فنان متميز بصوته وأدائه وحضوره، في رصيده العديد من الأغنيات والترانيم الخاصة، وهو الذي أبدع غناءً وترنيماً.
صاحب أخلاق عالية، يعرف كيف يتعامل مع كل الناس، ليبقى إسمه مشرّفاً لكل من يذكره.
إنه الفنان الراقي منير خليفة، الذي أحيا سهرة العشاء القروي في ليلة إرتفاع الصليب المقدس، التي أقامتها رعية السيدة في ساحة مواقف كنيسة السيدة في منطقة الحدت، فأشعل الأجواء بالأغاني الجميلة التي غناها، وتفاعل معه كل الحاضرين، غناءً ورقصاً، وذلك بعد أن كان أطلق منير خليفة، مع بداية فصل الصيف، أغنيته الجديدة "لو قلتيلي"،من كلمات سيدة حرب، ألحان نادر خوري، وتوزيع موسيقي وميكس وماستر وتسجيل وليد قبلان، والكليب من إخراج فاطمة ضيفي.
الفرقة الموسيقية كانت بقيادة المايسترو داني أبو خليل، وعلى آلة الكمان الملحن والموزع الموسيقي بيار غانم، وقدمت الحفل رئيسة التحرير هلا المر.
إفتتحت هلا المر الحفل، وقالت: "شكراً لرعية الحدت التي أقامت هذا الحفل الجميل، نحن جئنا من كل أنحاء لبنان لنحتفل معاً، وشكراً لخادم رعية الحدت المونسنيور بيار أبي صالح على مباركته الجميلة جداً، الكل يحبك، وهذا بفضل تواضعك، وتحية إجلال وإحترام وتقدير لرئيس بلدية الحدت جورج عون. أهالي الحدت غاليين على قلوب كل اللبنانيين، لماذا نحب هذه البلدة؟ لأنها بلدة الألف شهيد، والشهيد يصعد مباشرة إلى السماء لأن الله يحبه، ويسوع قال: "ما من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبائه"، فالأكثر فداءً هو يسوع حين تأنسن، ويأتي بعده الشهيد، وأنا متأكدة من أن هذه الأبّولة التي أشعلتموها لم تصل فقط إلى روما، بل وصلت إلى السماء، إلى الألف شهيد الذين سيحمونكم بصلوتهم وبمحبتهم لكم. أنا أقدّر كل عائلات الحدت، لأنني أعلم أن كل عائلة منها فقدت شهيداً، أو أن الشهيد هو قريب العائلة".
وأضافت: "عيد مبارك عليكم، والصليب إنتصر، لذلك لا يجب أن نعيش بيأس ولا إحباط، فنحن المسيحيين لدينا رجاء هو الذي يبقينا متمسكين بوطننا وبفرح كبير جداً، خصوصاً إذا إجتمع قديسو لبنان وصلوا من أجلنا من شهداء الحدت".
وتابعت المر: "كنت دائماً أقدم الفنان منير خليفة في الرسيتالات الدينية، وهذه أول مرة أقدمه كفنان وليس كمرنم، والذي يغني عادة على المسارح، تكون لديه صعوبة في أداء الترانيم، والعكس صحيح، لكن منير خليفة يبدع في الغناء والترنيم، وهو نشأ في كنف عائلته علمته أن يحب الله ولبنان، وأن يهذب صوته، وألا يغني في أماكن ليست بمستوى راقٍ، فعندما نتكلم عن إبن الأستاذ عبده خليفة لا يمكننا أن نقول غير ذلك، وأعايد عبده الذي يصادف اليوم عيد ميلاده، وأوجه تحية للجيش اللبناني، وقدامى الجيش اللبناني",
وختمت المر قائلة: "منير خليفة من الأصوات النادرة في لبنان، ومن أجمل الأصوات، ولديه أجمل الأغنيات والترانيم الخاصة، وهو يستطيع أداء أغاني الموسيقار ملحم بركات بثقة كبيرة".
