لوتشيانا فرح عارضة أزياء لبنانية جميلة شكلاً ومضموناً، والدها لبناني ووالدتها برازيلية، وملامحها الساحرة تجمع بين الشرق والغرب. بدأت مسيرتها المهنية في الرابعة عشرة من عمرها، مع المصمم العالمي فالنتينو، وفي سن العاشرة، دخلت مجال الإعلانات، وفي السادسة عشرة من عمرها، وقعت عقد عمل في لندن مدته ثلاث سنوات.
تفتخر لوتشيانا فرح بجذورها اللبنانية، وتعبر بطريقتها الخاصة عن حبها لوطنها، قائلة: "طربوش لبنان على راسي". تزوجت بعمر العشرين عاماً من شاب لبناني، ورزقت منه بثلاثة أولاد، وغادرت لبنان إلى البرازيل وأقامت هناك، وزارته آخر مرة عام 1997.
كيف إنطلقتِ في عرض الأزياء بعمر مبكر؟
بدأت في العاشرة من عمري بأول إعلان، وبعمر 14 عاماً شاركت في عرض أزياء للمصمم فالنتينو، وفي إعلانات تلفزيونية وعروض أزياء، وتم وضع صورتي على أغلفة المجلات. بعمر 16 عاماً غادرت إلى لندن، بعد توقيع عقد عمل مدته ثلاث سنوات، وأصبحت اللبنانية الأولى التي تمثل لبنان في أوروبا. تعاونت مع مصممين عالميين منهم جان بول غوتييه ولانفان.
كيف تقبّل والداكِ فكرة عملكِ في عرض الأزياء؟
كانت هواية، وأعشق الكاميرا منذ طفولتي، شجعني والدي وعلمني طريقة المشي مع وضع الكتاب على رأسي. في بداية الثمانينيات لم يكن الأمر سهلاً، لكن وجود شقيقي في مجال عرض الأزياء، سهّل الأمور من خلال علاقاته مع الوكالات، وكانت شقيقاتي تعرض أزياء دار شويتر. والدي كان يملك ستوديو تصوير معروف بإسم ستوديو فرح، ورآني المصمم جورج شويتر في ستوديو والدي، وطلب منه السماح لي بتصوير إعلان معه، فوافق والدي، وبدأت العروض تنهال عليّ، وكانت أول مقابلة لي في مجلة الشبكة.
هل تلقيتِ عروضاً للتمثيل؟
تلقيت عروضاً للتمثيل، لكنني كنت مهتمة فقط بمجال عملي الذي هو عرض الأزياء، وقد وصلت إلى مرحلة تعاونت فيها مع مصممين أختارهم وأعرض لهم حصرياً.
كيف كانت علاقتكِ مع المصمم إيلي صعب؟
عرضت بشكل حصري للمصمم إيلي صعب لمدة خمس سنوات، وهو إنسان طموح وطيّب ومحترف، ولقيت منه التشجيع، وجمعتنا علاقة صداقة، كما تعاونت أيضاً مع المصمم روبير أبي نادر ودار أزياء شويتر.
تخليتِ عن الشهرة الكبيرة من أجل الزواج، هل أنتِ نادمة؟
لا أبداً أنا أحب العائلة، ولست نادمة لأن أولادي اليوم هم حياتي. وحين وصلت إلى البرازيل تلقيت عروض عمل فرضت عليّ السفر إلى الولايات المتحدة، لكني رفضت، وقررت تكريس وقتي وحياتي لأولادي. حالياً فتحت أبواب العمل من جديد، ولم يعد عرض الأزياء مرتبطاً بالعمر، لدي عروض للعمل في لندن ولبنان، وأنا أرغب بالعمل من جديد مع الشركات التي تعاونت معها سابقاً في بلدي.
هل لدى أولادكِ ميول فنية؟
إبني عمره 30 عاماً وهو ممثل، وإبنتي عارضة أزياء عمرها 28 عاماً.
كيف أثرت فيكِ الغربة؟
كانت صعبة جداً، بالرغم من كون أمي برازيلية، وشعرت أني في بيت أمي، والشعب البرازيلي راقٍ وحنون وقلبه طيب مثل الشعب اللبناني، لكن جذوري وتاريخي وكل عائلتي في لبنان، وتبقى في قلبي رائحة بلدي.
هل كسرتِ قاعدة أن التقدم في العمر يتعارض مع مهنة عرض الأزياء؟
نعم، لم يعد العمر هو المقياس، فالظروف إختلفت. لن أتاثر بالإنتقادات في حال عدت إلى لبنان، لأني متصالحة مع نفسي ومع عمري، وفي مجال عملي أنا "قدها وقدود". أصبح عمري 53 عاماً، وأنا محترفة، وأدرك تماماً أصول المهنة، ولدي سيرتي المهنية الغنية بالخبرة.
ما رأيكِ بالمؤثرات اللواتي يدعين أنهن عارضات؟
مع إنطلاق وسائل التواصل الإجتماعي، أصبحت المساحة مفتوحة للجميع، وأصبحت الممثلات يقمن بهذا الدور.
هل أجور عارضات الأزياء مرتفعة؟
نعم مرتفعة، ولكل عارضة أجر خاص بها، ويؤخذ بعين الإعتبار أرشيفها ومسيرتها المهنية.
لماذا غيرتِ اللوك الخاص بك؟
غيرت اللوك لسبب وحيد، هو المحافظة على شعري الأبيض، كلما كان ينمو شعري كنت أقصه، إلى أن أصبح قصيراً جداً، وقررت أخيراً أن يكون لونه بلاتين.
هل خضعتِ لعمليات تجميل؟
المرة الأولى التي خضعت فيها للبوتوكس كان عمري 36 عاماً، وحالياً أتابع من جديد البوتوكس مع طبيب تجميل، كما خضعت لجراحة تكبير الصدر.
من تحبين من الفنانين اللبنانيين؟
أحب هيفا وهبي، لاسيما عندما تغني "بوس الواوا"، وإليسا صوتها حنون ويدخل إلى القلب. أحب كل الفنانين اللبنانيين وأحترمهم، وجورج وسوف هو عراب إبنتي.
كيف حصل الأمر؟
جورج وسوف كان صديقاً مقرباً من العائلة، وهو أرثوذكسي، وعرض أن يكون عراب إبنتي وإقترح تسميتها ياسمين، لكننا إعتمدنا إسم لانا، وتمت العمادة في صيدنايا.
آخر كلمة؟
أنا متصالحة مع نفسي وسعيدة، والمرأة ليست بحاجة إلى الرجل كي تكون سعيدة. أفكر حالياً بنفسي بعد أن كبر أولادي وإختاروا حياتهم، وهم أصدقائي ويشجعوني.