غالبًا ما يُعرف مكمل الكرياتين بفوائده في بناء الكتلة العضلية وتعزيز الأداء الرياضي، إلا أن الأبحاث الحديثة بدأت تكشف عن جانب آخر له، لا يقل أهمية: دوره المحتمل في دعم الصحة النفسية.


ففي دراسة جديدة، تبيّن أن الكرياتين قد يعزز فعالية العلاج النفسي، خاصة في حالات الاكتئاب، حيث وجد الباحثون أن دمج الكرياتين مع العلاج السلوكي المعرفي ساهم في تقليل أعراض الاكتئاب بشكل ملحوظ، مقارنةً بالاعتماد على العلاج النفسي وحده، وذلك بعد فترة متابعة استمرت ثمانية أسابيع.
الكرياتين هو مركب ينتجه الجسم بشكل طبيعي، ويتوفر بكميات عالية في الأطعمة الحيوانية الغنية بالبروتين، وقد أثبت فعاليته منذ سنوات في دعم نمو العضلات وتسريع التعافي بعد التمارين المكثفة، كما يُعتبر آمنًا عند استخدامه بالجرعات الموصى بها، بحسب ما نشره موقع New Scientist.
لكن في السنوات الأخيرة، اتجهت أنظار الباحثين إلى تأثير الكرياتين على الدماغ، إذ بدأت الدراسات تشير إلى ارتباط بين هذا المركب وتحسّن الوظائف العقلية والمزاج. ففي عام 2012، كشفت تجربة سريرية صغيرة أن الكرياتين قد يُعزز فعالية الأدوية المضادة للاكتئاب، ما يرفع من فرص الشفاء من الأعراض.
وفي السياق نفسه، أجرى فريق بحثي من المملكة المتحدة والهند تجربة شملت نحو 100 مريض بالاكتئاب الحاد. تلقى نصف المشاركين علاجًا سلوكيًا معرفيًا مرفقًا بالكرياتين، بينما تلقى النصف الآخر علاجًا نفسيًا مرفقًا بمادة وهمية، وبعد مرور ثمانية أسابيع، أظهرت المجموعة التي استخدمت الكرياتين تحسنًا أكبر في درجات شدة الاكتئاب، وفقًا لما ذكره موقع National Library of Medicine.
ورغم أن النتائج لا تزال أولية، إلا أنها تفتح بابًا واعدًا لاستخدام الكرياتين كعامل مساعد في العلاج النفسي، خاصة في المناطق التي تعاني من شح الموارد وتحديات الوصول إلى خدمات الصحة النفسية المتكاملة.