تدور قصة مسلسل "وتقابل حبيب" الكلاسيكية، حول رجل يتزوج إمرأتين، وعلاقة إحداهما تسيطر على الأخرى، إلا أن المعالجة تمت بإمتياز دقيق، فقد سلطت الضوء على أن "الشيطان الأكبر"، هو المال، وحب المال، والطمع، إذ "يبيعون" الأنفس، ويقتلون ويسرقون، من أجل الحصول على المال، ولا قيم أخلاقية تحول دون ذلك.


الكاستينغ ممتاز، فالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز، والتي جسدت دور "ليل"، لديها كاريزما تجعلك تنتظر المشهد الذي ستقدمه، أما الفنانة نيكول سابا، بشخصية "رقية العسكري"، فقد جسدت دورها ببراعة، وأدته باللهجة المصرية، من دون أي خطأ، بالإضافة إلى جمالها الساحر، فقدمت ذكاء "المرأة الشيطان" بإحتراف.
هذا الديو النسائي بين ياسمين عبد العزيز ونيكول سابا، أجبر المشاهد على متابعة القصة بحذافيرها، ولم يطغَ جمالهما على الشخصية، وظهرت كل منهما بأسلوبها الخاص ولهجتها، وتعاملتا مع النص بطريقة محترفة، مع إلمام بكافة التفاصيل.
أما بالنسبة لـ "يوسف"، أي زوج ياسمين عبد العزيز، الذي جسد شخصيته الفنان خالد سليم، والذي عاش وكبر في كنف والديه، لم يتغير حين أصبح رجلاً، فباتت قراراته بحكمهما.
الممثل كريم فهمي، الذي جسد شخصية "فارس أبو العزم"، فهو يتمتع بذكاء وجمال، وهو صادق ليس فقط مع زوجته، وحبيبته، بل مع كل الأشخاص المحيطين به، وبعد تجسيد هذه الشخصية، لا يمكن إلا أن نسأل: "لماذا ثلاث منهن وقعنَ في غرامه، فهو الرجل المثالي الذي تحلم به كل فتاة، وحتى بإنهزامه يبقى منضبطاً ومتحكماً بأعصابه وردة فعله، ليُبقي الشر خارج إطار الحياة التي يعيشها.
أربعة أبطال، طبعوا بوجداننا قصص الحب والطلاق والإنتقام، بالإضافة إلى الفنانة أنوشكا بلوكها الجديد بشخصية "إجلال"، المرأة المستبدة الشريرة، المحبة للمال، والتي تطبق دائماً أفكار زوجها.
ياسمين عبد العزيز ونيكول سابا وكريم فهمي وخالد سليم، جعلونا نعيش قصة حب جميلة جداً، بعيدة عن قصص اليوم، التي تتضمن الكره والقتل والمخدرات، فحملوا قضية "حب" تشبه مجتمعنا.
نيكول سابا إقتبست شخصية المرأة الغيورة مرضياً، وأكثر مشهد جسد ذلك، هو حين طردت زوجة يوسف من بيتها وسريرها، فدخلت الغرفة وحطمت أغراضها ورقصت على السرير، وبعد الرقصة إستلقت وتنفست الصعداء.
نيكول سابا هي فخر لنا نحن اللبنانيين بتمثيلها في المسلسلات المصرية، وتستحق شهادة تقدير، وإذا كنا نريد أن نمدح بالممثلين، فكلهم حبكوا بجهودهم قضية جديدة، ليحقق المسلسل نجاحاً كبيراً.
أما المخرج محمد حمدي الخبيري، فقد إستعان قبل حلقتين من نهاية المسلسل، بأغنية "يا جميلتي يا أميرتي" للفنان أمين خطاب، ودفع بها إلى الأمام، وجعلنا نشعر بكلماتها، فشكراً لمسلسل "وتقابل حبيب"، الذي أعطى هذه الأغنية حقها.
هذا المسلسل إن لم يحصل على جوائز، فجائزته الكبرى هي الجمهور الكبير، الذي رافقه من أولى حلقاته حتى النهاية، مترقباً كل الأحداث وتفاصيلها، وجعل من حماسه جائزة دائمة لكل الحلقات.