إحتلت الدراما المشتركة الشاشات خلال مواسم السنوات السابقة، خصوصاً اللبنانية - السورية منها، إلا أن الإستعدادات خلال هذه السنة، بدت مختلفة إلى حد ما، فالدراما اللبنانية - السورية اليوم، حملت هويتين منفصلتين، مترافقة مع بعض الأعمال المشتركة، التي تحمل بين طياتها "تزاوجاً للجنسيات" بالتراث والحضارة والثقافة.

خلال العام الماضي، شاهدنا العديد من الأعمال المشتركة، منها مسلسل "ع أمل"، من بطولة ماغي بو غصن، مهيار خضور، إلسا زغيب، بديع أبو شقرا، عمار شلق، وغيرهم، بالإضافة إلى مسلسل "نقطة إنتهى"، الذي جمع عابد فهد وعادل كرم، وصولاً إلى مسلسل "النسيان"، الذي لعبت بطولته سيرين عبد النور إلى جانب قيس الشيخ نجيب، وهذه المسلسلات لاقت نجاحاً كبيراً على كافة المستويات.

معادلات جديدة وأعمال شيقة بمعالم وعوالم مختلفة، من المنتظر أن تنطلق خلال هذا العام، منها مسلسل "بالدم" من بطولة نخبة من أهم الممثلين اللبنانيين، منهم ماغي بو غصن، إلسي فرنيني، بديع أبو شقرا، جيسي عبدو، سعيد سرحان، ماريلين نعمان، وسام فارس، كارول عبود، رولا بقسماتي، سينتيا كرم وجوليا قصار، ويعد من أهم الأعمال اللبنانية البحتة، التي ستخوض هذا الموسم الرمضاني، وكذلك مسلسل "تحت سابع أرض"، والذي يضم ممثلي الدراما السورية، على رأسهم منى واصف وتيم حسن، وغيره من الأعمال السورية.

هذا السباق الرمضاني "الشيق" يحمل هدفاً أسمى من المنافسة، ورؤية بعيدة لأجيال المستقبل، التي حصلت على مساحة أكبر ضمن أحداث العمل، والفكرة الأساسية تكمن في إتاحة الفرصة لكل المواهب للمشاركة، بالإضافة إلى ذلك، تحمل عرضاً بسيطاً للبيئات المختلفة، التي إنطلقت منها هذه المواهب، فالممثل يقدم العمل بروحه وفكره وخلفيته، وليس فقط من خلال النص الموجود بين يديه، والذي يقلبه بنمطه الخاص ليتناسب مع شخصه.

الإنفصال لا يعني عدم القدرة على المنافسة، بل هذا الأمر، يجعل التشويق الدرامي متميزاً، والتنوع بين خطين مختلفين، يجعل المشاهد في حالة ترقب، ويلغي الملل والتكرار، وينتقل بالمشهد من حالة إلى أخرى، ومن وطن إلى آخر، فيجعل الذوق مختلفاً ويطال المجتمعات بأسرها، ولا يعني أبداً تحييد الدراما المشتركة، التي لاقت نجاحاً باهراً في معظم الأعمال التي تم طرحها.