كشفت أبحاث جديدة مقلقة، قُدمت يوم الأحد في الاجتماع السنوي لجمعية الغدد الصماء في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، أن الوفيات الناتجة عن السرطان المرتبطة بالسمنة، قد تضاعفت ثلاث مرات في الولايات المتحدة خلال العقدين الماضيين.

وقد حللت الدراسة أكثر من 33,000 حالة وفاة ناتجة عن أنواع سرطانية مرتبطة بالسمنة بين عامي 1999 و2020، ووجدت أن معدل الوفيات المعدل حسب العمر ارتفع من 3.73 إلى 13.52 لكل مليون نسمة خلال تلك الفترة أي زيادة بأكثر من ثلاثة أضعاف.

الخطر لا يتوزع بشكل متساوٍ، إذ إن النساء، وكبار السن، والأشخاص السود، والأميركيين الأصليين، والمقيمين في المناطق الريفية هم الأكثر تأثرًا بهذا الاتجاه القاتل.

كما أن الموقع الجغرافي يلعب دورًا كبيرًا، أظهرت الدراسة الجديدة أن ولايات الغرب الأوسط سجلت أعلى معدلات وفيات السرطان المرتبطة بالسمنة، في حين أن الشمال الشرقي كان الأفضل من حيث النتائج.

وعلى مستوى الولايات، كانت فيرمونت ومينيسوتا وأوكلاهوما من بين الأعلى في معدل الوفيات، في حين سجلت يوتا وألاباما وفيرجينيا أدنى المعدلات.

قال الدكتور فايزان أحمد من مركز هاكنساك ميريديان الجامعي في نيوجيرسي في بيان صحفي:"السمنة عامل خطر كبير للعديد من أنواع السرطان، وتُسهم بشكل كبير في الوفيات.تؤكد هذه الأبحاث الحاجة إلى استراتيجيات صحية عامة موجهة مثل الفحوصات المبكرة وتحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية، خاصة في المناطق الريفية والمحرومة المعرضة للخطر."

ترتبط السمنة بقوة بما لا يقل عن 13 نوعًا من السرطان، وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).

تشمل هذه الأنواع: سرطان الثدي لدى النساء بعد انقطاع الطمث، وسرطان القولون، والرحم، والمرارة، والبنكرياس، والكبد، والغدة الدرقية، وحتى الدماغ، من بين أنواع أخرى.

وتشكل هذه السرطانات المرتبطة بالسمنة ما يقرب من 40% من جميع حالات السرطان الجديدة في الولايات المتحدة سنويًا.

وتؤثر السمنة حاليًا على 40.3% من البالغين الأميركيين، بحسب بيانات CDC.

ويُعرف الشخص المصاب بالسمنة بأنه من لديه مؤشر كتلة جسم (BMI) يبلغ 30 أو أكثر وترتبط السمنة بزيادة خطر الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم، والعقم، والاكتئاب، وأمراض القلب، والسكري، وأنواع معينة من السرطان.

وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميًا أن السمنة وباء عالمي في عام 1997، مشيرة إلى أن المعدلات قد تضاعفت تقريبًا منذ عام 1975 وهو العام الذي يُعتقد أن الوباء بدأ فيه.

ما زال السبب وراء استمرار هذا الوباء موضع جدل واسع، إذ يُرجع البعض ذلك إلى عوامل نمط الحياة، مثل زيادة استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، وقلة النشاط البدني.