في خطوة واعدة قد تُحدث تحولاً في مجال علاج لدغات الثعابين، طوّر باحثون في جامعة وارويك البريطانية طريقة جديدة وسريعة للكشف عن سم الأفعى الجرسية ذات الظهر الماسي الغربي، باستخدام سكريات اصطناعية يمكنها تمييز هذا السم عن أنواع أخرى، مثل سم الكوبرا، وأوضح الباحث الرئيسي أليكس بيكر، أستاذ الكيمياء بالجامعة، أن سموم الثعابين معقدة، واكتشاف النوع المسؤول عن الإصابة يمثل تحدياً، لكنه ضروري لإنقاذ الأرواح. وأضاف: "الاختبار الجديد يتفوق على التقنيات التقليدية المعتمدة على الأجسام المضادة، من حيث الكلفة والسرعة والدقة، وبحسب الدراسة، فإن لدغات الثعابين تُصيب 50 شخصًا حول العالم كل 5 دقائق، يُصاب 4 منهم بإعاقة دائمة، بينما يفارق واحد الحياة، ولتصميم الاختبار، استعان الباحثون بحقيقة أن بعض سموم الثعابين، مثل تلك التي تنتجها الأفعى الجرسية، ترتبط بجزيئات سكر خاصة تُعرف باسم الغليكانات، وهي موجودة على سطح خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية. وعبر محاكاة هذه السكريات في المختبر، استخدم الفريق جسيمات نانوية ذهبية ترتبط بالسم، ما يؤدي إلى تغير واضح في اللون يُسهّل الكشف السريع، وأشار الباحث مهدي هيزواني إلى أن هذا التطور قد يُحدث "نقلة نوعية في تشخيص حالات التسمم بالثعابين"، حيث أظهر الاختبار قدرته على التمييز بين سم الأفعى الجرسية وسم الكوبرا، إذ لا يرتبط الأخير بنفس السكريات، وتمثل هذه التقنية بداية جديدة نحو تطوير اختبارات ميدانية منخفضة التكلفة وفعالة لإنقاذ الأرواح، خاصة في المناطق النائية أو التي تعاني من ضعف في الخدمات الصحية.