في 26 أبريل/نيسان 1986، شهد العالم واحدة من أكثر الكوارث النووية كارثية في التاريخ، عندما شهدت محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية في أوكرانيا انفجارًا وحريقًا كارثيين، مما أدى إلى إطلاق كميات هائلة من الجسيمات المشعة في الغلاف الجوي، و أدت هذه الكارثة إلى إجلاء أكثر من 100 ألف شخص، وخلفت منطقة محظورة حول المحطة بطول 30 كيلومترًا، لا تزال معظمها مهجورة حتى يومنا هذا.


كانت آثار كارثة تشيرنوبيل موضوعًا لدراسة وبحث مكثفين، واهتم العلماء بشكل خاص بفهم كيفية استمرار الحياة في بيئة شديدة الإشعاع كهذه.
أثناء فحص بقايا المفاعل، لاحظ الفريق فطرًا أسود غريبًا ينمو على جدرانه، وعُرف هذا الفطر لاحقًا باسم Cladosporium sphaerospermum، حيث كشفت دراسات أخرى أن هذا الفطر لم ينجو فحسب، بل بدا أيضًا وكأنه "يمتص" الإشعاع، مستخدمًا إياه كمصدر للطاقة.
فتح اكتشاف فطر Cladosporium sphaerospermum وقدراته على امتصاص الإشعاع آفاقًا بحثية جديدة، فقد وجد العلماء أن هذا الفطر يحتوي على صبغة الميلانين، وهي موجودة أيضًا في جلد الإنسان.
ومن المعروف أن الميلانين يحمي من الأشعة فوق البنفسجية، ولكن في حالة هذا الفطر، يبدو أنه يلعب دورًا في تحويل أشعة غاما إلى طاقة كيميائية، وهي عملية تشبه إلى حد ما عملية التمثيل الضوئي في النباتات.
تشير قدرة فطر Cladosporium sphaerospermum على تحويل الإشعاع إلى طاقة إلى تطبيقات محتملة في مجال المعالجة الحيوية، حيث يمكن استخدام هذه الكائنات الحية لتنظيف النفايات المشعة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون لهذا الفطر تطبيقات في استكشاف الفضاء، حيث تُشكل بيئة الإشعاع القاسية في الفضاء تحديات كبيرة للبعثات البشرية طويلة الأمد، ويمكن استخدام كائنات حية مثل Cladosporium sphaerospermum لحماية رواد الفضاء أو حتى توليد الطاقة في الموائل الفضائية.