وأطل منير خليفة على الحضور، وإفتتح الحفل بأغنيته الشهيرة "حبيبي يللي بحبو"، ليغني بعدها أغنيته الجديدة "لو قلتيلي"، وغنى بعدهما الكثير من الأغنيات، نذكر منها: "إسأل عليّ الليل، البنت القوية، يا حياتي، ضلي إضحكي، يا بنت السلطان، عالعين موليتين، طلوا الصيادي، قتلوني عيونا السود، هزي يا نواعم، الزينة لبست خلخالا، يا هويدلك، ويلي دلعونا، لهجر قصرك، سنفرلو عالسنفريان، قمرة يا قمرة، تلات دقات، شو حلو، ما بحبك، يا حلوة شعرك داري، على رمش عيونها، قومي تنرقص يا صبية، ما في ورد بيطلب مي".
أبدع منير خليفة في غناء كل الأغاني التي غناها، وحصد محبة كل الحاضرين، بعدما أطربهم بصوته الرائع ورقص معهم، وزرع الفرح في قلوبهم.
موقع الفن إلتقى منير خليفة، قبل إنطلاق الحفل، وكان لنا معه هذا الحوار.
ما هو شعورك وأنت تغني في بلدتك الحدت؟
أنا من سكان الحدت منذ 18 عاماً، وهذه المرة الأولى التي أدعى فيها لأحيي مهرجاناً في بلدتي، المونسنيور بيار أبي صالح إقترح إسمي، وقال إنه يريدني أن أحيي هذا المهرجان، لأنه يهمهم أن يشارك كل أهالي الضيعة في هذا الإحتفال، فقلت له إني سأحيي هذا الحفل ولن أتراجع عنه، لأنه من المعيب أن أكون من سكان الحدت، ولم أحيِ فيها بعد أي حفل، فأنا متحمس جداً لهذا الحفل، وسأغني للحضور أجمل الأغنيات.
ماذا يعني لك عيد الصليب؟
هذه المناسبة هي الأهم في تاريخ العالم، فلولا الصليب لما كنا موجودين، هذا الصليب هو نحن، هو إيماننا، هو الموت الذي صار حياة، هو أملنا، فهذه المناسبة مقدسة بالنسبة لي.
هل صليبك كبير؟
ما من صليب أكبر من صليب المسيح، ولكن ما من أحد صليبه صغير، وخصوصاً نحن اللبنانيين، صليبنا أكبر من صليب غيرنا.
وعلى الصعيد الفني؟
طبعاً صليبي كبير، ولا زال يكبر، فالتحديات كبيرة جداً، ورغم ذلك أنا مصر على الإستمرار لأني أؤمن بنفسي، وواثق من موهبتي وقدراتي، وسيأتي يوم أكون فيه واقفاً على أكبر مسارح العالم، أنا لن أتخلى عن الصليب الذي أحمله، لأني أدرك أنه في النهاية سأزرعه في مكان ما.
تعاملت مع الفنان والملحن نادر خوري والشاعرة سيدة حرب لأول مرة، وذلك في أغنيتك الجديدة "لو قلتيلي"، كيف تم التعاون بينكم؟
نادر خوري صديق عزيز لعائلتي، فهو نشأ في بيتنا في طفولته، وأنا بالنسبة له الطفل المدلل، فقال لي: "أنت من العائلة، ولا مرة غنّيت من ألحاني، لدي أغنية جميلة أريدك أن تسمعها"، سمعت الأغنية وأحببتها كثيراً، والأصداء جميلة جداً، وتعليقات الجمهور عليها رائعة.
في الختام، ما هي أمنيتك بمناسبة عيد الصليب؟
شكراً لموقع الفن ولرئيسة التحرير هلا المر ولك جوزيف لأنكم تواكبونني دائماً، أعايد الجميع بهذه المناسبة، وأتمنى أن نصل إلى يوم ننزل فيه عن أكتافنا الصليب الذي نحمله ونرتاح.