يعاني الأطفال في لبنان في المناطق التي تتعرض للقصف، من عوارض عديدة، منها الخوف والقلق، ويفقدون الرغبة في اللعب، ويميلون إلى الإنزواء. هكذا وصفت المعالجة والمحلّلة النفسية إيفي كرم لـ موقع الفن، حال الأطفال في لبنان خلال الحـرب، وشرحت أيضاً أسباب الإنكار عند بعض الأطفال.

ما هو تأثير الحرب على الأطفال؟

الحرب بالنسبة للطفل هي صدمة، لها تأثيرات جانبية، تؤدي الى أن يعيش حالة من القلق والخوف، ويشعر بخفقان قلب سريع وبالإختناق، وتراوده أفكار سود، وقد يصاب بـ إنهيار طفولي Depression enfantile، ويفقد الرغبة بالحياة واللعب، ويفضل الإنزواء بسبب فقدانه الثقة بنفسه، ويفقد الرغبة بتناول الطعام، وكلها عوارض الإنهيار العصبي.

ماذا عن الأطفال الذين لا يبدو عليهم التأثر؟

في حال لم تظهر على الطفل علامات التأثر، من الضروري أن يتأكد الوالدان بشكل جيد من الأمر، وإذا لم يلاحظا أي شيء، فهذا يعني أن الطفل يعيش حالة من الإنكار Deni، وكل العوارض التي ذكرتها سابقاً يكون تأثيرها أصعب. وكل ما يعاني منه الطفل يسبب له الألم في اللاوعي. ولاحقاً ستصدر عنه ردات فعل وعوارض مرضية، من دون أن يعرف السبب، ربما بعد فترة طويلة قد تصل إلى 15 عاماً، وحينها يبدأ الأهل والمجتمع بإتهامه بقلة التهذيب وسوء التصرف، ولا يدركون أنه لم يتفاعل مع ظروف قاسية عانى منها، ويصبح علاجه أصعب.

لماذا يشعر الأطفال بالخوف بالرغم من وجودهم في أماكن آمنة؟

حتى لو إنتقل الأطفال إلى أماكن آمنة، فإن شعورهم بالخوف هو أمر موجود في الدماغ، وفي التفكير وفي هيكلية الـPsychique. لا يمكن أن نقول للطفل لا تخف، لأن العبارة لا تحل المشكلة. كل لبنان يتعرض للخطر، ولا يتنبه الأهل إلى ضرورة أن يوصلوا فكرة الحرب إلى الأطفال بطريقة سلسة، تسبب للأطفال أقل نسبة من الأذى. وحين تتكرر الأحداث، لا يمكن الكذب على الطفل، والقول إن المكان آمن. يشعر الطفل بالخوف لأنه يعيش حالة من عدم الإستقرار.

ما هو تفسير المبالغة في تناول الطعام عند الأطفال؟

فكرة الطعام للطفل هي عنصر يغذي نبض الحياة Pulsion De Vie، الذي يمنعه من الموت، وحين يتعرض لأي صدمة، سيطلب هذا الطعام أو يمتنع عنه، أي أنه يتلاعب بنبض الحياة الخاص به. أما بالنسبة إلى المبالغة في تناول الطعام، فهي لأن الطفل تعرض إلى صدمة وعدم إستقرار وخوف وقلق شديد. الطفل يتمسك بأي شيء لإستبدال الخوف الذي يعاني منه. الطعام هو عنصر أساسي للإستمرار على قيد الحياة، والفكرة الموجودة في اللاوعي، تدفعه إلى تناول الطعام كي لا يموت من الجوع.