسبق بيل كلينتون في عام 2000 على قانون يمنح تعويضات ومزايا صحية للعاملين في منشآت حكومية تعرضوا للإشعاع، لم يشمل ذلك العاملين في المشاريع السرية كـ"المنطقة 51".
وفي زيارة إلى العاصمة الأمريكية يوم 8 أبريل، دعا كريت وعدد من زملائه الكونغرس إلى منحهم الحقوق الصحية ذاتها الممنوحة للعاملين في المنشآت غير المصنفة سريًا.
مايك نيمسيتش، أحد قدامى المحاربين، قال لقناة NewsNation:"الأمر ببساطة هو خيانة. المسؤولون كانوا يعلمون، واختاروا عمدًا أن يُبقوا الأمر سرًا، لأنه كان من مصلحتهم ألا نعرف."