تحدث نقيب محترفي الموسيقى والغناء في لبنان فريد بو سعيد، عن بعض الأمور المهمة، حول مواقف الفنان خلال "الحـ رب" التي يعيشها لبنان.
وكشف بو سعيد، في حديثه إلى موقع "الفن"، عن القرارات والإلتزامات التي تتوجب على النقابة والفنانين، في ظل الظروف الحالية.

بصفتك نقيب محترفي الموسيقى والغناء في لبنان، هل ضمن هذه الظروف القاهرة، تجد أن الفنان يجب أن يلغي حفله؟

بالنسبة لنا، لا يوجد أي قانون يمنع الفنان من إحياء حفله في هذه الظروف، وليس هناك أي قانون يجبره على أن يحيي حفله، لذلك نحن في هذه الحالة، نترك حرية التصرف للفنان وبحسب أخلاقه.


ولكن هذا مصدر رزق للفنان، وهناك العديد من الفنانين الذين لا يملكون الكثير من الأموال، فهل نهاجم الفنان في حال قرر الاستمرار بالعمل؟

الموضوع ليس من هذا المنطلق، ويجب أن نتكلم بمنطق، إذا كنت أنا في منطقة لا تتعرض للضرب والقصـ ف، ليس من الضروري أن أحيي حفلاً كل يوم. نحن كنقابة كنا قد قررنا أن نقوم بحفل بمناسبة عيد الموسيقى الماضي في شهر حزيران، ولكن لما كانت الظروف في المناطق الجنوبية على الحدود صعبة، ونحن لدينا زملاء موسيقيون موجودون في تلك المناطق، لم نقم بحفل عيد الموسيقى، إحترمنا زملاءنا الذين تضرروا في تلك المناطق، وإضطروا إلى النزوح إلى مناطق أخرى، فكيف إذا كان هناك قصف على الضاحية الجنوبية؟ ومنذ فترة طال وسط بيروت، فهنا لا يمكن للفنان الموجود في منطقة الكسليك أن يحيي حفلاً وألا يهتم بالظروف الحاصلة، والشخص الآخر في البلد نفسه يموت، بمعنى أنه يجب أن يكون الإحترام هو الأساس بين اللبنانيين.

هل هذا الأمر ينطبق على الحفلات خارج لبنان؟

الموسيقي ليس لديه عمل سوى العزف، والمغني ليس لديه عمل سوى الغناء، وقد مررنا بالأمر خلال فترة إنتشار فيروس كورونا حين كان هناك حجر، وكان هناك نوع من التقيد به، وأصبح هناك إغلاق لمعظم المطاعم وغيرها، لفترة تمكن المغني أو الموسيقي من تحملها، ما يعني أن الموسيقي أو المغني الذي ليس لديه اليوم أي عمل يعتاش منه إلا مهنته، هو مجبر على العمل، ومنذ تلك الفترة، عملت أنا كنقيب إلى جانب أصحاب المطاعم، وكنا نزور لجنة كورونا في السرايا، وكنت حينها مع إعادة فتح كل المؤسسات لأن الناس تعبوا ولم يعد لديهم مال، فأصحاب المطاعم تكبدوا خسائر من إيجارات وغيرها، والموسيقيون والمغنون لديهم إلتزامات تجاه عائلاتهم، ويريدون العمل في مهنتهم، فلا يمكننا إلقاء اللوم عليهم.


هل تقوم النقابة بخطوات لمساندة الفنانين والموسيقيين خلال هذه الفترة، خصوصاً أولئك الذين تتعرض مناطقهم "للقـ صف"؟

كل الناس يعلمون أن النقابات لا تملك الأموال الكافية، ونحن لم نزد كثيراً الإشتراك السنوي على الفنانين والموسيقيين، فالإشتراك سابقاً كانت قيمته خمسين دولاراً، واليوم قيمته مليون ليرة فقط، نحن نشعر دائماً بالفنان، ولكن كنقابة لا يمكننا التدخل إلا في الحالات القصوى، هناك حالتان أو ثلاثة داخل المستشفيات، أخدمها أنا كنقيب من خلال وزارة الصحة، وهناك حالات غيرها، مثل إيجار في منطقة ما، ومساعدات على قدر العلاقات، نحن نقوم بأكثر ما يمكننا القيام به.

هل تصلكم دائماً أخبار المنتسبين إلى النقابة؟

هناك العديد من الأشخاص الذين أعرفهم، توجهوا إلى الشمال وإستأجروا بيوتاً في تلك المناطق، وأتابع أخبارهم، وهناك منتسبون إلى النقابة لا نعرف أخبارهم، لسنا قادرين على الوصول إلى معلومات، فالمنتسبون إلى النقابة يصل عددهم إلى حوالى 1700 شخص، وأنا أعتذر إذا لم نتمكن من معرفة بعض أخبار المنتسبين، ولكن هذا الأمر يعود إلى عددهم الكبير، وقلبنا مع الجميع. نحن نتمنى لو كانت لدينا قدرة لنستأجر بيوتاً ونقدمها لهم، فهناك أزمة كبيرة، وأشخاص تضرروا، وغيرهم من الذين نزحوا من الجنوب، إلى منازلهم في الضاحية، ولم يبقَ لهم منزل. نأمل أن نتخطى هذه الأزمة بأقل خسائر، وأن يعود الناس إلى بيوتهم، وأن تكون هناك مساعدات لإعادة إعمار هذا البلد.