هذا الصوت المحبب يجعل من شيرين عبد الوهاب محط إقبال دائم على فنها، مهما حصل معها من مشاكل.

غريب أمر هذه الفنانة ومحبة الجمهور لها وإخلاصه لفنها ولشخصها، فبالنسبة له مغفورة خطاياها إن، وجدت ولعل الخطيئة الكبرى بالنسبة إلى الجمهور، هي إبتعاد شيرين عنه، وإنشغالها بمشاكلها العاطفية، وحتى المهنية، في حين أنه بإمكانها أن تكون ملكة، وهي حقاً ملكة في صوتها وغنائها وإختيارها الصائب لأغنياتها، التي شكلت مدرسة حديثة في الغناء الرومانسي العصري.

شيرين وعلى الرغم من الخلاف الحاصل بينها وبين شركة "روتانا"، طرحت أغنياتها من ألبومها الجديد، والتي ما إن أصدرتها حتى أحدثت ضجة كبيرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وتداولها محبوها من خلال تصوير فيديوهات قصيرة على تيك توك، وهم يرددون أغنياتها "بتمنى أنساك" و "اللي يقابل حبيبي" و "هنحتفل" و "وما زال عالبال".

مواضيع مختلفة ومتنوعة تحاكي فراق الحبيب والنسيان والرحيل وملاقاة العشاق، أدتها شيرين بصوتها الشجي وإحساسها الكبير، وأعادت إلى أذهان وقلوب محبيها شيرين "آه يا ليل"، تلك الحقبة التي جعلت من شيرين صوت مصر الأول في هذا الزمن، ناهيك عن الألحان الرائعة والتوزيع الموسيقي المتقن الذي قدم شيرين بصورة عصرية جديدة، إنما فيها الكثير من أصالة الماضي. ولا شك أن أغنية "بتمنى أنساك" شكلت حالة جماهيرية من خلال التفاعل الكبير في تداولها وتردادها، خصوصاً أن البعض نسبها إلى زوج شيرين السابق الفنان حسام حبيب. كما أن أغنية "اللي يقابل حبيبي" حققت أيضاً انتشاراً كبيراً، نظراً إلى كلامها الحساس والمعبر، فالحبيبة تطلب من أي كان، أن يحمل سلامها إلى حبيبها، على الرغم من الفراق، داعية من يقابله إلى التقاط صورة له، من دون علمه وإرسالها لها.

بالمختصر شيرين عبد الوهاب حالة فنية لن تتكرر، على الرغم إحاطتها بجور مثقل بالسلبية، وإفتقادها إلى من يحمل فكرها ونفسها ويدها إلى بر الأمان، هناك حيث تشع أكثر فأكثر وتبدع وتتألق، وتحافظ على هرميتها وحضورها الآسر في العالم العربي، وتركز أكثر على أعمالها الفنية، بعيداً عن المشاكل الفنية والقانونية والعاطفية.

شيرين عبد الوهاب ما عادت ملكاً لنفسها ومحيطها، إنما أصبحت حالة فنية مباحة لجمهورها العربي، الذي يكن لها كل الإحترام، ويتعاطف معها في معظم مشاكلها الأخيرة. أما الأهم فهو أن يقف إلى جانبها مستشار إعلامي، يساعدها على اختيار عباراتها في أحاديثها الإعلامية، والتي وفي كل مرة، تحدث ضجة سلبية تؤثر على إصداراتها الفنية، وتخطف الأضواء من نجوميتها.