التقط فريق من الباحثين لقطات مذهلة بالأشعة السينية لثعابين البحر الصغيرة وهي تهرب بطريقة درامية تشبه هوديني من معدة سمكة مفترسة كبيرة.


بعد ابتلاعها بالكامل، تقاوم هذه الثعابين المرنة عملية الهضم بنشاط وتتسلل إلى حلق المفترس لتعود إلى الحرية.
أجريت الدراسة، التي نُشرت في عدد 9 أيلول من المجلة العلمية Current Biology، بقيادة الأستاذ المساعد يوها هاسيجاوا والأستاذ المساعد يوكي كاواباتا، وكلاهما متخصص في علم البيئة في كلية الدراسات العليا بجامعة ناغازاكي.
افتتن الباحثون بقدرة الثعابين على الإلتواء عبر المساحات الضيقة، وافترضوا أنها قد تظهر سلوكيات هروب فريدة عند افتراسها.
لإختبار هذه النظرية، وضعوا في عام 2021 ثعابين يابانية صغيرة في حوض مع أسماك نائمة مظلمة، وهي أسماك مياه عذبة أكبر حجمًا وآكلة للحوم.
لاحظوا أن أكثر من نصف الثعابين، بعد أن تأكلها أسماك نائمة مظلمة، "تظهر" بأعجوبة - بالهروب من خلال خياشيم المفترس.
وللتعمق أكثر في دراسة سلوك الثعابين داخل جسم المفترس، استخدم الباحثون التصوير بالأشعة السينية في دراستهم الأخيرة.
ورغم أن عظام الثعابين رقيقة للغاية، الأمر الذي جعل من الصعب في البداية على الأشعة السينية التقاط تحركاتها، إلا أن الفريق تغلب على هذا التحدي بحقن الثعابين بكبريتات الباريوم، وهو عامل تباين يستخدم عادة في التصوير الطبي. وقد سمح هذا للفريق برؤية تصرفات الثعابين بوضوح داخل المفترس.
كانت الثعابين تسبح في البداية في دوائر داخل معدة المفترس قبل أن تستكشف حلقه بذيولها. ثم يستخدم فنانو الهروب الشجعان ذيولهم للتنقل للخلف عبر الجهاز الهضمي للسمكة باتجاه فمها وفي النهاية يهربون بالذيل أولاً من خلال خياشيم المفترس.
هذا السلوك مشابه لكيفية دخول الثعابين عادةً إلى المساحات الضيقة في موطنها الطبيعي.
كان الباحثون يعتقدون في الأصل أن الثعابين كانت تهرب من خلال خياشيم المفترس أثناء وجودها في فمه. ومع ذلك، فإن رؤية الثعابين البحرية وهي تتحرر حتى بعد ابتلاعها بالكامل في الجهاز الهضمي المميت للسمكة كانت أكثر إثارة للدهشة وغير متوقعة.
وأشار كاواباتا إلى أنه في حين تعتمد العديد من الكائنات الحية، مثل سمكة المنتفخة، على السموم لردع الحيوانات المفترسة، فإن سلوك هروب الثعابين البحرية يعد استراتيجية نادرة.