فنان مميز بصوته وأدائه وحضوره، حجز لنفسه مكانة خاصة في الساحة الفنية منذ سنوات كثيرة، وحقق نجاحات في الكثير من الدول العربية والغربية.
إنه الفنان الأردني طوني قطان، الذي حل ضيفاً على موقع الفن، وكان لنا معه هذا الحوار، الذي تحدثنا خلاله عن أغنيته الجديدة "خلينا واقعيين"، وأغنيته السابقة "للبيع"، وغنائه في مناسبات العائلة الملكية الأردنية، كما تحدثنا معه عن علاقته بزوجته الإعلامية دانا أبو خضر، وغيرها من المواضيع.
نبارك لك أغنيتك الجديدة "خلينا واقعيين" التي أطلقتها منذ أيام.
شكراً، الأغنية من كلماتي وألحاني وتوزيعي الموسيقي، تحمل موضوعاً جديداً وجريئاً، وهو عندما تصل العلاقة إلى نهايتها، ويكون الإنفصال الحل الوحيد.
ماذا عن أصداء أغنيتك "للبيع" التي أطلقتها الشهر الماضي، ولماذا إخترت هذا الإسم؟
الأغنية من كلمات الشاعر عمر ساري وألحان الفنان محمد بشار، واسمها مشتق من المقطع الرئيسي للأغنية، والذي يقول: "للبيع قلبي وقلب قلبه وحب اللي بيحبه"، ربما الأوضاع السياسية أثرت حالياً وكثيراً على انتشار الأغاني، رغم امتناعي عن إصدار الأغنيات وإحياء الحفلات لأكثر من ١٠ شهور، منذ بداية الحرب على غـز ة. كانت هذه محاولة خجولة للعودة للعمل الفني، ولكن ما زالت جروح شعبنا في فلسطين ولبنان ودول الجوار تطغى على المشهد.
أطلقت العام الماضي أغنية "عرس الحسين" للأمير الحسين بن عبد الله، كما غنيت أمام الملك عبدالله الثاني في عدة مناسبات، ما سر تقربك من العائلة الملكية؟
جلالة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا قريبين جداً من الشعب الأردني بكافة أطيافه، وشرف كبير لي أن أكون دائماً من المدعوين للغناء أمام الملك في العديد من الإحتفالات الرسمية، منها عيد الإستقلال، وحفل اليوبيل الفضي الذي أقيم بمناسبة مرور ٢٥ عاماً على تسلم جلالة الملك سلطاته الدستورية، كما غنيت عام ٢٠٠٩ أمام الملك بمناسبة مرور عشر سنوات على تسلم جلالته سلطاته الدستورية، وذلك في إحتفال أهل الهمة الذي أقيم في المدرج الروماني في العاصمة عمّان.
إلى أي مدى يتم دعم الفنانين في بلدك الأردن؟
في هذا الزمن مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي ووجود منصات بث الأغاني، أصبح بإمكان أي فنان أن ينتشر عبر إنتاج أعمال فنية مميزة، ولم يعد موضوع الإنتاج الفني مكلفاً جداً كالسابق، أما لناحية دعم الفنانين، فلكل مجتهد نصيب، يوجد الكثير من المهرجانات الفنية المدعومة من وزارة الثقافة ووزارة السياحة وغيرهما، وتقوم النقابة بدور لا بأس به لدعم الفنان الأردني، لكن الأمر يتعلق بالفنان نفسه، الذي هو بحاجة إلى المثابرة والعمل.
لاحظنا خلال الفترة الأخيرة إزدهار الفن الأردني من خلال عدة فنانين، منهم الأخرس، السيلاوي وعصام النجار، لماذا برأيك إنتشروا بهذه السرعة؟وهل هذه الأسماء تنافس طوني قطان الذي لديه مسيرة فنية طويلة؟
كما ذكرت، المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ساهمت كثيراً بظهور شباب ونجوم جدد، قدموا أعمالاً مميزة وصلت بسرعة إلى الجمهور، وهذا أمر إيجابي، إذ يفسح المجال لأي شخص مميز وموهوب بالنجاح وتقديم فنه للجمهور. أما بالنسبة إلى المنافسة، فهذا أمر طبيعي ودائم، وكل فنان له لحظات صعود ولحظات ركود، والمنافسة لم تعد على مستوى بلد معين، بل أصبحت على مستوى الوطن العربي، وربما على مستوى العالم، فالأغاني باتت تتنتشر في كل العالم أحياناً، رغم اختلاف اللغات، فتجد بعض الشباب العرب يستمعون إلى الأغاني الكورية، من دون أن يفهموا الكلمات، لأن الموسيقى لغة عالمية يمكنك أن تستمتع بالإستماع إليها.
