مبدع في ألحانه، راقٍ في حضوره، ومحترم في تعامله مع الناس والوسط الفني والصحافيين والإعلاميين.
حوالى الـ30 عاماً من العطاء المتميز، مسيرة فنية حافلة بالنجاحات الكبيرة، قدم خلالها أروع الألحان لأشهر الفنانين والفنانات في لبنان والعالم العربي، نذكر منهم زين العمر، إليسا، نانسي عجرم، هيفا وهبي، وائل جسار وآمال ماهر، ميريام فارس، جوزيف عطية، سعد رمضان، ميريام عطا الله..، كما دعم العديد من الفنانين المبتدئين الموهوبين، وقدم لهم أجمل الألحان.
إنه الملحن اللبناني يحيى الحسن، الذي أطلق مؤخراً أغنية وطنية بعنوان "شو بتمنى"، وهي بمثابة أمل كبير بغد أفضل للبنان، واللبنانيين الصامدين في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها البلد.
موقع الفن كان له حوار مع يحيى الحسن، تحدثنا خلاله عن أغنيته الوطنية الجديدة، وعن تعامله مع السيدة ماجدة الرومي، وعن إبنيه الموزع الموسيقي حسن يحيى المعوش والمؤلف الموسيقي محمد المعوش. كما تحدثنا مع يحيى الحسن، عن مسؤولياته في مجلس المؤلفين والملحنين في لبنان، وعن عمله مدرّساً في مدارس جمعية المقاصد، وكشف لنا عن الأغنيات الجديدة المرتقب إطلاقها، والتي تحمل توقيعه.
أحاورك الآن وأنت تجلس بين أحضان الطبيعة، ما الذي تفعله هناك؟
عادة ما أذهب إلى مكان فوق الوادي وبين أحضان الطبيعة، في بلدتي برجا، وأجلس هناك ألحن وأجري إتصالاتي، وأقوم بعدة أمور، لأنك تعرف زحمة المنزل.
أبارك لك إطلاقك أغنيتك الجديدة "شو بتمنى"، لمن تتوجه من خلالها؟
توجهي في الأغنيات الوطنية يكون دائماً إلى الوطن، لأن الوطن فوق الكل، وكذلك العلم اللبناني الذي يمثلنا جميعاً ونحن كلنا تحته، لا أتوجه إلى أحزاب أو فئات معينة. أغنية شو بتمنى" هي من كلمات صديقي وصديق طفولتي، مدير ثانوية برجا الشاعر جمال عزام، الذي إنطلقت معه، منذ سنوات طويلة، بأغنيتين للفنان زين العمر هما "خليكي معي" و"بحبك"، وعدنا حالياً معاً بأغنية "شو بتمنى"، توزيع موسيقي وتسجيل ستوديو حسن يحيى المعوش، والجملة الموسيقية لدخول الأغنية على آلة الكلارينيت، هي من تلحين إبني محمد.
إبنك حسن يحيى المعوش أصبح مشهوراً بتوزيعه الموسيقي للعديد من الأغنيات، عرفنا أكثر على إبنك محمد.
محمد مؤلف موسيقي، ولديه العديد من المقطوعات الموسيقية الجميلة، التي وزعها له موسيقياً إبني حسن، وستكون ضمن ألبوم. محمد يحب الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية، وكذلك حسن. حسن ومحمد تشربا الموسيقى الشرقية من أجواء البيت، وطوّرا موهبتهما بالعلم، حسن يدرس ماستر موسيقى في الجامعة اللبنانية، ومحمد يدرس غيتار كلاسيك السنة السادسة في الكونسرفتوار.
ما الفرق من ناحية التلحين بين الأغنية الرومانسية والأغنية الوطنية؟
ليست هناك قاعدة أو مقاييس معينة لهذا الأمر، ما يخلق الفارق هو التوزيع الموسيقي، فمثلاً عندما نصنع أغنية وطنية ثورية، هناك آلات موسيقية تليق بذلك، منها الترومبيت وآلات النفخ، والآلات الإيقاعية التي تعبر عن هذا الجو.
