بعد غياب طويل عن الدراما، عادت الممثلة اللبنانية هند باز بشخصية "نرمين" في مسلسل "العميل"، لتشكل حالة مميزة وقريبة من الجمهور، بشخصية قوية لم تجسد مثلها من قبل.
الممثلة التي عرفناها شابة لطيفة وكوميدية، عادت إمرأة قوية ومغرورة وجريئة، وجسدت شخصية لن تنسى.
وكان لموقع الفن حديث خاص مع هند باز، تحدثت فيه عن سبب إختيارها مسلسل "العميل" ودور "نرمين" ليشكل عودتها إلى التمثيل، كما تحدثت عن سبب غيابها، وعن العمل مع مخرج تركي.
انطلاقاً من مسلسل "العميل" الذي يعرض حالياً، ماذا تخبرينا عن العمل ككل، وعن دورك بشكل خاص؟
"نرمين" شخصية جديدة عليّ، إنها المرة الأولى التي أجسد فيها دور أم، وأخرج من شخصية الفتاة الطيبة والقريبة من القلب والكوميدية، لأجسد دور إمرأة جدية لا تضحك كثيراً، أنانية نوعاً ما، وليست طيبة، ومزاجية، فأحببت أن دور "نرمين" أخرجني من الإطار الذي إعتاد عليه الجمهور، وثانياً كان عودة جيدة لي للعمل في الدراما التي إشتقت إليها وإنتظرتها، وثالثاً وجودي إلى جانب الأستاذ أيمن زيدان كان إضافة كبيرة لي، كما أن شاشة MBC تحقق إنتشاراً كبيراً للممثل.
ماذا ننتظر من شخصية "نرمين"؟ هل يمكن أن نرى تغيراً كبيراً بمسارها؟
الجميل في شخصية "نرمين" هو أنها ستنقلب إنقلاباً تاماً في العمل، سنلمس تغيراً جذرياً في الشخصية، وإبتداء من الحلقة الـ 50 ستبدأ مشاهدي الصعبة، والـ Master Scenes التي قدمتها، تتطلب قدرات تمثيلية عالية، سنجد تغييراً حقيقياً.
في البداية سيتعرف الجمهور على إمرأة مغرورة، الأرستقراطية القوية المتزوجة من رجل مافيا، ولا تخاف أحداً، حتى نجدها أصبحت إمرأة مختلفة تماماً بتنوع كبير في المشاهد.
هل يمكن أن نراكِ مجدداً بمسلسلات لبنانية أو لبنانية عربية مشتركة؟
أنا حالياً منفتحة على أي بلد أو أي فرصة، أو أي دور يضيف إلى مسيرتي، ويستفز الممثلة التي بداخلي، إن كان في لبنان أو سوريا أو مصر، لا يوجد أي بلد لا أعمل فيه أو لا أسافر إليه، أنا مع الدور الجيد والجميل.
مع غياب عنصر المفاجأة، نظراً لأن العمل تم عرضه بالنسخة التركية، ماذا يجب أن يفعل الممثل، حتى يعوض غياب هذا العنصر؟
أولاً على الممثل أن يجسد دوره بأفضل طريقة مهما كان العمل، لا يوجد أمر معين يجب أن يقوم به حتى يعوض غياب هذا العنصر، فالمشاهدون الذين شاهدوا المسلسل بالنسخة التركية، يعرفون الأحداث بالطبع، ولكن علينا كممثلين أن نقدم شخصية كاملة متكاملة في العمل، شخصية فيها الكثير من التفاصيل، والصدق، ويجب على الممثل أن يحب الشخصية التي يجسدها.
ما الفرق الأساسي الذي لمسته بين الأعمال العربية التي شاركتِ فيها، والأعمال التركية المعربة؟ وكيف تصفين عملكِ مع مخرج تركي؟
تجربة جديدة ومختلفة وجميلة، الفرق أول هو اللغة، فالمخرجون لا يتكلمون اللغة العربية وهناك مترجم، وهذا نوع من التحدي، فبالطبع عندما نتكلم المخرج وأنا اللغة نفسها، يكون العمل أسهل، يمكن أن يجعلني أعيد المشهد، وأن يطلب مني إحساساً أفضل، هذه التفاصيل غير موجودة في العمل مع مخرج لا يتكلم لغتي، ولكن العمل كان جميلاً، المخرجون مهذبون ولائقون، يعملون بهدوء، ويحترمون الممثل بشكل كبير، حتى لو كان سيؤدي مشهداً واحداً.
إنطلاقتكِ بالتمثيل كانت قوية، هل تندمين على إبتعادكِ لفترة عن المجال؟ وهل أخّر ذلك نجوميتك؟
شعرت في بعض الأحيان بالندم والإشتياق، ولكن الظروف لم تسمح لي بالعودة في ذلك الوقت، حالياً أقول إن الإنسان لا يجب أن يندم، لأن كل شيء يأتي في وقته الصحيح، وأحياناً لا يمكننا أن نحصل على كل ما نريد بنفس الوقت. لدي إبنين، وتربطني بهما علاقة رائعة، وسأجد دائماً الوقت حتى أعود للتمثيل، وأقدم أعمالاً جيدة. لا يمكنني أن أعوّض السنوات التي عشتها مع إبنَي، فلو خسرتها وانشغلت بعملي في ذلك الوقت، لكنت ندمت، فأنا رزقت بهما، حتى أربيهما وأعيش معهما، والآن أقول إني أشعر بالإشتياق، وليس بالندم.
ماذا تخبرينا عن ذكرياتكِ مع مسلسل "فاميليا" الذي حقق شهرة واسعة جداً عند عرضه؟ وهل تعتقدين أن مسلسل كهذا بطاقم العمل نفسه، يمكن أن يلقى في هذه الفترة النجاح نفسه؟
مسلسل "فاميليا" عمل رائع، مع كاتبة لبنانية رائعة هي منى طايع، التي أحبها من كل قلبي كإنسانة وكاتبة، فهي تكتب العمل كما نعيشه في حياتنا. طاقم العمل من ممثلين وتقنيين ومخرج كان رائعاً، وأحب المشاهدون شخصيتي في المسلسل كثيراً، بعد أدواري مع الأستاذ الراحل مروان نجار، الذي له فضل كبير عليّ، فجاء "فاميليا" ليضعني بإطار كوميدي بعد الأدوار التراجيدية التي جسدتها قبله. أتمنى لو يجتمع طاقم العمل مرة أخرى بعمل جديد، ولكن بالطبع سيكون مختلفاً عن "فاميليا"، فنحن تقدمنا في السن وتغيرنا ونضجنا، وأتخيل أن الجمهور سيحب معرفة ماذا سيقدم هذا الفريق لو إجتمع من جديد.