ما الذي يميز طوني قطان، خصوصاً في حفلات الأفراح التي تحييها والأجواء التي تضيفها؟
منذ بدايتي الفنية، وأنا أحاول أن أرضي كل الأذواق، فأنتجت أغاني رومانسية وأغاني شعبية وبعدة لهجات، وجزء كبير من عملنا هو إحياء حفلات الأعراس والأفراح، وقد أصبح لدي خبرة كبيرة في إحيائها، فهي لا تتطلب فقط صوتاً جميلاً، بل تتطلب أيضاً إطلالة وأسلوباً خاصاً، هذا عدا عن إحيائي المهرجانات والإحتفالات.
نشرت صورة لك برفقة زوجتك الإعلامية دانا أبو خضر، وذلك بمناسبة مرور 13 عاماً على زواجكما، ما سر حفاظكما على علاقتكما الجميلة؟
الحب هو الأساس ومهم جداً، ولكنه ليس السر الوحيد في الحفاظ على العلاقة، بل هناك أيضاً التفاهم والإحترام المتبادل والتعاون في كل شيء، وكذلك النقاش في كل قرارات الحياة، وخصوصاً المهمة منها. الزواج ليس مشروعاً سهلاً، ويتطلب الكثير من التضحيات.
إرتباطك بشخصية معروفة، وهي الإعلامية دانا أبو خضر، يجعل هذا الإلتزام أصعب أم أسهل؟
وجود دانا في الوسط الإعلامي وقربها من الوسط الفني يسهّل عليّ كثيراً، فربما لو تزوجت امرأة تعمل في مجال جاد مثل التعليم أو الهندسة أو الطب، قد لا تفهم طبيعة عملي، وقد تجد صعوبات في التأقلم مع طبيعة العمل الفني وتقلباته، وعدم وجود نظام روتيني، فالفنان حياته متغيرة، وفيها كل يوم شيء جديد، من سفر وتنقل وحفلات وتسجيلات وتصوير، ما قد يؤثر على حياة الأشخاص الذين اعتادوا العمل في ساعات معينة، وأخذ إجازات في أوقات معينة.
لماذا لم نعد نراك كثيراً في الساحة الفنية اللبنانية؟
الساحة الفنية في لبنان مليئة بالنجوم والفنانين المميزين، وليس من السهل التواجد فيها، رغم إحيائي في بعض الأوقات حفلات زفاف في لبنان وللبنانيين في الخارج، منها في الإمارات. ربما لم تحن الفرصة بعد لأحيي مهرجانات في لبنان، رغم تعاوني مع بعض الملحنين والموزعين الموسيقيين في لبنان، منهم سليم سلامة وروجيه خوري وروجيه أبي عقل.
تحضر باستمرار لأغنيات جديدة، هل ستنتجها بنفسك؟
معظم الأغاني التي أسجلها هي من إنتاجي الخاص، ولدي العديد من الأغنيات الجديدة والجاهزة، وسأطلق أغنيتيين لـ فلسطين قريباً.
كلمة أخيرة.
أتمنى السلام لأهلنا في لبنان، وأن تقف هذه الحرب الشعواء التي يشنها الإحتلال ضد هذا البلد الجميل، والذي عانى الويلات على مر عقود من الزمن، وأتمنى أن تقف الحرب في غـز ة وفي كل فلسطين الحبيبة، رحم الله شهداءنا جميعاً. أشكر موقع الفن، وأشكرك جون، وأشكر رئيسة التحرير الإعلامية هلا المر على إهتمامها الدائم بمواكبة أعمالي الفنية.