تعودنا على إطلاقك أغنيات بصوتك في السنوات الأخيرة، ولكن إسمك معروف في التلحين منذ 30 عاماً، لماذا لم تنطلق منذ البداية كملحن ومغني في نفس الوقت؟
عندما بدأت بالتلحين، كنت مغنياً منفرداً في فرقة موشحات وأناشيد للأستاذ سليم فليفل، إبن الملحن محمد فليفل، وشاركنا في مهرجانات كثيرة، وغنينا في لبنان وخارجه، ولكني لم أحب نفسي كمغنٍ، وأكشف لك سراً أني نادم على ذلك، فأنا لم أجد نفسي في أني أقف على مسرح وأغني، أو أن أحداً يطلب مني أغنية لأغنيها على المسرح، وعوضت الأمر من خلال غنائي أغنيات من ألحاني، منها لشهر رمضان ونشيد بلدتي برجا.
كم أنت سعيد بنجاحك مع السيدة ماجدة الرومي بأغنية "عندما ترجع بيروت" وأغنية "بعدني بقلبك"، وهل من عمل جديد سيجمعكما؟
تعاملي مع السيدة الكبيرة ماجدة الرومي شكل لي خطوة كبيرة نحو الأمام في مسيرتي، والحمد لله أن الأغنيتين رائجتان في مختلف المحطات والمواقع الفنية. السيدة ماجدة الرومي تتمتع بشهرة واسعة، وبمحبة كبيرة من الناس لها، إن كان في لبنان والدول العربية، أو حتى في العديد من دول العالم. هناك أغنيتان جاهزتان للسيدة ماجدة الرومي، واحدة منهما تم تصويرها كليب، وكان من المفترض أن يتم إطلاقها في شهر أيلول الماضي، لكن تم تأجيل إطلاقها بسبب الأحداث الأمنية، وهذه الأغنية هي من كلمات السيدة ماجدة الرومي، توزيع موسيقي داني حلو.
كيف توجه الجيل الجديد من طلاب الموسيقى، كونك مدرّساً لمادة الموسيقى في مدرسة أبو بكر الصديق التابعة لجمعية المقاصد، منذ أكثر من 25 عاماً، خصوصاً في ظل الأوضاع الصعبة في لبنان؟
نحن نحب أن ننمي مهارات الطلاب، ونكتشف ميولهم الفنية، وننمي لهم شخصياتهم من خلال أنغام جميلة يعتادون عليها، أو من خلال مواضيع تتكلم عن الوطن أو الأرض أو الأرزة، أو عن الحب بشكل عام، والمواضيع الراقية، رسالة الموسيقى في المدارس مهمة جداً، لأنها تجعل الطلاب يرتقون إلى الأشياء الجميلة، هذا طبعاً عدا عن الموسيقى من ناحية التعليم الأكاديمي، لجهة النوتات الموسيقية وكتابتها، وأصول الغناء.
يحيى الحسن نائب رئيس مجلس المؤلفين والملحنين في لبنان للشؤون الإعلامية والفنية، وأنت كذلك مستشار للمجلس، أخبرنا أكثر عن مهامك في هذا المجلس.
حين يكون لدينا أي نشاط أو تعميم، أنا مكلف بأن أعممه على الصحافة وما إلى ذلك، أما بالنسبة للشؤون الفنية، فمثلاً أن يسألني فنان إن كان يحق له أن يغني أغنية معينة، أو إن كان يحق له أن يسجلها. هناك الكثير من القوانين ضمن حقوق الملكية الفكرية، ولكن يتم التعامل معها بشكل عشوائي، لا يمكن ضبط الأمور مئة في المئة، ولكننا نضبطها قدر الإمكان.
في الختام، ماذا تحضر من أعمال جديدة؟
حضرت ألحاناً للفنانات ميريام فارس، هيفا وهبي، نانسي عجرم ومايا دياب، وغيرهن من الفنانات، وكذلك هناك ألحان لفنانين آخرين. شكراً لموقع الفن العزيز جداً على قلبي، وشكراً لرئيسة التحرير الصديقة هلا المر، وشكراً لك صديقي جوزيف.