تقع دولة البوسنة والهرسك، في قلب البلقان، وهي أرض غنية بالتاريخ والثقافة والتقاليد، وهي دولة من دول الإتحاد السوفييتي سابقاً وقد أصبحت الآن جوهرة أوروبية للسفر، ومن السهل أن تحب مزيجها من الجمال الطبيعي الوعر والضيافة، لكن شعبها بثقافته المثيرة للإهتمام وتقاليده الساحرة سوف يغريك بزيارتها والبقاء لفترة أطول ، ستستكشف في هذا المقال عشرة تقاليد بوسنية يجب معرفتها لمساعدتك على التكيف والإستفادة من تجربتك في هذا البلد الجميل.

1. ثقافة القهوة

يعد فن شرب القهوة، خصوصاً القهوة التركية، والمعروفة محليًا باسم "بوسانسكا كافا" أو "كافا" من أكثر التقاليد المحبوبة في البوسنة، القهوة في البوسنة ليست مجرد مشروب، بل إنها تجربة تجمع الناس معًا، تكون عملية التحضير دقيقة حيث يتم تحضير القهوة في وعاء خاص يسمى "دزيفا" ويتم تقديمها في أكواب صغيرة. غالبًا ما تكون مصحوبة بكوب من الماء وأحيانًا حلوى تسمى "راحت لوكوم".
عندما تتم دعوتك إلى منزل شخص ما لتناول القهوة، فمن اللباقة أن تقبل الدعوة، حيث أن ذلك يدل على حسن الضيافة والصداقة، خذ وقتك للإستمتاع بالقهوة والإنخراط في محادثة، حيث أن هذا جانب مهم من الحياة الإجتماعية البوسنية.
وإليك أيضا نصائح حول آداب السلوك
1. إقبل دائمًا أول كوب يُعرض عليك.
2. لا تتعجل، فشرب القهوة هو وقت للإسترخاء والتواصل الإجتماعي.
3. إذا أنهيت كوبك، فمن المعتاد أن تقلبه رأسًا على عقب على الصحن، وهي طريقة مرحة للتنبؤ بالمستقبل من بقايا القهوة.

2. عيد السلافا

يعتبر عيد السلافا تقليدًا مسيحيًا أرثوذكسيًا فريدًا من نوعه يمارسه أيضًا بعض الصرب البوسنيين، وهو إحتفال بقديس شفيع الأسرة ويعتبر أحد أهم المناسبات الدينية والعائلية، لكل أسرة قديسها الشفيع، ويتضمن الإحتفال وليمة خاصة وصلوات وطقوسًا.
خلال إحتفالات السلافا، يتم وضع أيقونة للقديس وشمعة على الطاولة، بالإضافة إلى خبز خاص يسمى "سلافسكي كولاتش". تتجمع الأسرة لطقوس تتضمن كسر الخبز وتقاسمه بين الضيوف.
في حال تمت دعوتك إلى حفل عشاء، فهذا شرف عظيم. أحضر معك هدية صغيرة، مثل زجاجة نبيذ أو حلوى.
شارك في الصلوات والطقوس باحترام، وإستمتع بالعيد وخذ الوقت الكافي للتعرف على قديس العائلة.

3. اعياد المسلمين

وهو عيد الفطر عند المسلمين البوسنيين ويعتبر عيد الفطر أو العيد من الأعياد الدينية الهامة التي يحتفل بها المسلمون في البوسنة، وهناك عيدان رئيسيان: عيد الفطر الذي يصادف نهاية شهر رمضان، وعيد الأضحى.
تتضمن الاحتفالات إقامة صلوات خاصة في المسجد، وتناول الولائم، وتوزيع الهدايا، كما أنها مناسبة للصدقة، حيث يتم تشجيع المسلمين على التبرع للمحتاجين.
وفي هذه المناسبات عليك أن تكون مستعدًا للإستمتاع بمجموعة متنوعة من الأطباق البوسنية التقليدية، مثل "البوريك" (معجنات محشوة باللحم) و"البقلاوة".

4. حفلات الزفاف

تعتبر حفلات الزفاف البوسنية مناسبات مفعمة بالحيوية والبهجة، مليئة بالموسيقى والرقص والتقاليد، وغالبًا ما تتضمن مزيجًا من الطقوس الدينية والثقافية، إعتمادًا على خلفية الأسرة، ومن بين التقاليد الشائعة "شراء العروس"، حيث يقوم العريس وأسرته "بشراء" العروس رمزيًا من أسرتها، وغالبًا ما ينطوي ذلك على مفاوضات مرحة وتبادل الهدايا.
ومن العناصر المهمة الأخرى رقصة "الكولو" التقليدية التي تُؤدى في حفلات الزفاف والاحتفالات الأخرى. وتصاحب الرقصة موسيقى شعبية حيوية وهي طريقة ممتعة للضيوف للمشاركة في الاحتفالات.

