في عام 2027، ستدخل السياحة الفضائية مرحلة غير مسبوقة مع إطلاق محطة "Voyager"، وهي محطة دوّارة مبتكرة ستدور في مدار أرضي منخفض وتُقدّم تجربة فريدة من نوعها عبر توفير جاذبية اصطناعية تقارب سدس الجاذبية الأرضية – أي ما يعادل بيئة القمر تقريبًا – مما يمكّن الضيوف من المشي، تناول الطعام، وممارسة الرياضة بطريقة مألوفة تشبه الحياة على الأرض.
تصميم قائم على الفيزياء والخيال العلمي
تعتمد المحطة على عجلة ضخمة مكوّنة من 24 وحدة، وتدور بمعدل يبلغ نحو 1.5 مرة في الدقيقة. هذا الدوران المدروس يولّد قوة طرد مركزي تُحاكي بيئة الجاذبية القمرية، ما يوفر راحة جسدية ونفسية للمقيمين، ويجعل الحياة اليومية أكثر قابلية للتكيف في الفضاء.
استيعاب الضيوف والطاقم
من حيث السعة، ستتمكن "Voyager" من استضافة ما يصل إلى 400 ضيف، بالإضافة إلى 112 فردًا من طاقم العمل المسؤول عن التشغيل والخدمة. وقد صُمّمت المحطة بنظام قابل للتوسع في المستقبل، لتلبية الطلب المتزايد على السياحة المدارية.
مرافق فاخرة... ولكن في الفضاء
المحطة ستكون أشبه بمنتجع خمس نجوم معلق في الفضاء، إذ تمتد على مساحة تصل إلى 125,000 قدم مربع، وتتضمن مجموعة متنوعة من وسائل الراحة الفاخرة مثل مطاعم راقية، حانات، منتجع صحي، صالة رياضية، سينما، قاعة للحفلات الموسيقية، منصات مراقبة بانورامية، وحتى فيلات خاصة.
موقعها ومدى الوصول إليها
ستدور محطة "Voyager" على ارتفاع يتراوح بين 1,200 و1,900 ميل فوق سطح الأرض. أما الوصول إليها، فسيكون عبر مركبات الإطلاق الخاصة بشركة "SpaceX"، ما يجعل التجربة أشبه برحلة تجارية فاخرة ولكن خارج الغلاف الجوي.
توقيت التنفيذ والتكلفة المستقبلية
من المقرّر أن تبدأ أعمال البناء في عام 2026، مع افتتاح المحطة في العام التالي، 2027. ورغم أن تكلفة الرحلة والإقامة حاليًا تُعد مرتفعة، إلا أن التقديرات تشير إلى أن التطورات في مجال الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام ستُخفّض الأسعار تدريجيًا، مما يفتح الباب أمام عدد أكبر من الزوار المحتملين.
جذور الفكرة والتقنية
تقوم رؤية المحطة على مفاهيم علمية طُرحت منذ عقود، مثل محطة "فون براون" و"ستانفورد توروس"، وقد تم تطويرها اعتمادًا على نماذج اختبار أصغر طورتها شركة OAC (Orbital Assembly Corporation)، إلى جانب استخدام تقنيات البناء الروبوتي من DSTAR، ما يجعل "Voyager" مزيجًا بين التراث العلمي والابتكار الحديث.
مع اقتراب تنفيذ هذا المشروع الطموح، تُصبح فكرة العطلة خارج كوكب الأرض أقرب إلى الواقع من أي وقت مضى.