صفات كثيرة حملها معه منذ إنطلاقته في مجال التمثيل، حافظ عليها، وعمل على جعلها قواعد في هذا المجال.

لم يتردد يوماً في أن يظهر شخصيته العتيدة، فهو المحترف والقوي، والذي يدرك جيداً التفاصيل التي تبرز الحقيقة بكل دقة.
بعد خبرة دامت لسنوات طويلة تفوق الـ 40 عاماً، لا يزال الممثل السوري أيمن زيدان، يتألق وبكل تواضع، ويهز عالم التمثيل بحنكة لامتناهية، ليجعل المشاهد يتعلق بالشخصية التي يجسدها.
بالإنتقال إلى فيلم "رحلة يوسف" ومسلسل "العميل"، اللذين جسد فيهما أيمن زيدان دور البطولة مؤخراً، نرى الفارق الكبير بين الشخصيتين اللتين قدمهما، ففي "رحلة يوسف"، ظهر زيدان ذلك الرجل الحنون الخائف على عائلته، والتي هربت من الحرب، والرجل الذي يرفض التخلي عن حفيده لشدة تعلقه به. اللافت في الفيلم، أن أيمن زيدان تقمص دور الإنسان الذي لم يتمكن من جمع شتات نفسه، فجسد حالة اللجوء والهروب، ولم يتنازل عن ملامح الطيبة التي رافقته طوال الفيلم.


أما بالنسبة لـ مسلسل "العميل"، فيتحول فيه زيدان، والذي يجسد دور "ملحم"، إلى الرجل الصارم، رئيس العصابة، الدكتاتور الإقطاعي والشرير، وفي ملامحه يظهر الرجل الذي طبعه حاد، صاحب الشخصية القوية، تختصر نظرات عينيه أحياناً الموقف كله، وتسانده حركات جسده، التي يسخرها في خدمة المشهد.
أيمن زيدان مرشد لأصدقائه، ومتقن لنصه، ومتفرد بأدائه الذي ينسينا الشكل والعمر، ويجعل من دوره أداة للسيطرة على المشاهد، ليتفاعل معه المشاهدون على أساس الشخصية التي يجسدها.
لقب جديد يحصده اليوم زيدان، وهو "الشرير الجنتلمان"، الذي أكد استحقاقه لهذا اللقب، من خلال مشهد "بوسة اليد الأرستقراطية" بين "ملحم" و"دونا"، وبهذه القبلة تمكن من إختصار كل الحيل تجاهها.
أيمن زيدان هو مدرسة في مجاله، لم يتكرر ولن يتكرر، ونتمنى أن تدرّس كل مشاهده في معاهد التمثيل والإخراج، فهو قلب مقاييس التمثيل بحنكة لامتناهية.