5. الموسيقى والرقص الشعبي

تشكل الموسيقى والرقص الشعبيان جزءًا لا يتجزأ من الثقافة البوسنية، وغالبًا ما تشمل الموسيقى التقليدية على آلات موسيقية مثل "شارجيجا" (آلة وترية)، و"تامبوريكا" (نوع من العود)، و"الأكورديون"، وغالبًا ما تحكي الأغاني قصص الحب والتاريخ والحياة اليومية.
الرقص مهم بنفس القدر، حيث يعد "الكولو" احدى أكثر الرقصات التقليدية شعبية. يتضمن الرقص أشخاصًا يمسكون بأيدي بعضهم البعض ويرقصون في دائرة، بخطوات معقدة وإيقاعات حيوية.

6. الملابس التقليدية

تختلف الملابس البوسنية التقليدية، المعروفة باسم "nošnja"، حسب المنطقة، وغالبًا ما يتم إرتداؤها خلال المهرجانات الثقافية وحفلات الزفاف والمناسبات الخاصة الأخرى.
الملابس غنية بالتطريز والأنماط والألوان النابضة بالحياة، بالنسبة للرجال، تشمل الملابس عادةً سترة وبنطلونًا و"طربوشًا" . غالبًا ما تتكون ملابس النساء مؤلفة من بلوزة وتنورة ومئزر وغطاء رأس، هذه الملابس ليست جميلة فحسب، بل تعكس أيضًا تاريخ وتراث الشعب البوسني، وينصح بطلب الإذن قبل التقاط صور للأشخاص الذين يرتدون الملابس التقليدية، لأن ذلك يُظهر الإحترام لتراثهم.

7. التنوع الديني

تشتهر البوسنة والهرسك بتنوعها الديني، حيث تضم أعدادًا كبيرة من المسلمين والمسيحيين الأرثوذكس والكاثوليك، وينعكس هذا التنوع في الأعياد والعادات في البلاد، إن إحترام هذا التنوع وفهمه أمر بالغ الأهمية للتأقلم مع النسيج الغني للثقافة البوسنية وتقديره.
ستجد المساجد والكنائس والمعابد اليهودية غالبًا ما تقع بالقرب من بعضها البعض، مما يرمز إلى التعايش بين الديانات المختلفة.

8. الضيافة

الضيافة هي حجر الزاوية في الثقافة البوسنية، غالبًا ما يتم الترحيب بالزائرين بأذرع مفتوحة ومعاملتهم بكرم كبير، عند زيارة منزل شخص ما، من المعتاد إحضار هدية صغيرة، مثل الزهور أو الحلوى أو القهوة.
يفتخر البوسنيون بكرم ضيافتهم، وغالبًا ما يبذلون قصارى جهدهم لجعل الضيوف يشعرون بالراحة والطعام الجيد، تشكل الوجبات جزءًا مهمًا من هذه الضيافة، ويمكنك أن تتوقع أن يتم تقديم مجموعة متنوعة من الأطباق اللذيذة.
أحضر دائمًا هدية صغيرة عند زيارة منزل شخص ما، وإقبل الطعام والشراب عند تقديمهما، لأن الرفض قد يُنظر إليه على أنه قلة أدب.

9. مهرجان البيض المخفوق

يحتفل أهل زينيكا بقدوم الربيع بطريقة خاصة، فعند شروق الشمس، يجتمعون عند نهر البوسنة للإستمتاع بوجبة إفطار تتكون حصريًا من البيض المخفوق، ويتم خفق عدة مئات من البيض في وقت واحد في مقالي حديدية عملاقة، وهو ما يكفي لإطعام جميع المشاركين في المهرجان.
وبينما لا يُعرف أصل المهرجان، فإن تقليد Čimburijada، الذي سمي على إسم طبق البيض، قد إنتقل عبر الأجيال، ويبدأ التقليد عند الفجر، لأن الترحيب باليوم الجديد يضيف معنى للإحتفال، ويرمز البيض إلى الحياة الجديدة كما وعدت عودة الطقس الدافئ.

10. اللغة والتواصل

إن فهم اللغة البوسنية والتحدث بها أمر ضروري للتأقلم مع الثقافة البوسنية والتمتع بها بالكامل، ورغم أن العديد من البوسنيين يتحدثون الإنجليزية، وخصوصاً في المناطق الحضارية، فإن بذل الجهد للتحدث باللغة البوسنية سيكون موضع تقدير كبير.
اللغة البوسنية، إلى جانب الكرواتية والصربية، هي إحدى اللغات الرسمية في البوسنة والهرسك، تعود جذور هذه اللغة إلى مجموعة اللغات السلافية الجنوبية وتشترك في العديد من أوجه التشابه مع اللغات المجاورة لها.