في وقت يُنظر فيه إلى السمنة كأحد أبرز تحديات الصحة العامة حول العالم، أظهرت دراسة حديثة أن النظام الغذائي، وليس قلة التمارين الرياضية، هو العامل الأهم في تفاقم هذه الظاهرة، خاصة في الدول ذات الاقتصادات المتقدمة.

الدراسة شملت عينة واسعة من 4213 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً، ينتمون إلى 34 مجموعة سكانية متنوعة موزعة على ست قارات. وقد ضمّت العينة أفراداً من خلفيات بيئية مختلفة، بدءاً من مجتمعات الصيد والرعي والزراعة، وصولاً إلى مجتمعات صناعية حديثة، ما منح الدراسة بعداً شمولياً نادراً.

أظهرت النتائج أن الزيادة في مؤشر كتلة الجسم ونسبة الدهون في الجسم لم ترتبط مباشرة بانخفاض النشاط البدني، بل كانت أكثر ارتباطاً بارتفاع نسبة الأطعمة فائقة المعالجة في النظام الغذائي، مثل اللحوم المصنعة والوجبات السريعة والمنتجات المعبأة مسبقاً. وخلص الباحثون إلى أن هذه الأطعمة تسهم بشكل كبير في زيادة السمنة، إذ أظهرت البيانات أن استهلاك الطاقة من الغذاء مسؤول عن نحو 10% من حالات السمنة في الدول الأكثر تطوراً.

ورغم أن النشاط البدني لا يُعد السبب الرئيسي في هذه الحالات، إلا أن الدراسة أكدت دوره كعامل وقائي مهم لتحسين الصحة العامة والحد من الآثار المترتبة على السمنة.

قاد الدراسة فريق دولي من باحثين ينتمون إلى جامعات مرموقة، من بينها جامعة كاليفورنيا، وجامعة ديوك الأمريكية، وجامعة لوزان السويسرية، بالإضافة إلى جامعات في جنوب أفريقيا وغانا وسنغافورة.

وشددت نتائج الدراسة على أهمية تقليل السعرات الحرارية القادمة من الأطعمة المصنعة للمساهمة في السيطرة على وباء السمنة، لا سيما في البلدان التي تسجل أعلى معدلات استهلاك لها، رغم مستويات إنفاق الطاقة المرتفعة بين سكانها.