في تطور علمي غير مسبوق، اكتشف باحثون أن دم رجل أميركي تعرّض مراراً لسم الأفاعي يحتوي على أجسام مضادة قادرة على تحييد سموم بعض من أخطر الزواحف السامة في العالم، ما قد يُحدث نقلة نوعية في علاج اللدغات القاتلة.

البداية تعود إلى تيم فريدي، خبير ثعابين من كاليفورنيا، كرّس حياته خلال 18 عاماً لتعريض نفسه طوعاً لسموم الكوبرا والمامبا والثعابين الجرسية، بهدف بناء مناعة داخلية. ورغم غرابة التجربة، إلا أنها لفتت أنظار العلماء، وعلى رأسهم العالم جاكوب غلانفيل، الذي قرر دراسة حالته علميًا.

تحليل دم فريدي كشف عن أجسام مضادة فريدة من نوعها قادرة على مقاومة سموم 19 نوعاً مختلفاً من الأفاعي. وبناءً على هذا الاكتشاف، طوّر الباحثون في جامعة كولومبيا مزيجًا علاجياً يجمع هذه الأجسام مع مركب دوائي كيميائي يمنع انتشار السم داخل الجسم، وفي تجارب مخبرية على الفئران، أثبت العلاج فاعلية مذهلة، إذ وفّر حماية كاملة ضد سموم 13 نوعاً من الأفاعي، مع نتائج إيجابية جزئية ضد البقية، ما يُمهّد الطريق لعلاج أكثر أمانًا وفعالية من مضادات السموم التقليدية التي تستخلص من الحيوانات وتُسبب آثارًا جانبية.

الفريق العلمي يعتزم توسيع الاختبارات لتشمل أنواعًا أخرى من الأفاعي حول العالم، ويأمل بأن يصبح هذا النموذج العلاجي معيارًا جديدًا في مكافحة لدغات الأفاعي، التي تودي بحياة أكثر من 100 ألف شخص سنويًا، خاصة في المناطق النائية والفقيرة.

1