شهد الرابع من أيلول/سبتمبر مؤتمراً صحفياً، عُقد في المكتبة الشرقية في مسرح ليلى تركي، لإطلاق تجمع ثقافي مكوناته هي على التوالي: بيت تباريس، جامعة للكل-جامعة القديس يوسف، المكتبة الشرقية-جامعة القديس يوسف، المكتبة العامة لبلدية بيروت بإدارة جمعية السبيل، مكتبة صنوبر بيروت، المعهد الوطني الموسيقي، متحف ما قبل التاريخ اللبناني-جامعة القديس يوسف ومسرح مونو.
ويحمل إسم تجمع مونو Le Collectif Monnot، والذي شكل إطلاقه بارقة أمل للبنانيين في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها لبنان، ورغبة حثيثة لإحياء شارع تراثي ثقافي، من خلال نشاطات مشتركة، أولها سيكون في 11 تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
موقع الفن إلتقى مؤسس جمعية السبيل أنطوان بولاد، ومدير المكتبة الشرقية جوزف رستم، ومديرة مسرح مونو جوزيان بولس، وكانت لنا هذه الحوارات معهم.
أنطوان بولاد (كاتب ومؤسس جمعية السبيل)
كيف تتطلعون إلى التعاون مع مكونات تجمع مونو الثقافي؟
كل المؤسسات أو أعضاء التجمع يملكون تنوعاً جميلاً، يساهم في الإبتكار، وبذل الجهود للعثور على نقاط إلتقاء، وتواصل فيما بينهم. في ربيع الشعراء، الذي نحتفل به سنوياً في 21 مارس/ آذار، ستتواصل المكتبات العامة مع المدارس، وسنطلب من الطلاب إرسال قصائد مسجلة بأصواتهم، وسيكون هناك تدريب على نوعية الإلقاء مع مسرح مونو، لأن الإلقاء هو جزء من فن التمثيل. هناك أفكار عديدة قادرة على أن تجمعنا، وأبرزها مهرجان شارع مونو في الربيع المقبل.
أخبرنا أكثر عن جمعية السبيل.
تأسست جمعية السبيل عام 1997، وولدت من فكرة خلق مساحات عامة، حيث يلتقي الناس من كل الثقافات، لبناء السلام والمستقبل، والعنصر الذي كان يحركنا وما يزال يحركنا هو الكتاب، ويزودنا بالثقافة والمعلومات، وهذا الحق هو مجاني. أسسنا أول مكتبة عامة في مدينة بيروت في الباشورة، والمكتبة الثانية في الجعيتاوي في حديقة اليسوعية، والمكتبة الثالثة في شارع مونو، وهناك باص يجول في ضواحي بيروت وفي 6 قرى لإعارة الكتب. الجمعية ناشطة جداً، والعام المقبل سوف نحتفل بمرور 25 عاماً على تأسيس أول مكتبة عامة.
جوزف رستم (مهندس معماري ومدير المكتبة الشرقية)
على أي مستوى سيتم التعاون بين المكتبة الشرقية وتجمّع مونو؟
بدأنا العمل مع مسرح مونو قبل إنشاء التجمع، وهناك فكرتان أساسيتان تجمعنا بمسرح مونو، الأولى Esplanade des Arts، إذ تقام حفلات مجانية في الهواء الطلق، والفكرة الثانية هي التعاون مع مكتبة صنوبر بيروت، والذي يركز على مشروع لمعرض كتب أدبية للشباب من مجموعاتنا المشتركة، وهناك مشروع ثالث مع مسرح مونو، يتناول تاريخ المسرح وتقديم عروض، وقد بدأت المكتبة الشرقية منذ سنتين بتجميع أرشيف رجالات المسرح، منهم منير أبو دبس وجلال خوري، ومع جوزيان بولس سنهتم بتقديم العروض المسرحية، وقراءات للشعر الفرنسي تقام في باحة الطابق الثالث من المكتبة الشرقية. وفي الربيع المقبل سوف يقام مهرجان في الشارع، يتضمن عروضاً مسرحية، وعزفاً ولقاءات مع الأدباء والشعراء في الهواء الطلق. مكونات التجمع موجودة في أماكن مغلقة، لذا من الضروري الخروج إلى الهواء الطلق ولقاء الناس. أقامت المكتبة الشرقية العام الماضي، يوماً عن علم الآثار في بيروت بعنوان Passe Recompose، وستقام النسخة الثانية هذا العام، كما نعمل مع Université Pour Tous على محاضرات تقدَّم في المكتبة الشرقية.
