في خطوة مثيرة للجدل ومليئة بالإثارة العلمية، تمكن باحثون من شركة "Colossal Biosciences"، من استعادة بعض الصفات الجينية لفصيلة الذئاب العملاقة المنقرضة المعروفة باسم "Dire Wolf"، والتي اشتهرت في مسلسل "Game of Thrones"، وذلك عبر تقنيات متقدمة في الهندسة الوراثية.


أعلنت الشركة هذا الأسبوع عن ولادة ثلاثة جراء معدّلة وراثيًا، تم تطويرها انطلاقًا من جينات الذئب الرمادي الح،ي بعد دمجها بمعلومات وراثية مستخلصة من أحافير، يتراوح عمرها بين 13 و72 ألف عام، شملت سنًا وجمجمة محفوظتين جيدًا. وأُطلق على الجراء أسماء رومولوس، ريموس وخاليسي، وقد وُلدت تباعًا بين أكتوبر 2024 وكانون الثاني 2025.
تضمنت العملية تعديل 20 موقعًا جينيًا في خلايا دم الذئب الرمادي، لمنحه السمات الجسدية للذئب المنقرض، منها الفراء الكثيف الشاحب والفك القوي. ثم تم زرع الحمض النووي المعدّل في بويضات مستخلصة من كلاب منزلية، وزُرعت الأجنة لاحقًا في أمهات بديلة.
ورغم وفاة أحد الجراء بعد عشرة أيام، أكد العلماء أن سبب الوفاة لم يكن مرتبطًا بأي خلل جيني. أما الجراء الثلاثة المتبقية، فتتمتع بصحة جيدة، وتُحفظ في منشأة آمنة لم يُكشف موقعها، بهدف حمايتها ومراقبة تطورها بعيدًا عن البيئة البرية.
المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة، بن لام، وصف هذا الإنجاز بأنه "أول دليل عملي على قدرة تقنيتنا على إعادة الأنواع المنقرضة"، مؤكداً أن ما تم إنجازه اليوم ليس نهاية الرحلة، بل بدايتها.
ويأتي هذا المشروع ضمن سلسلة من الجهود التي تبذلها "كولوسال بيوساينسز" منذ عام 2021، لإعادة إحياء كائنات منقرضة مثل الماموث الصوفي وطائر الدودو ونمر تسمانيا، وتطمح الشركة إلى تحقيق إنجازات فعلية في هذه المسارات بحلول عام 2028.
مع ذلك، أثار المشروع جدلاً واسعًا، إذ أشار علماء، منهم فينسنت لينش من جامعة بافالو، إلى أن هذه الذئاب ليست عودة حقيقية للنوع المنقرض، بل مجرد كائنات تحمل صفات شكلية مشابهة. كما طُرحت تساؤلات أخلاقية، حول مدى مشروعية التدخل في الطبيعة لإعادة كائنات انقرضت منذ آلاف السنين.
وبينما يحتدم الجدل العلمي والأخلاقي، يبقى المؤكد أن عصر "إحياء المنقرضين"، بات أقرب من أي وقت مضى، وأن ما كان يُعتبر خيالًا علميًا بالأمس، أصبح اليوم واقعًا قابلًا للتطوير، وربما التكرار.