محمود نصر الممثل البعيد عن "القيل والقال" والجدل السطحي السخيف، يثبّت تواجده على الساحة بقوة من خلال أعمال تمثيلية ناجحة تلاقي الصدى المطلوب، ولا شك ان صوت نصر مسموع فهو مؤثر بشكل كبير على الجمهور من ناحية إيجابية نظرا لشهرته واحترامه للمشاهد ووإطلالاته التي دائما تتسم بالرقي والتهذيب.
هذه المرّة أطل نصر على الجمهور بعمل إنساني لافت يُشكر فيه على جهوده، ولا نتكلم عن ذلك على قاعدة "التطبيل" لكن كلمة الحق تُقال، فاستطاع ان يرسم البسمة مجددا على وجه شاب كان قد تعرض لحادث وبترت ساقه، أعطى الأمل له وزاد من إصراره على استكمال الحياة بحب.
بداية زار نصر منزل باسل الطوشي الشاب الذي نتكلم عنه، تحدث معه بطريقة فيها تفاؤل وأخوّة، كما لمسنا ايضا ان باسل يمتلك العزيمة والإرادة رغم كل المصاعب التي مر بها، بعد ذلك أخذه الى مركز الإغاثة والتنمية لتركيب أطراف صناعية، وبالفعل تمت معالجة مشكلة باسل واستغنى عن العكاز.
الا ان الموضوع لم ينته هنا، فـ نصر ما زال يحمل في جعبته هدية غير متوقعة من شأنها ان تغير حياة باسل للأفضل، فقد فاجأه وحقق له أمنيته وهي تقديم تسجيل رسمي له في معهد دولي لتعلّم صيانة الهواتف المحمولة، الأمر الذي بالطبع أسعد باسل وزاد لديه من الأمل في الحياة.
اذا تبقى الإنسانية ميزة تتراوح نسبتها بين شخص وآخر، ومن خلالها تزداد قيمة الشخص عند الآخرين، هل تتخايلون شخصا من دون إنسانية؟ يعني غياب الأخلاق والضمير.
نشد على يدي محمود نصر ونثني على جهوده بالقيام بهذه الأعمال التي تحيي نفسية شخص آخر كان قد تلوّع من مصيـ بته.