مارينال سركيس ممثلة لبنانية مخضرمة قدمت العديد من الأدوار في مسيرتها الفنية الطويلة، وقد نجحت في أن تفرض نفسها على الساحة الدرامية معتمدة على أدائها العفوي والطبيعي. ومع أن بدايتها كانت في المسرح، شاركت في العديد من المسلسلات التلفزيونية بشخصيات لافتة، كما شاركت في عدد قليل من الأفلام السينمائية، ونالت جائزة تقديرية وحيدة.

الدراسة الجامعية

دخلت معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية وتخرّجت في العام ذاته مع كلّ من جوليا بطرس وكارول عبود وكلوديا مرشليان التي جمعتها بها صداقة طويلة امتدت حتى اليوم. وبعد تخرجها كانت بداياتها على خشبة المسرح. لكن الحياة جعلتها تتجه نحو عالم التلفزيون والسينما. عفويتها ساعدتها على التمييز بين تقديم شخصية على خشبة المسرح وأخرى أمام الكاميرا.

ثم عادت مارينال ودخلت الجامعة بعد عمر الخمسين لتدرس علم النفس. وكان زملاؤها الطلاب من جيل أولادها. حازت على الماجستير، وأصبحت معالجة بالدراما، وهي تنظم ورش عمل بسيكو- دراما.

العائلة

يعمل زوج مارينال منذ سنوات في قطر. ولديها ابن يدعى شارل، اختار المحاماة وهو اليوم في لندن، وابنة تدعى شيرين.

من الجيل الوسطي

تنتمي مارينال إلى الجيل الوسطيّ للممثلين اللبنانيين. فهي جاءت بعد جيل الزمن الجميل الذي بذل جهوداً قوية للبروز في الدراما التلفزيونية، وسبقت الجيل الشاب الذي يمتلك أدوات خاصة مع التطورات التكنولوجية التي يشهدها هذا الميدان.

التمثيل عالمها

تتحدّى مارينال نفسها بالتمثيل، فبرأيها الممثل الذكي يمكنه تحويل أيّ دور مهما كان صغيراً الى دور مهم وفعّال. من هنا تجسد أدواراً متنوعة بإتقان وشغف وسط قناعتها بأن على الممثل أن يجسّد الأدوار كافة ولا يخاف من تعديل مظهره كي يتمكّن من إيصال الشخصية كما يجب، وعليه أن يتقمّص الدور كي يضفي طابعاً من الصدقية على أدائه. وهي تفضّل البقاء بلا عمل على القبول بأدوار لا تقتنع بها لأن التمثيل بالنسبة إليها شغف وحياة. تحلم به وتعيشه وتستمتع به. إنها المتعة الوحيدة التي تحبها.

في المسرح

تعشق مارينال المسرح إلى درجة أنها شاهدت مسرحية "صانع الأحلام" لريمون جبارة 13 مرة حين كانت لا تزال في الجامعة تدرس المسرح.

المخرج المفضل

إذا كانت الكاتبة كلوديا مرشيليان هي صديقة مارينال المفضلة منذ أيام الجامعة حين كانت تدرس المسرح، فإن معظم المسلسلات التي شاركت فيها هي من إخراج فيليب أسمر الذي ترتاح لإدارته للممثلين خصوصاً أنه حسب رأيها يستفزّ الممثل كي يُبرهن له أنه الأفضل، إضافة إلى أنه يجعل الممثل يخاف من دوره ويدفعه للتحضير له بشكل متكامل.

المسلسلات

منذ عام 1997 بدأت مارينال مشوارها مع المسلسلات التلفزيونية فكانت البداية مع مسلسل طالبين القرب، وفي العام نفسه عُرفت بدور "زهيّة" في مسلسل "نساء في العاصفة" حيث جسدت شخصية امرأة مثلية، ولاقى صدى كبيراً مذاك الوقت وحتى اليوم. ثم تلاه مسلسل صور ضائعة عام 2003، حماتي وعقلاتي 2007، فارس الأحلام 2008، روبي 2012 حيث تقمّصت شخصية الأم التي تعاني مرض "ألزهايمر"، وبقي دورها في هذا المسلسل من أشهر الأدوار التي أدّتها في مشوارها التمثيلي. عام 2013 مثلت في مسلسلي لعبة الموت وجذور. فرصة ثانية 2014، ياريت 2016، فخامة الشك 2017. وفي عام 2018 شاركت مارينال بثلاث مسلسلات: حدوتة حب، أم البنات، وثورة الفلاحين في دور "شمعة". وفي 2019 لعبت دوراً في مسلسل بردانة أنا حيث جسّدت شخصية كوميدية قريبة من القلب.. وفي عام 2020 لعبت شخصية "حنّـــــــــة" في مسلسل "ع إسمك" للكاتبة كلوديا مرشيليان والمخرج فيليب أسمر، وتعتبر مارينال قصّة "ع إسمك" رائعة وحقيقية وتمسّ المشاهد في أعماقه. كذلك شاركت في العام نفسه في مسلسل بردانة أنا في جزئه الثاني. وفي عام 2021 جسّدت دوراً في مسلسل "راحوا" من كتابة كلوديا مرشيليان وإخراج وإنتاج نديم مهنا.. وعام 2022 حلت ضيفة شرف في مسلسل صالون زهرة في جزئه الثاني، وشاركت في العام نفسه في مسلسل بكير. وعام 2024 لعبت دور أم نور في مسلسل القدر، وهي أول تجربة لها في مسلسل تركي معرب. الدور كان جديداً بالنسبة لها، وهو دور امرأة تفعل كل شيء من أجل بناتها، حتى إنها مستعدة لارتكاب جريمة للدفاع عنهن.

الأفلام

كان نصيب مارينال سركيس من الأفلام السينمائية قليلاً إذ لم تشارك إلا بثلاث أفلام وهي: السيدة الثانية 2015، زفافيان 2017، وساعة ونص 2018.

الجوائز

رغم أن مارينال لم تسع يوماً لحصد جائزة ولا تتطلّع إلى الشهرة ولا إلى التكريمات، نالت في 14 شباط/ فبراير 2025 لأول مرة في مشوارها الفني جائزة تكريمية هي "الإبداع والتميّز"، وهو حدثٌ نُظّم في إسطنبول وكرَّم عدداً من الممثلين اللبنانيين الموجودين هناك، بفعل ارتباطهم بمسلسلات يُصوّرونها، ومن بينهم وسام حنا وباميلا الكيك ومجدي مشموشي وسلطان ديب.

على خط آخر لمارينال عتب على أصحاب جوائز الـMurex D’or وBIAF لعدم تقديرهم لشخصيات أدتها وتتميز بالصعوبة البالغة. وأعربت عن أسفها بالقول "لربّما يجب أن اشتري جائزتي... من المعيب عدم تقدير الفنان وخصوصاً الممثل القدير في هذا البلد".