في خطوة غير مسبوقة، أعلنت الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم السينما، الجهة المنظمة لجوائز الأوسكار، عن تحديث قواعدها لتشمل الأفلام التي تم إنتاجها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن استخدام هذه الأدوات "لن يعزز أو يقلل" من فرص الفوز بالجائزة، لكن مع التشديد على أهمية العنصر البشري في عملية الإبداع.


وجاء في بيان الأكاديمية أن كل فئة ستُقيَّم على أساس الدور المحوري الذي لعبه الإنسان، مضيفة أن "كلما كان التدخل البشري أكبر، كانت فرص التقدير أعلى".
التعديل يأتي في أعقاب الجدل الذي أثاره فيلم "The Brutalist"، والذي فاز فيه الممثل أدريان برودي بجائزة أفضل ممثل بعد استخدام تقنية ذكاء اصطناعي لتحسين لهجته الهنغارية. كما استُخدمت التقنية ذاتها في فيلم "Emilia Perez" الفائز بجائزة الأوسكار، لاستنساخ وتحسين أصوات الغناء.
من جهة أخرى، شددت الأكاديمية على إلزام أعضائها بمشاهدة جميع الأفلام المرشحة في فئات الجوائز، قبل المشاركة في الجولة النهائية من التصويت، ضماناً للعدالة والمصداقيةK ورغم الانفتاح على التكنولوجيا، لا تزال المخاوف حاضرة. ففي عام 2023، شهدت هوليوود إضرابات واسعة من قِبل ممثلين وكُتّاب رفضوا التوسع المفرط في الاعتماد على الذكاء الإصطناعي، خشية خسارة وظائفهم. وقالت الممثلة سوزان ساراندون آنذاك: "إذا كان بإمكانهم استخدام صوتي ووجهي لصنع شيء لم أوافق عليه، فهذه كارثة أخلاقية".
كما عبّر كتّاب السيناريو عن خشيتهم من استبدالهم بأدوات مثل ChatGPT، التي باتت تُستخدم في مهام الكتابة والتحرير والإعداد، ما دفع النقابات إلى فرض ضمانات تنظيمية ضمن الاتفاقات الموقعة لاحقاً مع الاستوديوهات.
في المقابل، اعتبر البعض أن الذكاء الاصطناعي لم يصل بعد إلى مستوى الإبداع الإنساني، وقال جوناثان كندريك، رئيس Rokit Flix: "الذكاء الإصطناعي يمكنه رسم الخطوط العريضة، لكنه عاجز عن خلق العمق العاطفي الذي يصنع فيلماً أوسكارياً".