تُجسد الملكة رانيا العبدالله، ملكة الأردن، نموذجًا فريدًا في عالم الأناقة، إذ إنها تنجح في تقديم أسلوب يجمع بين الرقي والبساطة، وبين الحداثة والاحتشام، بأسلوب متوازن يعكس شخصيتها وثقافتها، ومن أبرز ملامح هذا الأسلوب تكرارها لاعتماد الفساتين الطويلة التي تصل إلى حد الكاحل، والتي تحولت من خيار أزياء، إلى توقيع بصري يعكس رؤية متكاملة في الذوق والهوية.


اختيار الملكة رانيا لهذا الطول، ليس مجرد ميل جمالي، بل يعكس تفكيرًا واعيًا، يحترم خصوصية الثقافة المحلية والبروتوكول الملكي، ويوفّر لها في الوقت ذاته، حرية حركة وأناقة مرنة، تتناسب مع المناسبات الرسمية وغير الرسمية، وتصميم الفستان الطويل يمنحها مساحة للعب على تنوّع القصّات والأقمشة، من دون التفريط برصانة المظهر، ما يجعل إطلالاتها دائمًا متجددة، من دون أن تفقد هويتها البصرية.
الفساتين الطويلة التي تعتمدها الملكة رانيا تعبّر عن فلسفة احتشام معاصرة، إذ تظهر كيف يمكن للمرأة أن تبدو أنيقة ومواكبة للموضة، من دون تكلف أو مبالغة، قصّات الفساتين تأتي غالبًا محددة الخصر لتبرز أنوثة ناعمة، وتُرفق عادة بأكمام طويلة أو متوسطة تعزّز من توازن الإطلالة. الألوان التي تختارها هادئة ومحايدة، وغالبًا ما تميل إلى درجات ترابية وكريمية تمنح شعورًا بالهدوء والرقي، بينما تأتي التفاصيل ناعمة ومدروسة، مثل تطريز خفيف أو حزام بسيط يُضفي بعدًا بصريًا من دون تعقيد.
حتى أن الأكسسوارات التي تعتمدها الملكة، تعكس هذا الاتزان، إذ تختارها بدقّة لتكمّل الإطلالة من دون أن تطغى عليها، سواء من خلال حقيبة كلاتش صغيرة أو حذاء بكعب متوسط بألوان حيادية.
أسلوب الملكة رانيا ليس مجرّد اختيار ملابس، بل هو انعكاس لرؤية واضحة في الأناقة، إذ تلتقي البساطة بالقوة الناعمة، ويبرز الحس الثقافي في كل تفصيل، ما جعل من إطلالاتها مصدر إلهام للمرأة العربية المعاصرة، التي تبحث عن توازن بين الأناقة والهوية، بين الحضور الملفت والاحترام العميق للذات والمكان.