هي فكرة "العجز" الحاضرة بكل حذافيرها، ظهر الأستاذ "يوسف" الذي يؤدي دوره الممثل السوري بسام كوسا وهو يجلس على كرسي متحرك صحيح (حيث أنه يقدم دور رجل مقعد)، ولكن الشعور الذي تمكن من إيصاله، جاء بفضل القدرات التمثيلية الهائلة التي يمتلكها، لا الأدوات الإضافية التي إستخدمها فقط.


في الحلقة الـ 22 من مسلسل "البطل"، تكتشف "رانيا" التي تؤدي دورها الممثلة السورية هيما إسماعيل، أن زوجها الأستاذ "يوسف" الشهير بنزاهته وعدم لجوئه لأي أساليب ملتوية لتحقيق أهدافه، قد إستعان بأحد قطّاع الطرق "فرج" الذي يقدم دوره الممثل السوري محمود نصر، حتى يدخل الذعر إلى قلب مديرها عماد الذي يقدم دوره الممثل السوري جلال شموط، بعد أن حاول عدة مرات أن يتحرش بزوجته "رانيا"، ويجبرها على التوقيع على معاملات غير قانونية.
في المشهد تدخل" رانيا" المنزل والغضب مشتعل بداخلها، تقول كل ما بداخلها دون أن تراعي مشاعر زوجها بعد أن كانت تحافظ على هذا الأمر منذ الحادثة التي أردته مقعداً، تعاتبه على تصرفه غير المسؤول والذي كان قد يودي بحياة عدة أشخاص، ليسألها عن سبب عدم إخباره عن ما كانت تعاني منه في الفترة الماضية، لتؤكد أنها كانت تعض على جرحها حتى لا تجرحه.
"يوسف" إنهار هنا، وإعترف بعجزه، وأكد أنه حتى لو لم يسمع منها إعتراف بأنه عاجز، هو يعي عجزه جيداً ويعي أن كل ما كان سيتصرف به لحمايتها كان لن يجدي نفعاً، ضابطاً دموعه بصعوبة واضحة.
بسام كوسا وهيما إسماعيل في هذا المشهد بكيا دون دموع، ظهر حزنه وقلة حيلته واضح بكل نظرة نظرها إليها بكل رجفة يد ورجفة جفن، وظهرت علامات الخجل واضحة عليها بالرغم من أنها لم تقترف أي خطأ بكل مرة حاولت فيها أن لا تصوب نظرها إلى عينيه، حتى لا تهزم أمام عجز زوجها الذي كان مثال القوة بالنسبة لها، تمكنا من إيصال أكثر من مليون شعور إلى المشاهد بمدة لا تتجاوز الـ 5 دقائق من العمل، وبحوار ثقيل جداً، لتكون المواجهة بينهما مبكية وتدرّس بكل معنى الكلمة.

يذكر أن العمل من بطولة الممثلين بسام كوسا، محمود نصر، نور علي، خالد شباط، هيما إسماعيل، نانسي خوري وغيرهم، كتابة رامي كوسا وإخراج الليث حجو.