تصدّر "فيسبوك" قائمة المنصات الرقمية الأكثر استخداماً في عمليات الاحتيال المالي في المملكة المتحدة، وفقاً لتقارير حديثة كشفت عن تسجيل خسائر إجمالية تجاوزت 214 مليون جنيه إسترليني خلال خمس سنوات، متجاوزًا بذلك "إنستغرام" و"تيك توك".


وأظهرت بيانات صادرة عن "Action Fraud" أن عام 2024 وحده شهد 1411 بلاغًا عن احتيال عبر "فيسبوك"، بخسائر وصلت إلى 28 مليون جنيه. وجاء "إنستغرام" في المرتبة الثانية بـ828 بلاغًا و11 مليونًا من الخسائر، في حين كان "تيك توك" الأسرع نمواً بنسبة بلاغات بلغت 63%، رغم تراجع متوسط الخسائر الفردية.
أما "لينكد إن"، فرغم تسجيله أقل عدد من البلاغات، إلا أن خسائر المستخدمين فيه كانت الأعلى من حيث القيمة لكل حالة، حيث تخطت 40 ألف جنيه إسترليني، نظراً للطابع المهني للمنصة الذي يجعل الاحتيال أكثر إقناعاً.
الاحتيالات لم تقتصر على فئات عمرية معينة، إذ تم تسجيل 24 بلاغاً لأطفال دون العاشرة، و593 بلاغاً لشباب دون العشرين. كما تضاعفت البلاغات ثلاث مرات بين 2019 و2022، في حين تضاعفت قيمة الخسائر ست مرات، من 13 مليوناً إلى 75 مليوناً. ومن أبرز الأمثلة المؤلمة على هذه الاحتيالات، قصة الجندي البريطاني السابق وين ويستهاد، الذي خسر كل مدخراته في عملية احتيال استثماري عبر "فيسبوك" باستخدام صورة المغني رود ستيوارت، حيث استثمر 200,000 جنيه في مشروع بيتكوين مزعوم، بينما كانت زوجته تعاني من مرض السرطان.
ريتشارد بيري، مؤسس "Good Money Guide"، دعا إلى تحميل المنصات مسؤولية قانونية، مطالبًا بفرض غرامات على تلك التي تتأخر في إزالة الإعلانات الاحتيالية، مشيرًا إلى أن فيسبوك استغرق ثلاث سنوات لحذف إعلان تم الإبلاغ عنه سابقًا.
وفيما أكدت شركة "ميتا" تعاونها مع الجهات الرسمية، انتقد مراقبون بطء استجابتها، رغم إعلانها توسيع اختبارات التعرف على الوجه في أوروبا لمكافحة الإعلانات الاحتيالية التي تستغل صور المشاهير. كما دعت المستخدمين لتفعيل التحقق الثنائي وتجنّب مشاركة معلوماتهم الشخصية.
من جهته، أعلن "تيك توك" التزامه بميثاق الاحتيال عبر الإنترنت، مؤكداً إزالة أكثر من 95% من الفيديوهات الاحتيالية بشكل استباقي خلال الربع الأخير من 2024.

الجدير ذكره أن بلاغات اختراق حسابات البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي ارتفعت إلى 34,434 حالة في 2024، مقابل 22,530 في العام السابق، وغالبًا ما كانت تُستخدم في تنفيذ عمليات احتيال مالي.