كيف تعرّفنا على المكتبة الشرقية؟
المكتبة الشرقية هي ذاكرة لبنان، تضم مجموعات من الكتب والمخطوطات والخرائط، ومجموعة كبيرة من الصور والجرائد التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر، والتي تشكل ذاكرة لبنان، وهي ليست ذاكرة الكتابات وحسب، بل هي ذاكرة الشعب من خلال الصحف والصور، إذ نرى على سبيل المثال، تهجير الشعب الأرمني إلى لبنان بعد الإبادة الجماعية، وهي ذاكرة تشمل كل الطبقات الإجتماعية. أما المخطوطات، فهي رمز للتعاون العابر للأديان، كونها إسلامية ومسيحية، ورمز للتعاون بينهما بهدف العلم والمعرفة والتنوير، وليس من ناحية الفكر المظلم والمتشدد بآرائه.
ما رأيك الشخصي بالمشروع؟
أنا مهندس معماري ومسؤول عن المكتبة الشرقية، لا يجب أن ننتظر القارئ كي يأتي إلى المكتبة، بل على المسؤولين عنها الخروج إلى الشوارع، وتشجيع الناس ومحادثتهم، وهذا ما يطلق عليه Engaged Librarianship، لأن فكرة المكتبة أصبحت مختلفة، وهي قادرة على إستقبال النشاطات الثقافية والفنية، وأصبحت مركزاً لترميم الكتب، وفي الوقت نفسه متحفاً وقاعة محاضرات، ومن صلب عملها البحث العلمي. لسوء الحظ تراجع عدد الشبان اللبنانيين الذين يهتمون بالعلوم الإجتماعية والإنسانية، وعلينا أن نسلط الضوء على المهن المتصلة بالمكتبة، من ترميم كتب، ونشاطات ثقافية وعلمية لنشر التوعية على الإختصاصات المهنية، وليس فقط على التي تؤمن الحاجات المادية.
جوزيان بولس (منتجة وكاتبة وممثلة ومديرة مسرح مونو)
هل شعرتِ بالفخر حين قيل إن سبب إطلاق التجمع هو مسرح مونو؟
شعرت فعلاً بالفخر، وهناك حادثة طريفة حصلت معي، أكدت لي أنني نجحت في إدارة المسرح، وذلك حين توقفت سيارة بقربي وسألني سائقها عن موقع مسرح مونو، حينها أدركت أنني نجحت. وأصبحت كلمة مسرح في لبنان مرادفة لمسرح مونو.
كيف سيؤثر تجمع مونو على مسرح مونو؟
قد يتأثر لناحية نوعية الجمهور الذي يفتقد إلى الشباب، وقد يستقطب هذه الفئة، بفضل المكتبة الشرقية التي يزورها الشباب غالباً. الخطر في نجاح أي مؤسسة هو الوصول إلى الجمود، لذا المطلوب إكمال المسيرة للمحافظة على مستوى النجاح الذي تم تحقيقه، والتعاون مع مؤسسات أخرى تساهم إيجاباً، فلا يمكن لأي مشروع أن ينجح بمفرده. مسرح مونو بحاجة إلى مجتمع وحماس ليكمل المسيرة، والتجديد يدفع إلى الأمام.
الثقافة هي عنوان تجمع مونو، ما هي الأفكار المطروحة من جوزيان بولس؟
هناك العديد من الأفكار، وفكرة المشروع طرحت منذ فترة زمنية طويلة، وظهرت إلى العلن في الرابع من أيلول، وقد ناقشت الأمر مع "بيت تباريس"، ومع "المكتبة الشرقية" التي تتضمن مساحات ملائمة لنشاطات ثقافية، ولدينا عدة أفكار.
هل سيتأثر نوع الأعمال في مسرح مونو بعد إطلاق التجمع؟
أبداً، لكل مكون من تجمع مونو هويته وفرادته.