في متابعة صحفية لموقع الفن، ومواكبة للصحف الأجنبية العالمية، نسلط الضوء في هذا المقال، على أسباب حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأميركية، والتي تعد من أسوأ الكوارث البيئية في تاريخ المنطقة.


حرائق الغابات في كاليفورنيا : الأسباب والإحتمالات

تواجه ولاية كاليفورنيا، وخصوصاً منطقة لوس أنجلوس، واحدة من أسوأ حرائق الغابات في تاريخها، والتي أودت، حتى الآن، بحياة ما لا يقل عن 24 شخصاً، ودمرت آلاف المنازل، وخسر العديد من مشاهير هوليوود، من بينهم باريس هيلتون، بيلي كريستال، آدم برودي وميلو فينتيميليا، منازلهم وقصورهم الفخمة هناك، بسبب هذه الكارثة. ويواصل المحققون جهودهم، لتحديد أسباب إندلاع هذه الحرائق، مع التركيز على إمكانية إفتعالها، أو أنها ناتجة عن عوامل طبيعية.

الظروف المناخية المواتية

تعتبر الرياح القوية، المعروفة بإسم "سانتا آنا"، من العوامل الرئيسية التي ساهمت في إنتشار الحرائق، فهذه الرياح، التي تصل سرعتها إلى 80 كيلومتراً في الساعة، تخلق ظروفاً مثالية لإندلاع الحرائق، إذ تجفف النباتات، وتزيد من قابلية الأرض للإشتعال، وفقاً لخبراء الأرصاد الجوية، فإن هذه الرياح، إلى جانب إنخفاض الرطوبة، قد أدت إلى "سلوك حريق متطرف" في المنطقة.

الأسباب المحتملة

بينما يُعتبر البرق السبب الأكثر شيوعاً لحرائق الغابات في الولايات المتحدة الأميركية، فقد تم إستبعاده كسبب رئيسي للحرائق الأخيرة في لوس أنجلوس، إذ لم تُسجل أي صواعق في المنطقة خلال فترة إندلاع الحرائق. ويركز المحققون على الأسباب البشرية، إذ يُعتقد أن معظم حرائق الغابات، ناتجة عن تصرفات بشرية، مثل الحرق غير المتعمد، أو الشرارات الناتجة عن المركبات.

الحرق المتعمد : وهو إحتمال موجود

على الرغم من أن الخبراء، يستبعدون أن تكون الحرائق الحالية هي نتيجة لحرق متعمد، إلا أنهم لا ينفون إمكانية حدوث ذلك في حرائق أصغر قد تندلع بعد الحريق الرئيسي، ويقول تيري تايلور، المحقق المتقاعد في حرائق الغابات: "إن الحريق الكبير قد يدفع بعض الأشخاص إلى إشعال النيران بشكل متعمد"، ورغم ذلك، فإن معظم الحرائق التي تحدث في المناطق المشجرة على أطراف لوس أنجلوس، تكون ناتجة عن حوادث غير مقصودة، مثل حرائق المخيمات، أو الشرارات الناتجة عن المعدات.

دور خطوط الكهرباء

تعتبر خطوط الكهرباء أيضاً من الأسباب المحتملة لإندلاع الحرائق، في حالة حريق إيتون، الذي إندلع في منطقة تحتوي على خطوط الجهد العالي، ويُعتقد أن الرياح العاتية، قد تسببت في إصطدام الخطوط ببعضها البعض، ما أدى إلى توليد شرارات قد تشعل النيران. رغم ذلك، لم تُظهر التحقيقات الأولية، أي دليل على أن خطوط الكهرباء، كانت السبب المباشر في إندلاع الحرائق.

التحقيقات

يعتبر تحديد سبب الحرائق، مهمة معقدة تتطلب جهوداً كبيرة، يبدأ المحققون بتحديد موقع بداية الحريق، ثم يقومون بتحليل أنماط الحرق والحطام المتفحم للبحث عن أدلة. هذه العملية قد تستغرق وقتاً طويلاً، إذ يتطلب الأمر أحياناً شهوراً أو حتى سنوات، لتحديد ما إذا كان الحريق ناتجاً عن إهمال أو فعل متعمد.



إنتقاد دونالد ترامب لمسؤولي لوس أنجلوس

وجه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، إنتقادات حادة للسلطات في لوس أنجلوس، متهماً السياسيين هناك بـ"عدم الكفاءة" في التعامل مع حرائق الغابات المستمرة، والتي أدت إلى دمار واسع النطاق. وعبر ترامب عن إستيائه عبر منصته للتواصل الإجتماعي "تروث سوشيال"، قائلاً: "الحرائق لا تزال مشتعلة، والسياسيون غير الأكفاء لا يملكون أدنى فكرة عن كيفية السيطرة عليها". وأضاف: "آلاف المنازل دُمرت، والمزيد منها مهددة. الموت ينتشر في كل مكان، إنها واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ بلدنا. لماذا هذا العجز؟". وقد جاءت تصريحات ترامب، بعد تحذيرات فدرالية من تفاقم الوضع نتيجة الرياح القوية، ونقص المياه في خزانات الإطفاء.

التأثيرات الإقتصادية والإجتماعية

تُعتبر حرائق الغابات في كاليفورنيا، من بين الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، إذ يُتوقع أن تصل قيمة الأضرار إلى 150 مليار دولار. وقد دمرت الحرائق أكثر من 12 ألف مبنى، بما في ذلك منازل وشركات، ما أثر بشكل كبير على الإقتصاد المحلي (المصدر: BBC News).
وبينما تواصل فرق الإطفاء جهودها للسيطرة على الحرائق، يبقى السؤال حول أسباب إندلاع هذه الحرائق مفتوحاً، وفي الوقت الذي يُستبعد فيه الحرق المتعمد كسبب رئيسي، يبقى للعوامل البشرية والطبيعية دور كبير في هذه الكارثة.

المصادر:
- NBC News
- USA Today
- BBC News