يستطيع نحل العسل التعرّف على الوجوه البشر وتذكرهم، وذلك باستخدام عمليات دماغية مشابهة بشكل مدهش لتلك الموجودة لدى البشر.
ووفقًا لدراسة أجريت عام 2005 ونُشرت في مجلة علم الأحياء التجريبي، درّب الباحثون نحل العسل على التمييز بين صور الوجوه البشرية. وباستخدام نظام مكافأة بسيط من الماء المُحلى بالسكر، تعلّم النحل ربط وجوه معينة بمكافأة. ومع مرور الوقت، تمكّن من التعرّف على تلك الوجوه وتذكرها بدقة تزيد عن 80%، حتى عند عرض وجوه جديدة متشابهة عليه كمشتتات.
والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو كيفية قيامه بذلك. فكما أفاد الدكتور أدريان داير، أحد الباحثين الرئيسيين، يستخدم النحل عملية تُسمى التعرّف الشامل على الوجوه، وهي نفس الاستراتيجية التي يستخدمها البشر. فبدلاً من تحليل السمات الفردية كالعيون أو الأفواه، يدرك النحل الوجه كنمط متكامل. وهذا يعني أنه على الرغم من أن دماغ النحل أصغر من حبة السمسم، إلا أنه قادر على أداء مهام بصرية معقدة باستخدام اختصارات عصبية فعّالة.
لا يُظهر هذا الاكتشاف مدى ذكاء النحل فحسب، بل يُساعد العلماء أيضًا على فهم آلية عمل التعرّف البصري بشكل عام. إذا كان دماغ النحلة قادرًا على التعامل مع هذا النوع من المهام، فهذا يشير إلى أن التعرف على الوجوه لا يتطلب دماغًا كبيرًا، بل مجرد دماغ منظم جيدًا.