استخدمت دراسة رائدة نُشرت في مجلة "Scientific Reports"، تقنيات تصوير الدماغ المتقدمة لتتبع كيفية تأثير الكرياتين على كيمياء الدماغ أثناء الحرمان من النوم، وأعطى الباحثون المشاركين جرعة عالية واحدة (0.
35 غ/كغ)، وقاسوا التغيرات الآنية في نواتج أيض الطاقة، والأداء الإدراكي، ومؤشرات التعب العصبي على مدار 9 ساعات، كاشفين عن التأثيرات العصبية الوقائية السريعة للكرياتين.
الفكرة الأكثر إثارة للاهتمام، هي أنه لم يقتصر دور الكرياتين على تخزين الطاقة فحسب، بل عزز بشكل انتقائي وظيفة النصف الأيسر من الدماغ، ما حسّن المهام المنطقية واللغوية بنسبة تصل إلى 29%.
يشير هذا إلى دعم مُستهدف لمناطق الدماغ الأكثر استهلاكًا للطاقة أثناء التوتر.
وعلى عكس الكافيين الذي يُخفي التعب، يعمل الكرياتين بنشاط على تثبيت مستويات الرقم الهيدروجيني (pH) وATP، كما لو كان ضغطًا على زر إعادة الضبط البيولوجي للخلايا العصبية المنهكة.
بينما يظل النوم لا غنى عنه، تُثبت هذه الدراسة أننا قد نمتلك أخيرًا أداة مدعومة علميًا لتخفيف العبء المعرفي الناتج عن قلة النوم، وبالنسبة للعاملين بنظام المناوبات، أو الطلاب، أو الآباء الجدد، قد يُحدث استخدام الكرياتين بشكل استراتيجي نقلة نوعية، لكن التوقيت مهم، حيث تصل ذروة التأثير بعد أربع ساعات، لذا خطط وفقًا لذلك.